محافظ جنوب سيناء: افتتاح منشآت جديدة يعزز تنافسية شرم الشيخ وثقة الشركات العالمية في الاقتصاد المصري    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار التاسع عشر لسندات توريق بقيمة 735 مليون جنيه    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد النزعة التوسيعية للاحتلال وعمله على إبقاء حالة الصراع    وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على مسافة شبه صفرية من سكاننا    مسؤول أممي: الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار    تقارير: زين الدين زيدان يقود منتخب فرنسا بعد انتهاء كأس العالم 2026    أبوريدة يجتمع مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب    موعد مباراة إيطاليا والنرويج.. والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    طقس قد يتسبب في نزلات برد.. الأرصاد تصدر تحذيرا    تعليم الإسماعيلية: يعلن جداول امتحانات شهر نوفمبر للعام الدراسي 2025/2026    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 9079 بطاقة رقم قومي.. وتلبي 1065 طلبًا منزليًا في أسبوع    خلاف على أولوية المرور يتحول لمنشور متداول    وزير الثقافة يزور طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    حينما تتحول رؤية الدولة للصحة الرقمية إلى التزام فعلي.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية خطوة واسعة فى طريق صعب    الأوقاف تعلن مواعيد المقابلات الشفوية للراغبين في استخراج تصريح خطابة    مصر ترحب باتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين جمهورية الكونجو الديموقراطية وحركة M23    كيف نظم قانون الإجراءات الجنائية الجديد تفتيش المنازل والأشخاص؟    حبس طرفي مشاجرة نشبت بينهما بسبب معاكسة فتاة في المطرية    ما هي عقوبة مروجي الشائعات عبر السوشيال ميديا؟.. «خبير» يجيب    فيديو.. عمرو أديب يحتفي بتلال الفسطاط: من أعظم المشروعات في السنوات الأخيرة    السلم والثعبان 2 يتربع على عرش إيرادات ليلة أمس    الرياضية: أهلي جدة يفتح ملف تجديد عقد حارس الفريق إدوارد ميندي    سؤال برلمانى بشأن ظاهرة العجز الصارخ فى المعلمين    طريقة عمل صدور الفراخ، بصوص الليمون والثوم    فيروس ماربورغ.. القاتل الخفي الذي يعيد ذكريات الإيبولا    بنين تعتمد تعديلات دستورية تشمل إنشاء مجلس الشيوخ وتمديد الولاية الرئاسية    مصر وتشاد تبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    الري: التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء أحد أدوات التعامل مستقبلا مع محدودية المياه وتحقيق الأمن الغذائي    كبير الأثريين يكشف تفاصيل تطوير المتحف المصري بالتحرير    مركز التجارة الدولي: 195 مليون دولار صادرات مصر من الشيكولاته في 2024    فرنسا يلتقي أذربيجان في مواجهة تحصيل حاصل بتصفيات مونديال 2026    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 3 أجانب خارج مصر    أمام كاب فيردي .. عمر مرموش يحل أزمة الجبهة اليسرى فى منتخب مصر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة بشأن الملف النووي الإيراني    اليوم .. بدء القيد بالنقابة العامة لأطباء الأسنان لخريجى الكليات دفعة 2024    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الأحد 16نوفمبر 2025    متي ينضم محمد صلاح لمعسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا ؟ ليفربول يحدد الموعد    إصابة العشرات بعد اندلاع اشتباكات في المكسيك وسط احتجاجات الجيل زد    «حماة الوطن» يعقد مؤتمرًا حاشدًا بالإسماعيلية لدعم مرشحيه    اليوم.. وزيرالثقافة ومحافظ الإسكندرية ورئيس أكاديمية الفنون يفتتحون فرع ألاكاديمية بالإسكندرية    مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    أدم محمد صبري: والدي رفض دخولنا نادي الزمالك ب "الواسطة".. وهذه وصيته لنا    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    محمود حسن تريزيجيه: الانضباط والاحترام أساس تكوين شخصية لاعب الأهلي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الحياة..امرأة .. يتقمصها عفريت!!
نشر في المسائية يوم 17 - 10 - 2010


من الحياة
امرأة .. يتقمصها عفريت!!
.من الحياة.. نافذة أسبوعية.. تفتح باب الأمل عندما تشعر النفوس بالألم.. أنتم أبطالها.. وأصحابها فهي منكم ولكم.. وصدي وقع الزمان علي بعضكم.. نفتحها للفضفضة عن تجاربنا وأشجاننا.. ليستفيد بها غيرنا.. فمن يدرك آلام غيره.. تهن عليه هموم نفسه..
