ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيس الوزراء اليوناني، أليكسس تسيبراس، بدأ اليوم الثلاثاء، زيارة تاريخية لمقدونيا الشمالية، بعد شهرين من توسطه في اتفاق تاريخي لإنهاء الخلاف الذي ولد ما يقرب من ثلاثة عقود من العداء بين البلدين. وفي أول رحلة رسمية يقوم بها رئيس وزراء يوناني منذ إعلان الجمهورية اليوغوسلافية السابقة الاستقلال في عام 1991، هبط تسيبراس في العاصمة سكوبى، متعهداً بتوطيد الثقة المتبادلة بين الدولتين بعد انقطاعها لفترة طويلة، ثم قام بالتقاط صورة شخصية مع نظيره المقدوني الشمالي، زوران زئيف. وقال تسيبراس لوكالة أنباء مقدونيا الشمالية الحكومية، قبل الجولة التي تستمر ليوم واحد "منطقتنا تحتاج إلى تعاون واستقرار، فاليونان تحتاج إلى جار شمالي مستقر وآمن، ومقدونيا الشمالية تحتاج إلى جارٍ قوي يدعم وجهات نظرها الأوروبية". وأضافت الصحيفة أن أكثر من 100 رئيس أعمال و 10 وزراء في الحكومة يرافقون القائد اليساري، فيما وصف بأنه محاولة مفتوحة لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين بعد اتفاقية تعديل الاسم. وبموجب شروط الاتفاقية، الموقعة في يناير الماضى على ضفاف بحيرة بريسبا المتاخمة للبلدين، أضافت مقدونيا المصطلح الجغرافي "الشمال" إلى اسمها لتهدئة المخاوف القديمة في أثينا، من مطالبات إقليمية بشأن مقاطعة مقدونيا المجاورة لليونان. يذكر أنه تم ترشيح كلا الزعيمين لجائزة نوبل للسلام، بعد توصلهم لاتفاق تاريخي لإنهاء الخلاف الذي دام ما يقرب من ثلاثة عقود من العداء بين البلدين، وقد رحب بذلك الاتفاق عالمياً. وقال مسئولون إن أربع صفقات كبرى على الأقل، تهدف إلى توثيق التعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع والبنية التحتية والنقل ستوقع اليوم الثلاثاء بين الجانبين. على صعيدٍ متصل، صرح زئيف إنه يتوقع أن تتجاوز الاستثمارات اليونانية الجديدة في الدولة الفقيرة 500 مليون يورو، كما قال رئيس الوزراء الديمقراطي الاشتراكي "ستحظى جمهورية شمال مقدونيا بفوائد اقتصادية هائلة من الصفقة التي أعتقد أنها ستتم رؤيتها في كل مجالات الاقتصاد". كما سيستغل وزيرا خارجية الدولتين هذه المناسبة للتوقيع على مذكرة، تسلط الضوء على الحاجة إلى التعجيل بعملية انضمام مقدونيا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن في الوقت الذي أبرز فيه هو وزاييف صداقتهما الشخصية من خلال التقاط صور شخصية "سيلفى" خارج مبنى البرلمان في سكوبى، فإن كلاهما يدركان تمام الإدراك أنه مع اتفاق تغيير الاسم الذي احتضن الخلافات اللغوية والثقافية التي عادت إلى الوراء لسنوات، إلا أنها أغضبت القوميين. وتابعت "الجارديان" أن الزعيمين اعترافا بأن الطريق إلى الأمام سيكون صعبًا، كما أكدا أن مسئوليتهم أن يظهروا أن الدولتين يمكن أن يستفيدا فقط من الطريق المفتوح الآن". يذكر أن في كلا البلدين، يواجه الزعيمان انتخابات هذا العام، ففى سكوبي سيتم إجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق من هذا الشهر، وفى اليونان سوف يتم إجراء انتخابات عامة بحلول أكتوبرالقادم.