البطالة والمشكلات الصحية ونقص المياه.. شبح يهدد الوادي الجديد الأهالي يطالبون «المهدي» بانتشالهم من التهميش الجميع في هذا التحقيق وغيرهم، فتحوا أكفهم ورفعوا حواجبهم اندهاشا من تهميش تعاني منه محافظة مثل الوادي الجديد بواحاتها الثلاث: الخارجة، الداخلة والفرافرة من قلة الاهتمام والتنمية، الجميع هنا في تلك المنطقة التي نزلها الانسان قبل حتي أن تبدأ الحضارة الفرعونية يشعرون بالعزلة، عزلة حقيقية في واقع يشهد انتشارًا واسعًا للبطالة وتلوثًا كبيرًا في البيئة وفقرًا شديدًا في المواصلات والصحة واختفاء ملحوظاً للمشروعات التنموية وغيرها، رغم أنها المحافظة الأكبر ضمن محافظات مصر وتبلغ مساحتها 44% من المساحة الكلية لمصر، والمصدر الرئيسي لإنتاج البلح، والتي تضم المخزون الأكبر من المياه الجوفية. الناس هنا، في الواحات، وتحديدا في الواحات الخارجة حيث مركز المحافظة وحيث جري هذا التحقيق يتعاملون مع المحافظ الجديد اللواء طارق المهدي الذي تسلم مقاليد منصبه الجديد بعد حركة المحافظين الجديدة حيث اعتبره البعض النبي المنتظر، بل ويتعاملون مع رئيس الجمهورية القادم بالمنطق ذاته، بعد أن قلبت ثورة 25 يناير مقاليد الأمور وأعادت السلطة للشعب، وبعد أن عانوا كثيرا من تهميش رئيسي الجمهورية السابقين مبارك ومن قبله السادات. هنا تقدم "روزاليوسف" للواء طارق المهدي ولرئيس الدولة القادم، ربما "خريطة طريق" يتحدث فيها ناس الواحات عن مشاكلهم وأمانيهم، عملا بمنطق أن بداية الحل معرفة المشكلة. البحث عن جمال عبدالناصر الدكتور محمد السيد، منسق حزب الوسط يتمني من رئيس الدولة القادم أن يحزو حزو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تنمية الوادي الجديد، واستكمال المشاريع التي بدأها ناصر بالفعل وتوقفت من بعده مثل مشروع قري التوطين التي تجتذب الناس من مختلف محافظات الجمهورية، وأن يضع الوادي الجديد علي خريطة السياحة العالمية وتحديدا السياحة العلاجية، وكذلك إعادة النظر في مشروع شرق العوينات الذي تم فيه استبدال زراعة الأراضي بالمحاصيل بزراعتها بالبرسيم وتصديره لدول الخليج وهو ما يراه السيد استنزافا لمخزون الواحات من المياه الجوفية. ويطالب «السيد» طارق المهدي، بمساواة موظفي الوادي الجديد بموظفي شمال سيناء وجنوب سيناء ومرسي مطروح من ناحية حوافز الجذب التي يحصلون عليها، واقترح لمواجهة مشكلة تدني أسعار محصول البلح نظرا لموسميته وتحكم التجار في الأهالي، أن توفر المحافظة ثلاجات تخزين للبلح يدخل فيها الفلاح شريكا بمحصوله، وطالب أيضا يتغيير سياسة الري في المحافظة من الري بالغمر إلي الري بالطرق الحديثة مما يوفر ملايين الجنيهات سنويا. ولأن محمد السيد يعمل وكيلا لمستشفي الخارجة، فقد عرض بالتفصيل مشاكل الصحة التي قال إن لا حد لها، ويؤكد تعاني المستشفي الوحيدة بالواحات الخارجة من عجز كبير في التخصصات نظرا لأنها منطقة طاردة للسكان، حيث تخلو المستشفي من الجراحات التخصصية، والمرضي يضطرون للسفر لأسيوط للعلاج علي بعد ثلاث ساعات، ويقترح مؤقتا لحل هذه