يكتبها: سيد الهادي
في الليلة الأولي من شهر العسل أحلي ليالي العمر الليلة التي يحلم بها كل عريس وعروسة بين الترقب والأمل وبدلاً من أن يذبح العريس لعروسه القطة ليرهبها حتي تسمع كلامه كما كان يحدث زمان كما قرأناه في الموروث اختلف الحال طرد العريس عروسته ليلة الدخلة واتهم أهلها بالخداع والتدليس وأنهم ضحكوا عليه وزوجوه من عروس
مجنونة لابسها عفريت. ليست هذه نكتة ولكنها حقيقة حدثت مع صاحبة الحكاية التي أقصها عليكم اليوم تقسم أنها رغم استمرار زواجها بعد هذه الليلة المشئومة ليلة الدخلة سبع سنوات بعدها لم تذق فيها طعم الحب أو السعادة أو الطمأنينة لم تعرف مذاق الزواج وحلاوته التي يتحدث عنها الناس وبعد السنوات السبع العجاف طلقت بعد أن أجبر أهلها زوجها علي طلاقها بعدما أراد أن يزج بها في السجن.
وكما بدأت الحكاية انتهت حكاية الضياع الذي عاشت فيه والحرمان من الحب والسعادة والهناء وأيضاً الأمومة.
صاحبة الحكاية في الخامسة والثلاثين من عمرها أو دونها بقليل حلوة الملامح منمنمة التقاطيع في تناسق بديع بشرتها تميل إلي السمرة قمحاوية مثل معظم المصريات تصبغ شعرها بلون ذهبي لا يتناسق مع اللون الأصلي للشعر الذي يبدو في أساسه وجذوره أسود تشعر معها وفي وجودها بالغموض يزداد الإحساس به مع نظرات عينيها الغاربة دائماً عن لقاء العيون المتقلبة في حركات سريعة لا تستقر علي شيء.
ورغم الابتسامة التي تحتل وجهها ولم تغب لحظة عن شفتيها ومع تظاهرها بالمرح تشعر العين الفاصحة مدي الحزن الذي تختزنه في نفسها حزن عميق خيم علي حياتها منذ أن كانت صغيرة ومازال حتي هذه اللحظة التي جلست فيها معها.
تقول منذ أن فتحت عيني علي الدنيا لم أسمع أو أدرك شيئاً سوي العراك والسباب ودموع أمي وهي تنتحب من البكاء بعد كل مشاجرة لها مع أبي لا أذكر يوماً مر علينا بسلام وهدوء ولم أشهد بينهما لحظة انسجام أو حب فنشأت علي كراهية كل شيء البيت وحتي المدرسة تمنيت وأنا طفلة صغيرة أن أموت بدلاً من الموت البطيء والحزن الذي يملك نفسي ويخيم علي قلبي بدموع أمي حتي في عدم وجود أبي في البيت وكأنها أدمنت البكاء فأهملت الدراسة ونفسي وبت أهرب من الواقع كلما نشأت المشاجرة بين أبي وأمي ورغم إرادتي بالإغماء ولم أدرك أيامها أن ما أصابني هو لون من ألوان الصرع وكبرت وزادت معي وكثرت نوبات الصرع تنتابني مع كل مشاجرة تنتهي عادة بنوبة حادة من البكاء تسلمني إلي النوم ساعات طويلة أفيق بعدها بصداع كما دقات الطبول يدق رأسي.
كنت أدرك إنني بت مريضة وأيضاً تعيسة وسر تعاستي تواجدي في البيت مع أبي وأمي كنت أحسد زميلاتي وهن يتحدثن بالحب كل الحب عن أسرهن وآبائهن وأنا لا أشعر نحو أبي إلا بالكره والبغض والخوف.. الخوف الذي ازداد بعد وفاة أخي الذي يكبرني مباشرة الذي حاول مرة أن يتدخل لإنقاذ أمي من بين أيدي والده فضربه الوالد وهرب أخي ولكن والدي لم يتركه طارده وصعد أخي فوق السطح سطح البيت هرباً من الوالد وخوفاً منه وهناك اختل توازنه وسقط علي حجر شج رأسه ومات قبل أن تصل عربة الإسعاف وقيل إنه كان يلعب وسقط ومات ولكني كنت أعرف أن الخوف من أبي هو الذي قتله.
أحياناً كما تقول كنت أنظر كثيراً نحو أمي بالشفقة والرثاء ولكني أبداً لم أبرئها من قدرتها الفائقة علي خلق المشاكل وإثارة والدي كأنها تستعذب أن تثيره ليضربها وتبكي حتي بات يقينا عندي إنها ووالدي لا يمكنهما العيش سوياً دون الشجار والسباب الذي يصل إلي الضرب.
