كتبت - أسماء خالد: مرت 5 سنوات على زواجنا قرر زوجى بعدها معاقبتى على ذنب لم أرتكبه وهو عدم قدرتى على الإنجاب، تناسى عشرة السنوات التى قضيناها معاً وتحملى ظروفه المادية الصعبة، ظل يفكر فى نفسه وفى إشباع رغباته الشهوانية بحجة أنه يريد أن يصبح أباً. الفقر والجوع أشباح باتت تطاردنى ليلاً ونهاراً، خوفاً من أن أجد نفسى فى الشارع.. بلا مأوى فبعد أن توفيت والدتى لم يتحمل والدى فراقها وأصيب بحالة نفسية سيئة جعلته يلزم الفراش حتى توفى بعدها بعدة أشهر، حينها وجدت نفسى وحيدة. تقول «منى» بعد وفاة والدىّ انتقلت إلى العيش برفقة عمى المريض، لأن العادات والتقاليد فى مجتمعنا تمنعنى من العيش بمفردى حتى لا أصبح فريسة سهلة لأى شخص، ثم خرجت للعمل حتى أتمكن من توفير احتياجاتى خاصة أن والدى لم يترك لى شيئًا أستطيع أن أنفق على نفسى من خلاله، وعمى لا حول له ولا قوة فهو مريض ولا يستطيع الحركة، ظللت أبحث عن فرصة عمل مناسبة إلى أن أكرمنى الله بوظيفة بأحد المصانع القريبة من المنزل، تعرفت على «محمود» زميلى فى العمل، فقد كان شخصاً ذاً خلق ودين، لفت انتباهى بأدبه الجم، نشأت بيننا قصة حب وبعد فترة طلب الزواج منى فوافقت وتقدم لخطبتى وتم الزفاف سريعاً خاصة بعد وفاة عمى المريض، ثم طلب منى أن أترك العمل لأننى لست بحاجة له بعد الزواج. ومرت السنة الأولى على زواجى فى سعادة لم أكن أحلم بها ولكن بدأت المشاكل تقتحم عش الزوجية بعد تأخرى فى الإنجاب وطالبنى زوجى أكثر من مرة أن أذهب إلى الطبيب وبالفعل اصطحبنى لعيادة أحد الأطباء، إلا أن الطبيب أخبرنا بأننى أعانى من مشاكل تمنعنى من الإنجاب، ومنذ أن سمع ذلك لم نترك طبيباً إلا وذهبنا إليه، وخضعت للعديد من العمليات خلال ال4 سنوات دون جدوى، لم يفكر زوجى ولو للحظة واحدة أن هذه الأمر ليس لى أى يد فيه. تسكت «منى» قليلاً وهى تحاول أن تغالب دموعها وتستكمل حديثها: تحولت حياتى لجحيم، قرر زوجى أن يفعل بى ما يحلو له لأنه يعلم أنه ليس لدى أحد يقف بجانبى ولديه حجة عدم الإنجاب.. كل يوم ضرب وإهانة وحياة أشبه بالسجن المظلم، تحملت كل ذلك فى سبيل أن أظل فى بيتى وأجد من ينفق علىّ، إلى أن حدثت الفاجعة فقد أخبرنى «محمود» ذات ليلة بأنه سوف يتزوج من أخرى رغبة فى الإنجاب وأن يصبح أباً. تبكى الزوجة المكلومة ودموع الألم والحسرة تملأ وجهها بعدما تذكرت الذل والإهانة التى تحملتهما من أجل أن تبقى الزوجة الوحيدة.. ثم تقول: حاولت مراراً وتكراراً أن أتحدث معه لإقناعه بعدم الزواج من أخرى فأنا لن أتحمل أن أشاهده مع امرأة غيرى، إلا أن كل محاولاتى باءت بالفشل، فلم يكتف بفكرة الزواج فقط بل أخبرنى بأنه سيأتى بها إلى شقتى للعيش معه وأن أقوم بخدمتها، فعدم الإنجاب خلق منه شخصاً آخر على أتم الاستعداد لفعل أى شىء فى سبيل أن يصبح أباً، ولكن بعد أن أيقنت أنه لا مفر من زواجه وافقته ولم أحاول أن أدخل معه فى نقاش حول هذا الأمر مرة أخرى. بالفعل تزوج من سيدة مطلقة ولديها طفلان، وذهب للعيش معها فى شقة مجاورة لشقتى، كنت أشعر بالموت فى كل ليلة يتركنى ويذهب إليها، وبعد مرور ثلاثة أشهر طلب منى الذهاب يومياً لزوجته وتلبية احتياجاتها، قائلة «عايزنى خدامة لمراته التانية» رفضت ذلك فى بادئ الأمر لكن الجوع والفقر، جعلانى أوافق على ذلك، ولكن ما خفى كان أعظم، زوجته كانت مفترية على الرغم من فارق السن، إلا أنها لم تحترم ذلك وبدأت تعاملنى وكأنى «خادمة» وتطلب منى ما هو فوق طاقتى، فقد علمت أنه لا مأوى لى سوى زوجى، واستغلت ذلك أسوأ استغلال، حولتنى إلى خادمة لها ولطفليها، خاصة بعد أن شعرت بأعراض الحمل فزاد دلالها ودلعها وطلباتها منى ومن زوجى وزوجها صار عبداً لها لا يستطيع أن يرفض لها طلباً، لم تشعر ولو للحظة أننى امرأة مثلها، وأننى حرمت من الإنجاب فبدلاً من أن ترفق بحالى وتعطف علىّ وتشعر بوجعى، تمادت فى تعذيبى وداست على وجعى وآلامى ولأننى بشر ولى قلب، وفى النهاية امرأة حرمت من الأمومة، لم أعد أستطيع الحياة معها ومع زوجى، نعم ليس لى مأوى، سيدى القاضى ليس لى دخل أنفق منه، ولكن لى مشاعر وأحاسيس، أتعذب، أموت قهراً مما يحدث منهما، سيدى جئت لأخلع هذا الرجل لأنه لا يريد طلاقى حتى تسقط حقوقى حتى بضعة جنيهات تحمينى من الجوع استخسرها فىّ، ودفعنى إلى الخلع بتصرفات وأفعال زوجته، اخلعنى سيدى، والشارع أرحم لى من هذا العذاب، ارحمنى سيدى لأنهى هذه المهزلة والعذاب، سأبقى مع دموعى وآهاتى، فقد تحولت الدنيا إلى غابة خالية من الرحمة. خرجت من قاعة المحكمة لا تستطيع إيقاف دموعها، وحتى ترغب فى مداراتها فلم يعد يعنيها أن تنال شفقة من أحد أو يتحدث عنها آخر!