المشكلة، تنظيم قوافل طبية دورية من الجامعات المصرية تضم أساتذة وليس طلابًا، مع إمداد محافظة الوادي بأكبر عدد من منتدبي وزارة الصحة للترقية، كما يقترح إنشاء وحدة لمتابعة مرض السرطان، لارتفاع نسبة الإصابة به في الواحات الخارجة لانتشار مياه الصرف الصحي. أما وائل رسمي، العضو المؤسس بحزب المصريين الأحرار، فيطالب رئيس الدولة القادم بأن يشعر بأهمية الوادي الجديد وسيناء ويقول: "إحنا عندنا مخزون مياه مصر وهم عندهم أمن مصر"، ويطالبه أيضًا بأن يكون عادلا في نظرته لأرجاء القطر المصري وأن يتم العمل بمشروع ممر التنمية أو الوادي الموازي الذي طرحه الدكتور فاروق الباز. رغم اتساعها.. الرقعة الزراعية تشكو من البوار الشاعر حسين عبد المنعم، موجه اللغة الإنجليزية الذي ألف قصيدة "أنا عايز ريس" يشرح فيها مواصفات الرئيس الذي يتمناه، يؤكد أن تهميش الوادي الجديد كان أمرا مخططا له ويحكي عن واقعة تشهد علي ذلك ويقول: هناك مسئول أخبرني أن هناك شخصًا ما نصح الدكتور فاروق التلاوي محافظ الوادي الجديد الأسبق عام 1983 بألا يكرر مقولته بأنه علي استعداد أن يكفي مصر كلها من القمح عن طريق زراعته في الوادي وذلك إذا أراد أن يستمر في منصبه"، ويؤكد عبد المنعم أن زراعة القمح في الوادي لن ترفع معيشة الفلاح فقط أو تنمي الثروة الحيوانية ولكنها ستجعلنا نستغني عن زراعته في السودان كما هو مطروح حاليا، لكن عبد المنعم يعاني من الحيرة، فزراعة القمح تحتاج لمياه للزراعة، والمياه التي توفرها الحكومة لزراعته حاليا ضئيلة للغاية، وهناك من يشكك فيما قاله الدكتور فاروق الباز من أن الوادي الجديد يسبح فوق بحيرة من المياه الجوفية. ندرة المياه أكبر مشكلة يواجهها الفلاح في «الوادي» "ياريت اللواء طارق المهدي ينزل يكلم الجماهير"، هكذا يعبر خالد سعيد محمد، مدرس اللغة العربية عن ما يتمناه بشكل مباشر من المحافظ الجديد، بل ويتمني منه أن يختلف عن الأربعة السابقين عليه الذين لم يكونوا يفعلون شيئا وأن يحتك بالشعبيين وأن يسمع مشاكلهم وتحديدا الفلاحين الذين يعانون من نقص شديد في مياه الزراعة والذين يعانون في الوقت ذاته من تدني أسعار البلح محصولهم الرئيسي، بعد أن يأخذ التجار ما يكفيهم ويتركوا الباقي للأهالي يتصرفون فيه بمعرفتهم، ويعرض أيضا خالد سعيد لمشكلة انتشار العشوائيات، والصرف الصحي الذي كوّن ما يشبه بحيرة تحيط بمساكن الناس ومدارسهم، وضعف الإنارة في الشوارع. أما رئيس الجمهورية فيناشده أن ينظر للوادي علي أنه محافظة منتجة وليست مستهلكة، وأن يسمح بزراعته قمحا، بعد أن قامت الحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بحرق محصول القمح الذي أنتجه مشروع شرق العوينات لصالح مستوردي القمح من الخارج، ويتذكر خالد سعيد اليوم الذي جاء فيه الرئيس المخلوع- هكذا أصر أن يناديه- لافتتاح مشروع شرق العوينات، كيف أنهم عملوا له مطارًا خلال 24 ساعة وكيف أن أحمد عز استورد برتقالة مخصوص ليتصور بها "المخلوع"، وكيف أن الزيارة تكلفت 15 مليون جنيه!. أحمد غريب العيسوي، مدرس التربية الزراعية، طالب