ومرت السنين وكبرت أكثر أصبحت في السادسة عشرة من عمري ونضجت أصبحت بعد وفاة أخي أكبر إخوتي عندما فوجئت يوماً بوالدي يتفق مع أمي ربما هذه هي المرة الأولي وأيضاً الأخيرة التي أتذكر اتفاقهما معاً كانا يتفقان علي شيء وهذا الشيء هو قرار زواجي.
تغيب الابتسامة عن شفتيها تمط بوزها وهي تتذكر هذه الأيام وتقول أيامها كنت أعيش في بيت جدي هرباً من جو البيت كنت أيامها في الثانوية العامة عندما جاء أبي وأمي ليصحباني إلي البيت وقبل ذهابنا إلي البيت أخذاني إلي محل كبير في وسط البلد محل لبيع فساتين الزفاف، تعجبت، طلبا مني أن أختار فستان الفرح وسألتهما بدهشة لمن؟ واستغربت ودهشت للابتسامة التي علت وجهيهما معاً وهما يخبراني إنه فستان فرحي.
بالصدق شعرت بما يشبه الصدمة لم يطف بخيالي يوماً إنني من الممكن أن أتزوج لم أكن مثل كل البنات يحلمن بفارس الأحلام فالرجل عندي أي رجل هو صورة لأبي للقسوة والعنف والشجار والنكد الدائم ولكن كان لابد أن أتزوج فهذه مشيئة أبي وأوامره وقد تم الاتفاق علي كل شيء من قبل وسيتم يوم الخميس عقد القران والزفاف بعد أسبوع وكان اليوم الاثنين مازلت أذكر هكذا تقول وتعاود البسمة احتلال موقعها علي شفتيها وهي تضيف: صدقني لم أستطع أن أرسم صورة الرجل الذي بات زوجي في عيني رغم أنه ظل جالساً بجواري عدة ساعات في ليلة عقد القران لم أستطع أن أنظر له وهو يضع في يدي اليمني دبلة الزواج أو الخطوبة أو وهو يضع الكوليه حول رقبتي أو السوار في معصمي كانت صورة أبي تحتل كل زوايا عيني وتملأ خيالي كنت أتصوره والدي وأنه بعد لحظة سينتفض غاضباً ويختلق معركة مع كل الموجودين ولكن الليلة مرت بسلام وأصبحت في نهايتها زوجة علي سنة الله ورسوله لرجل لا أعرف عنه أي شيء سوي اسمه وإنه قريب من أبناء عمومة أبي.
ومر أسبوع وكانت ليلة الزفاف ورغم أنها كانت ليلة مازال الناس يتحدثون عنها كأنها ليلة من ألف ليلة وليلة تمت في أحد الفنادق الفخمة إلا إنني لم أشعر فيها بأي شيء سوي الخوف والقلق خوف رهيب من المجهول الذي ينتظرني عندما أختلي بزوجي ولم يكن لدي دراية أية دراية بما يمكن أن يحدث فقد كنت حتي هذه اللحظة طفلة المشاعر رغم النضوج الذي تشي به تقاسيم قوامي وجسدي.
ودقت طبول الزفة واتمختري ياحلوة يا زينة واتمخترت بجانب عريسي والراقصة تزفني وتزفه وتغني لنا وخلوت مع الخوف وزوجي في حجرة النوم نظرت إليه أول مرة أنظر إليه فجأة وجدتني أصرخ وأصرخ وهو يحاول أن يكتم صرخاتي ثم يضربني ولم أعد أدري بشيء فقد استسلمت بلا إرادة مني ولا أية مقاومة لمخالب نوبة صرع ولم أدر بما حدث إلا في اليوم التالي.
ورغم بشاعة ما حدث وصبغة المأساة فيه إلا إنني ضحكت مما حدث وفرحت فقد عرفت أن زوجي تركني في الحجرة بمفردي وأخذ يعدو وراء أهلي قبل أن يغادروا الفندق وأمسك بخناق أبي اتهمه إنه ضحك عليه وزوجه من عروسة مجنونة عليها عفريت.. عفريت يلبس جسدها.. كان يقصدني أنا وأصر علي أن يعود أبي للفندق لاصطحابي إلي البيت لأنه لن يعود مرة أخري إلي الفندق اللعنة حتي لا يؤذيه العفريت الذي يلبس جسدي.
