عقدت إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الحادية عشرة برئاسة د. حسن عطية ندوة حول المسرح السودانى شارك فيها المخرج حاتم محمد على مدير المسرح القومى السودانى، ود. عز الدين هلالى أستاذ الموسيقى والدراما بجامعة الخرطوم. أدار الندوة د. محيى عبد الحى الذى رحب بالحضور وقدم نبذة عن الضيفين الكبيرين وتاريخهما الفنى والأكاديمى فى المسرح السودانى، وأعلن أن الندوة تناقش عدة محاور مثل بدايات المسرح السودانى، وحركة النقد والتأليف فى المسرح السودانى. شهد الندوة د. حسن عطية رئيس المهرجان، والفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى وعدد من الكتاب والنقاد المسرحيين من مصر والسودان. وقال د. عز الدين هلالى "فخور بوجودى فى المسرح القومى الذى وقفت على خشبته ممثلا فى السبعينات والثمانينات"، وتحدث عن الفارق بين العلوم والفنون وقال "إن العلوم تتقدم والفنون تتطور، وتناول المسرح السودانى الذى ينقسم إلى فرق مسرح الدولة والفرق الخاصة، والفرق الزائرة التى تأتى من خارج السودان، وإلصاق المسرح السودانى بالمسرح العربى فقط هو ظلم بين، لأن المسرح السودانى منفتح على افريقيا بنفس القدر". وأضاف "المسرح فى السودان بدأ عام 1899 خلال فترة الإحتلال وكان مسرحا ضعيفا، وأول نشاط لمسرح الجاليات كان عام 1905، ثم بدأ المسرح الأكاديمى من خلال المدرسة التى أنشأها رفاعة الطهطاوى عام 1880 والتى أغلقها المهدى بعد ذلك. بدأت الجالية المصرية من خلال ثلاثة عروض منها "التوبة الصادقة"، وبدأ الاحتلال فى التفريق بين الجالية المصرية وبين الشعب السودانى، والفرقة الوحيدة التى جاءت واستمرت فرقة يوسف وهبى، ثم جاء الرائد على عبد اللطيف الذى كان ضابطا بالجيش ويهوى المسرح وكان يأتى للمسرح متخفيا، هناك أيضا الجالية السورية والجالية الإنجليزية. وأضاف: المسرح السودانى بدأ بالإعتماد على القصص، وكانت البداية من خلال قصة قصيرة بعنوان "المأمور" لعرفات عبد الله، وجاء شاب سودانى هو "معاوية نور" إلى القاهرة ودرس النقد المسرحى ولديه العديد من المؤلفات، وكان الكثيرون يعتقدون أنه مصريا. ثم تناول أول فرقة منظمة ولديها جدول لعروض ممتدة وذلك عام 1920 والتى أجهضت وتم إيقافها عام 1924. وأضاف قائلا: المسرح فى كلية "جوردون" بدأ على يد فنانين مصريين، نظرا لأن أية محاولات سودانية كان يتم إجهاضها، ثم ظهر المسرح فى الأندية على مثل نادى الضباط، ونادى خريجى المدارس، ونادى المريخ وغيرها على يد توفيق وهبى. وفى عام 1946 بدأ أحمد الطيب فى العمل بشكل علمى وأكاديمى لتطوير المسرح السودانى، وسافر فى بعثة لدراسة المسرح بالخارج، وتم إنهاء بعثته بعد عامين دون إبداء أسباب. المرأة وحول علاقة المرأة السودانية بالمسرح، قال "إنها بدأت عام 1933 من خلال فرقة المسرح والموسيقى وكانت من شروطها وجود فتاة فى كل عرض مسرحى ومنذ ذلك التاريخ دخلت المرأة السودانية للمسرح. وفى عام 1967 بدأ مسرح المحترفين وكانت عروض المسرح القومى تجوب جميع الولايات، وأحب أن أشير هنا إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى حافظت على وجود مسرح منتظم على مدار العام، وفى نفس العام بدأت ارهاصات معهد الفنون المسرحية فى السودان. وفى عام 69 توقفت الفنون تماما بسبب انقلاب عسكرى، ثم توقف المعهد وأعادوه بعد سنوات عديدة بشرط تحويله إلى كلية وكانت هذه خدعة أدت إلى تحجيم دوره، وتم تدمير المسرح من خلال الاستيلاء على الميزانيات المخصصة للمسرح وتم الاكتفاء بمهرجان مسرحى واحد فقط ترعاه الدولة إلى جانب المهرجانات الخاصة والمستقلة". وانتقل الحديث إلى المخرج حاتم محمد على الذى قال "المحطات التى تحدد مسارات المسرح السودانى كثيرة، لكن لابد من الإشارة إلى أن المسرح فى السودان كان مرتبطا بالحركة الحياتية بشكل مباشر، وكذلك ارتباط المسرح بنشاط الجاليات من خلال الأندية الاجتماعية". وأضاف: تلك القضايا مازالت ملحة ومهمة، ومن خلال طبيعة العروض نكتشف أن المسرح كان على اتصال مباشر بالمجتمع السودانى، صحيح أنه كان هناك حالات خمول وتراجع ترتبط بما يحدث على السطح من أحداث سياسية. وأضاف قائلا: ارتباط الموسم المسرحى بوزارة الثقافة ووزارة المالية أدى لازدهار المسرح ثم الفرق المستقلة أيضا والتى كانت تعمل بجوار النشاط الحكومى، وكان المسرح يعمل على مواجهة كل الظروف والضغوطات، ولكن ظلت القضايا الاجتماعية هى الشغل الشاغل للمسرح السودانى وتجلى ذلك فى أعمال عديدة . شهدت الندوة مداخلات وشهادات مهمة من الحضور ومنهم د. حسن عطية والفنان يوسف اسماعيل، والنقاد المسرحيين د. عايدة علام، وأحمد خميس، ود. محمد بغدادى ود. لمياء أنور. يذكر أن المهرجان القومى للمسرح المصرى تقيمه وزارة الثقافة فى الفترة من 19 يوليو الجارى وحتى 2 أغسطس المقبل.