بعمل مصانع للبلح داخل الوادي نفسه بدلا من وقوعها خارجه، وتشغيل مصنع الإسمنت الذي لم يعمل إلي الآن برغم توافر المواد الخام، ولكن العيسوي يؤكد علي أهمية إنشاء هذه المصانع وفقا لدراسات جدوي جيدة حتي لا يتكرر ما حدث مع مصنع البصل التابع للقوات المسلحة والذي أقيم قريبا من المناطق السكنية فأصبح يعاني الأهالي من رائحته. السرطان يحصد أرواح المواطنين وعن مشاكل الصرف الصحي تحدث المهندس محمود محمد نصر، بشركة الصرف الصحي العمومي، وقال: يفترض أن محطات رفع الصرف الصحي لها مسئولون عنها في مجلس المدينة، والذي حدث أن هذه المحطات لا تعمل بطاقتها بسبب تكرار أعطالها ولقدم تصميمها، والنتيجة أن المسئولين قاموا بصرف المياه الزائدة في بركة عين الشيخ التي صنعت وخصصت للصرف الزراعي تفاديا لإغراقها للبيوت والمحطات، ولكن ما حدث أن تلك البركة التي رأوها حلا، وصلت لمنسوب أعلي من المنسوب المصممة عليه ولو انفجرت ستغرق كل ما حولها من أراض زراعية ومبان، كما أن بعض الأهالي يقومون بتربية الأسماك فيها والماشية علي الأعشاب الناتجة عنها، مما أدي لإصابة الكثيرين بمرض السرطان"، والحل كما يراه نصر هو الإسراع في اعتماد محطة المعالجة الجديدة التي بدأ العمل بها عام 2000والتي قال عنها رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي أنه لا توجد ميزانية لها، ويقول محمد نصر: دعونا نحمي الخارجة من الغرق، لأننا كلما تحدثنا مع وزارة أرسلتنا للأخري، كما أنه يجب وحتي يتم الانتهاء من المحطة الجديدة أن يصدر قانون يحرم تربية المواشي والأسماك. طالبات الثانوي يطالبن بسرعة الانتهاء من بناء الجامعة في ميدان البساتين بوسط البلد بمحافظة الوادي الجديد كانت مجموعة من الفتيات تتمشي تقع أعمار معظمهن في الخامسة عشرة، ومنهن طالبة الثانوي إهداء أحمد سنوسي، إهداء تمنت من المحافظ اللواء طارق المهدي أن يسرع في استكمال جامعة الوادي الجديد، بدلا من أن يرفض أهلها سفرها لجامعة بمحافظة أخري فتضطر للالتحاق بإحدي الكليات الثلاث الموجودة فقط في الوادي وهي التربية والطب البيطري والزراعة، وتتمني أختها إسراء السنوسي نفس الأمنية التي تمناها الكبار، وهي أن تري محافظتها محافظة زراعية كبيرة، توفر فرص عمل للشباب الذين تراهم يزيد عددهم يوميا مما غير في منظومة قيمهم وسلوكياتهم. "نريد الوادي جنة خضراء"، كلمة واحدة عبرت بها الطالبة أسماء أسعد محمد عن أمنيتها، وكذلك تمنت الطالبة مني عادل محمد أن تجد الرعاية الصحية اللازمة في مستشفي الخارجة العام بدلا من اضطرارها هي وأسرتها للسفر لأسيوط، أما الشاب خليفة ناجي، الذي يعمل بمحل عصير فانتقد تكسر الشارع الرئيسي بالواحات الخارجة وانخفاض مستوي الطرق بشكل عام ما يتسبب في وقوع حوادث كثيرة، وبتلقائية طلب ناجي من المحافظ الجديد أن يجد هو وأمثاله من الشباب شقة مناسبة يتزوجون فيها، في إسكان المحافظة الذي يستغرق الحصول عليه سنوات طويلة، وبتلقائية أكبر قال ناجي: بعد هذه الثورة، ألا يعرف رئيس الدولة القادم ما الذي نريده منه هنا في الوادي الجديد؟!.