وسط تفاؤل كبير عاشه كل الشعب المصري عقب ثورة يناير التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك آملين في أن تتغير احوال معيشتهم إلى الأفضل بعد أن عانوا الأمرين مع النظام السابق. وسرعان ما تحول هذا التفاؤل الى كابوس بفضل استمرار الوضع السيئ على ما هو عليه بل وزاد كثيرا عما كان عليه بفضل سياسة مسئولي المحافظات التي يستمدها قادتهم من النظام السابق, فلم تعد المحافظات بكل مناطقها تعاني من نقص في اي من الخدمات بل اصبحت تفتقر للعديد من تلك الخدمات التي بات مواطنوها يتسولونها من مسئولي المحافظة الذين أغلقوا المكاتب على انفسهم. ومحافظة الاسماعيلية مثلها كباقي محافظات مصر بفضل المعاناة التي غلبت على معيشة أبنائها طيلة السنوات الماضية آملين في التغيير عقب فوز الدكتور محمد مرسي وتنصيبه رئيسا للجمهورية وان تتحق كافة احلامهم في توفير الحياة الكريمة لهم ولأبنائهم. في البداية قال محمود ابو علي من مواطني قرية أبوطفيلة ان على رئيس الجمهورية ان يبدأ سريعا في حل مشكلات المحافظة من توفير كافة الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي الذي تفتقده العديد من قرى المحافظة. ويضيف ابراهيم راضي من قرية ابو بلح ان هناك فقرا شديدا في العديد من الخدمات بقريتهم مثل الصرف الصحي والمياه فضلا عن الانقطاع الدائم للكهرباء متمنيا ان يقضي مرسي على تلك المشكلات التي باتت تعيق استمرار المعيشة في مثل تلك المناطق. ويشير حسين فتحي الى ان قرار الرئيس مرسي بصرف علاوة 15% لم يكن يتوقعه الكثير من المواطنين الذين صدموا من هذا الرقم الهزيل مؤكدا ان مرسي لم يفعل جديدا بل استمر على ممارسة سياسة الرئيس المخلوع في "تنقيط" المواطنين خاصة وانهم كانوا على امل تطبيق الحد الادنى للاجور اي بما يقرب من 1200 جنيه. ويلفت شريف بكري عضو ائتلاف شباب الثورة النظر الى العديد من الخدمات التي تفتقرها مناطق شتى بالاسماعيلية مثل مناطق كيلو 2 وابو بلح وابو عطوة والضبعية ونفيشة وغيرها وتحديدا مشروعات الصرف الصحي التي مازالت حبرا على لافتات معلقة منذ عشرات السنوات بالاضافة الى افتقار مناطق عديدة لمياه الشرب. وفي المقابل اعرب الكثير من مواطني الاسماعيلية عن غضبهم من العلاوة التي اقرها رئيس الجمهورية والمقدرة ب 15% خصوصا وانها لا تغني ولا تسمن من جوع في ظل تدني مستوى المرتبات التي يتقاضاها العاملين بالقطاع الحكومي. واكد المواطنون انه من العار ان يكون اول قرار لرئيس الجمهورية الذي انتخبه الشعب بارادة التحدي لكافة الصعوبات التي شهدتها المعركة الانتخابية بهذا الشكل الذي جاء كالصاعقة على رؤس المواطنين موضحين انه من الاولى ان يكون قراره بشكل يتناسب مع ما قام به الشعب من اجل انتصار ارادتهم في انتخاب مرسي. وقال المواطنون:" احنا مش بنفهم في السياسة ومش عايزين قوانين او تشريعات ولكن احنا عايزين اللي بنفهمه وهو زيادة المرتبات والسيطرة على الاسعار وتوفير لقمة العيش" مضيفين:" لو السياسة عند المسئولين تصريحات وكلمات معسولة بس فليذهب مرسي ومن معه الى الجحيم ولك الله يا مصر". وقدم مواطنو الاسماعيلية روشتة علاج لكافة مشاكلهم الى رئيس الجمهورية مؤكدين انها تبدأ بالاهتمام بالغير موظفين والذين تجاهلهم مرسي منذ ان تولى مسئولية البلاد حيث يمثلون شريحة كبيرة داخل المجتمع المصري ولا ينطبق عليهم اي قرارات خاصة بالعلاوات وغيرها وهو ما يعرف باسم البطالة. وطالب عدد من المواطنين الرئيس بإعادة هيكلة المناطق الصناعية والاستثمار بالشكل الذي يتناسب مع متطلبات الحياة في مصر بحيث يحصل العامل المصري على نفس امتيازات ما يحصل عليه موظف الحكومة من اجازات وتأمينات ومعاشات وغيرها الامر الذي سيقضي على البطالة بشكل نهائي. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه عدد كبير من مواطني الاسماعيلية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية باعادة النظر في تعيين محافظا لمدينتهم والتي اعتاد النظام السابق على تولي العسكريين هذا المنصب وهو الامر الذي تسبب في ابتعاد المحافظة الشهيرة بنظافتها وجمالها عن تلك الصفات بسبب عدم قدرة وكفاءة القادة العسكريين في التعامل مع موارد المحافظة بالشكل الذي يجعلها صناعية او تجارية او زراعية خصوصا انها اصبحت بلا هاوية في المجال الاقتصادي. كما طالب المواطنون رئيس الجمهورية بدعم فكرة عمل نقابة للحرفيين لتكون عوضا لهم عن الوظيفة التي حرموا منها بحيث تكفل هذه النقابة كافة مطالب هؤلاء الحرفيين برعاية حكومية ودعم خاص من الدولة فضلا عن تفعيل قانون العمل على هؤلاء العمال لضمان استقرار معيشتهم وابنائهم دون قلقل او خوف. واختتم مواطنو الاسماعيلية مطالبهم لرئيس الجمهورية بالعدل بين كافة شرائح المجتمع قائلين:"احنا اخترناك عشان تجيب حقنا اللي ضاع من 60 سنة ومش هنقبل منك اي اعذار من اعذار الرئيس المخلوع".