تحطمت مبادرة الوساطة بين المجلس العسكري والقوي السياسية التي أعلن عنها، أمس الأول، برعاية محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، وعمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية السابق والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، بسبب ما أعلنته جماعة الإخوان وحزبها السياسي بتكليف الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل بالتفاوض مع المجلس العسكري حول القضايا العالقة وعلي رأسها حل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل وقرار الضبطية القضائية. وقال المهندس حسب الله الكفراوي بعدما قررنا البدء في المناقشات حول خطة التحرك في الأيام المقبلة فوجئت صباح اليوم بتكليف الإخوان للكتاتني بالتفاوض فيما كنا نعتزم التفاوض عليه، وهو ما يستوجب منا التوقف وعدم استكمال الجهود انتظاراً لما ستسفر عنه مفاوضات الكتاتني، وقال: لقد رأيت انه تطفل مني أن أقوم بدور كلف الإخوان عضوا منها للقيام به، فاتصلت بعمرو موسي الذي سيعود من بروكسيل اليوم، وأبلغته بما حدث. علي جانب آخر، علمت «الوفد» أن اجتماعاً عقد بالأمس بين عدد من النشطاء والشخصيات السياسية للاتفاق علي سيناريو للتحرك عقب إعلان نتيجة الانتخابات بصورة نهائية، وضم الاجتماع الدكتور عمرو حمزاوي والدكتور محمد أبو الغار والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، كما جرت اتصالات بعمرو موسي أثناء سفره، والدكتور محمد البرادعي للانضمام للمبادرة مع السعي لضم شخصيات أخري. المبادرة الوليدة ربطت بدء تحركها بتنصيب رئيس لمصر، وحددت موضوعات للعمل عليها, أولها إعادة النظر في الإعلان الدستوري المكمل ومراجعة الجمعية التأسيسية للدستور, وأخيراً منح تطمينات لنسبة ال 49٪ من الناخبين الذين لم يمنحوا أصواتهم لمحمد مرسي وأحمد شفيق. أكد مصدر من الداعين للمبادرة الجديدة أن كل ما جري الحديث عنه من مفاوضات ووساطات خلال الأيام الماضية لا يزال حديثاً فقط بعيداً عن منطقة الفعل الحقيقي, نظراً لحالة الاستقطاب الحاد وتركيز معظم القوي السياسية علي إعلان المواقف، وقال نأمل أن يكون المناخ أفضل للعمل الوطني والتوصل لحلول مرضية للجميع عقب إعلان نتيجة الانتخابات.