نقص الألومنيوم يهدد مصانع الأجهزة المنزلية

تحقيق مصطفى عبيد:
يشهد قطاع صناعة الأجهزة المنزلية والصناعات الهندسية أزمة كبيرة بسبب قلة الخامات خاصة الألومنيوم وعدم وضوح سياسة سعرية محددة بين المصانع المستخدمة والشركة المنتجة.
كشف صناع الأجهزة المنزلية توقف شركة مصر للألومنيوم عن توفير خامات الألومنيوم المستخدمة فى صناعة الثلاجات والمبردات والديب فريزر.
وأكدوا أن الشركة التى تعد المنتج الوحيد للألومنيوم فى مصر لم توف كثير من طلبات مصانع الأجهزة على مدى الأسابيع الثلاث الماضية بسبب تصدير الخامات للخارج طلبا للعملة الصعبة.
فى الوقت نفسه، تلقت غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات شكاوى عديدة من اعضائها من مصانع الأوانى المنزلية والأجهزة بشان قيام الشركة المنتجة بزيادة السعر بدون سابق إنذار، وبنسبة كبيرة، فى الوقت الذى شهدت فيه بورصة الألومنيوم العالمية تراجعا كبيرا.
وقال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية ل" الوفد" أن شركة مصر للألمونيوم ارتفعت بسعر طن الالومنيوم إلى 71 الف جنيه للطن، مقابل نحو 53 ألف جنيه فى العام الماضى.
وأشار إلى أن تراجع سعر البورصة العالمية لم يدفع الشركة إلى تخفيض أسعارها رغم أنها قامت فى شهر إبريل بزيادة السعر استنادا لزيادة السعر العالمى. وأوضح أن استمرار تلك السياسة قد يدفع مصانع وورش تستخدم الألومنيوم كخامة أساسية فى الانتاج إلى استيراد الالومنيوم من الخارج.
وكشفت مصادر بالسوق وجود توجهات لاستيراد الألومنيوم الخام والاقراص والألواح من دول عربية منتجة ومشاركة فى اتفاقات تجارة حرة مع مصر لتجنب دفع
رسوم جمركية. وتأتى على رأس تلك الدول السعودية والبحرين باعتبارهما من أكبر منتجى الألمونيوم فى المنطقة.
وأكدت المصادر أن سعر الألومنيوم المستورد بعد إضافة تكلفة النقل والشحن سيكون أقل من سعر الشركة المحلية بنحو 300 دولار فى الطن الواحد.
وذكر المهندس بهاء ديمترى، رئيس لجنة المعارض بالغرفة الهندسية أن الأزمة سببها تفضيل الشركة المنتجة للألومنيوم الاسواق الخارجية على السوق المحلى. وأوضح أن عدم توفير كثير من طلبات المصانع أصاب القطاع بالشلل، موضحا أنه لا بديل عن الاستيراد حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
وقال ل» الوفد « إن الأزمة كبيرة فى المصانع الصغيرة والمتوسطة، نظرا لعدم وجود كميات مخزنة لديهم.
وأشار إلى أن عملية تعطيش السوق المحلى صاحبها رفع غير مبرر للأسعار، موضحا أن الغرفة خاطبت إدارة الشركة عدة مرات دون التوصل لاتفاق واضح لتوفير احتياجات المصانع والتعامل السعرى. أضاف أن عدم وجود سياسات مستقرة للأسعار والأعباء التى تتحملها الصناعة يدفع أى مستثمر إلى إرجاء توسعاته المحتملة، نظرا لصعوبة وضع دراسة جدوى.
وأكد المهندس حسن مبروك نائب رئيس شعبة صناعة الاجهزة المنزلية أن القطاع يواجه أعنف أزمة تهدد انتاج كثير من الأجهزة التى تعتمد على الألومنيوم كخام رئيسى.
وقال إن مصانع القطاع تعمل بنصف طاقاتها وكثير من الشركات لم تتمكن من الوفاء بالتزامات تصديرية مطلوبة نتيجة نقص الخامات.
على الجانب الآخر أكد المهندس محمد حنفى مدير عام غرفة الصناعات المعدنية أن شركة مصر للألومنيوم تحتسب أسعارها للسوق المحلى بناء على متوسط الشهر السابق، وهو ما يعنى إمكانية هبوط السعر العالمى دون السعر المحلى.
أما بخصوص عدم تلبية احتياجات الشركات من خام الألومنيوم فقد أكد أن حاجة أى مصنع للعملة الصعبة تدفعه إلى الاهتمام بالنشاط التصديرى بشكل كبير، مؤكدا ضرورة التعرف أولا على احتياجات السوق المحلى من الألومنيوم الخام ، ثم عمل اتفاق واضح بين الشركات الصناعية المحلية لتوفية احتياجاتها أولا برعاية وزيرى التجارة والصناعة، وقطاع الأعمال العام.
وتشهد أسعار الألومنيوم عالميا أكبر تراجع لها منذ بداية العام إذ وصل السعر إلى 1955 دولارا للطن بتراجع نسبته 7% عن بداية العام. ويأتى ذلك رغم المخاوف المثارة نتيجة تراجع إنتاج البرازيل ثانى أكبر منتج للألومنيوم فى العالم بعد الصين نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج مع ارتفاع أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية هذا العام نتيجة أسوأ جفاف منذ عقود أدى إلى تجفيف أماكن تخزين المياه الجوفية.
وتأتى الصين فى مقدمة الدول إنتاجا واستهلاكا للألومنيوم، حيث يبلغ انتاجها من الألومنيوم المصهور نحو 24 مليون طن تمثل 48% من الإنتاج العالمى. ويبلغ إنتاجها من الألومنيوم المكرر نحو 52 مليون طن تمثل 43% من الإنتاج العالمى، ويشكل استهلاك الصين من الألمنيوم نحو 20% من الاستهلاك العالمى. وتأتى أستراليا فى المركز الثانى عالميا بإنتاج 19.55 مليون طن ألمنيوم مكرر تمثل 16% من الإنتاج العالمى وتليها البرازيل فى المركز الثالث عالميا بإنتاج 11.25 مليون طن ألمنيوم مكرر بنسبة 9.1% من الإنتاج العالمى وتنتج 33.8 مليون طن من خام البوكسيت بنسبة 14.8% من الإنتاج العالمى.