كلام «السيسي» من القلب تحدث فيه بتلقائية وإنسانية

خبراء الإعلام يحللون حوار «الرئيس» مع «ساندرا»

كتبت أنس الوجود رضوان:
اهتمام إعلامي وشعبي كبير حظي به حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المخرجة ساندرا نشأت.. نظراً لما جاء به من رسائل مهمة في شتي المجالات.. وكان لرأي الرئيس في الإعلام أهمية خاصة نظراً لأنه لمس بيده ما وصل إليه الحال في المشهد الإعلامي.
أيدته في الرأي الدكتورة ليلي عبدالمجيد، العميد السابق لإعلام القاهرة، موضحة أن الإعلام يحتاج إلي وقفة، مؤكدة أن الرئيس تحدي بطبيعته وتلقائيته المعتادة، وكانت «ساندرا» محاورة هادئة خلقت صورة حية من الواقع تحدث فيها المصريون بكل صراحة دون خوف، حيث حمل الحوار المصارحة والمكاشفة، وتقبل الرئيس بصدر رحب ما طرح عليه من أسئلة، وأضافت: استوقفني سؤال عن الجيش وهذا يؤكد أننا لا نعلم حقيقة ما يفعله الجيش سواء في محاربته للإرهاب أو إنجازه لبعض المشروعات، فهو يعمل من أجل حماية الوطن وتنميته وكل الدول تفعل ذلك، وقالت «عبدالمجيد» إن الإعلام كما قال الرئيس ابتعد عما يدور علي أرض الوطن من تنمية، فالمذيع بالفعل يجلس علي الشاشة ساعات طويلة يقول ما يحلو له دون محتوي كل ما يفعله الظهور علي الشاشة والتحدث في أمور ليست من اختصاصه لكي يملأ ساعات البث.
وقال الدكتور حسن عماد، عميد إعلام جامعة مصر، إن حوار الرئيس يمثل صفعة للإعلاميين لخروجه بشكل لا يرضي الجميع بعيداً عن «تشنج» المذيعين، وأشاد بالمخرجة ساندرا نشأت التي حافظت علي هدوئها في الحوار، كما استخدمت مهارتها في إخراج صورة جميلة حتي ولو ينقص الحوار بعض التقنيات، إلا انه
في المجمل حوار ناجح بكل المقاييس وأعطي درساً للإعلام الذي ازدحم ببرامج غير هادفة يجلس فيها المذيع ساعات طويلة علي كرسيه ليستنفد المشاهد والمحصلة صفر بل في أوقات كثيرة يبث سمومًا ضد الدولة.
تابع «عماد»: إن حوار الرئيس كشف تقصير الاعلام تجاه الوطن واستوقفني الحوار عندما كشف الرئيس عن حبه للتاريخ، وفعلاً إذا أردت أن تعرف قيمة الأوطان اقرأ تاريخها وهنا حملت الكلمة معاني كثيرة إننا نحتاج إلي سرد لتاريخنا بشكل مبسط للأجيال الجديدة للتعرف علي مصر القديمة والحديثة وزرع الانتماء بداخلهم، ولن يتحقق هذا إلا بالإعلام والتعليم والثقافة، وعلي الاعلام وضع استراتيجية جديدة لتنفيذ برامج مختلفة بعيداً عن وجوه مل منها المشاهد، ووافقته في الرأي الدكتورة نجوي كامل، أستاذ بإعلام القاهرة، مؤكدة أن الحوار جديد ونمط مختلف واعتبرته لقاء مع الجماهير خرج عن الإطار التقليدي.
وأضافت: أعطت ساندرا نشأت صورة حية للحوار بتصويره في الطبيعة بعيداً عن أجواء الاستديو، فهي لعبت علي عاطفة الجمهور وقدمت جميع الآراء كوحدة مجتمعية تعيش علي أرض مصر واحترم الرئيس ذلك بدليل رده علي الأسئلة بأريحية.
وتري «كامل» أن ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في حواره عن الإعلام تحدثنا فيه مراراً وتكراراً دون أن يتحرك أحد، موضحة أن الحوار حرك قضيتنا مع الإعلام مرة أخري، خاصة
وأن البرامج تتناول موضوعات تافهة تسيء للدولة من أجل تحقيق إعلانات، والمخزي غياب الإعلام التنموي وحل محله شخصيات تشوه التاريخ تنشر ثقافة الرقص والإحباط والتحريض، وحان الوقت لتقديم إعلام يساعد في بناء الدولة في ظل تحديات كثيرة تواجهنا. وتابعت: اختارت «ساندرا» رسالة للإعلام أكدت أن الرئيس وصل لحد الزهق من الإعلاميين، فالمذيع عامل نفسه زعيم وأن البرنامج أنا، وأنا البرنامج، وأعتبر هذا فوضي، البرنامج الهادف مجموعة من العناصر تتعاون معاً لخلق برنامج له هدف في خدمة الوطن لنشر القيم، وتساءلت «كامل»: أين الشخصية المصرية في الإعلام؟ وكيف تعود هويتنا وتترسخ عبر البرامج والدراما.
وقال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الاذاعة والتليفزيون بكلية الاعلام جامعة القاهرة، إن ما أشار إليه الرئيس في حواره التليفزيوني يجعلنا نعيد حساباتنا مائة مرة، فتكرار الرئيس لنقد الإعلام يؤكد أننا أمام مشكلة كبيرة تحدثنا عنها كثيراً وطالبنا بمحاسبة المسئول عن أي تجاوز مهني أو أخلاقي علي الشاشات، سواء كانت القناة أو البرنامج أو المذيع نفسه وأن ينظر المذيع لمصلحة الوطن وليس لمصلحة رجل الأعمال وأن يتنازل عن أنانيته ويعلم أنه يعمل مع فريق عمل ومن المفروض السعي معاً لرفع شأن الوطن.
وأشار إلي أن دعوة الرئيس للإعلاميين المصريين لإدراك حجم التحدي والقضايا التي تواجهها مصر، يؤكد انه ليس من المقبول أن يخرج إعلامي علي الجماهير ليتحدث لمدة 4 و5 ساعات، تابع «المرسي» لا أطالبهم بعدم الظهور علي الشاشات بل أشجعهم علي الحديث في كل ما يريدون التحدث عنه ولكن لا يصح الحديث عن موضوعات لا تليق بمجتمعنا.
وأضاف: الكلمات التي وجهها الرئيس «السيسي» للإعلام من شأنها أن تجعل الاعلامي يفكر في عدم ظهوره علي الشاشة إلا مرة واحدة في الأسبوع حتي لا يلفظه الشعب المصري الذي مل من برامج التوك شو.
وأشاد «المرسي» بساندرا نشأت واستخدامها للطبيعة واللقاءات الحية في الحوار مما جعله يخرج بشكل طبيعي وبسيط يتقبله الإنسان العادي ويستوعبه.