في داخلي شعرت بسعادة أول واحد يخاف مني زوجي يظن أن عفريتاً قد تلبسني زهوت بنفسي كنت كمن ذبحت أنا القطة لزوجي في ليلة الزفاف وبعد أيام عاد زوجي يعتذر لي ويصحبني معه إلي بيته.. البيت الذي اشتراه ليكون عش الزوجية كان خوفه مني قد تلاشي بعد أن عرف بما ينتابني من نوبات المرض الذي أخفاه عنه والدي وبعد أن طمأنه طبيب أمراض المخ والأعصاب الذي يعالجني ألا خوف عليه مني ونصحه أن يشرف بنفسه علي إعطائي الدواء حتي لا تصيبني نوبة الصرع مرة أخري وكان ما حدث كان حريصاً علي أن يناولني الدواء بيده كل يوم من أيام شهر العسل الذي ظل طواله يعاملني بحذر وأعامله أنا الأخري بخوف ولكني كنت قد تحولت من حال إلي حال من فتاة صغيرة إلي زوجة أو إلي امرأة ولكنها صغيرة.
ومع مرور الأيام بدأت أشعر بالاستقرار ويغرب عني الخوف وتعودت علي حياتي الجديدة وبصدق أحسست بالهدوء ولكني كنت حذرة كنت أحرص ألا أثير أية مشاكل كما كانت تفعل أمي حتي لا يثور زوجي ويحدث ما كان يحدث في بيتنا تعلمت الدرس وخاصة أن شبح أبي وأمي كان يسيطر علي حياتي الجديدة فتحولت مع الأيام إلي أن أكون زوجة سلبية لم يعد لي رأي في أي شيء أفعل ما يقوله زوجي حتي لا أثير غضبه ولكن ما كان يقلقني دائماً هو تساؤلات أهل زوجي عن سر عدم إنجابي رغم مرور أكثر من عامين علي زواجنا ولم أكن أملك أو أستطيع الرد حتي اصطحبتني شقيقة زوجي يوماً إلي الطبيب وأجريت العديد والكثير من الفحوص والتحاليل تأكد لي ولشقيقته إنني سليمة وبمعافية ولا عيب عندي يمنع الحمل والإنجاب.
وعندما طلبت شقيقة زوجي منه أن يعرض نفسه علي الطبيب هاج وثار تحول إلي مجنون وطردها من البيت معتبراً إنها اتهمته في رجولته بالنقص.
ومرت الشهور وتبعتها سنوات أخري وتوفي والد زوجي وجاءت أمه تعيش معنا في البيت .. بيت ابنها وبيتي.. لأول مرة في حياتي أشعر بالحب والأمان في وجودها أحس معها بما لم أستشعره مع أمي كانت حماتي طيبة للغاية تعاملني كأنني ابنتها ومنها تعلمت الكثير وتعلمت الحب حب الأم والأمومة ولكن مع زوجي أن أستطع أن أشعر معه بالحب فقد كانت ملامحه القريبة الشبه من والدي تعطيني انطباعاً بشراسة أبي تقف دائماً حائلاً بيننا وتمنعني من الاقتراب منه خوفاً من أن يضربني أو يشتمني وأيضاً لا أستطيع أن أمنع نفسي عنه لنفس الخوف رغم أن اقترابه مني كان يثير استفزازي وأخرج بعدها لأتقيأ خاصة وبعد أن أصبح عصبياً لإدراكه أن عدم الإنجاب بسببه ومع خوفي صبرت.
وفجأة أصاب المرض حماتي والدة زوجي والتي أصبح حبها يملك نفسي رقدت بالمستشفي كنت أقضي كل الوقت معها للسير علي راحتها وذات ليلة وفي وقت متأخر من الليل عدت إلي بيتي بعد أن اطمأننت علي حماتي وكان زوجي واثقاً إنني لن أعود وأنني سأقضي الليلة في المستشفي مع أمه كما كل ليلة وعندما فتحت الباب بمفتاحي وفي حجرة نومي فوجئت بما لم أكن أتوقعه وجدت جارتنا في أحضان زوجي وعلي سريري صرخت وصرخت وانتابتني حالة من الصرع وسقطت ولم أدر بشيء.
وعندما أفقت في اليوم التالي لم يكن زوجي في المنزل كان قد ذهب إلي عمله وتذكرت ما حدث قبل أن أصرع جمعت ملابسي وذهبت إلي بيت والدي وأخبرته وأمي بما حدث واستاء والدي خاصة وأن زوجي لم يجئ ليعتذر أو يحاول مراضاتي.
وفي اليوم التالي وكنت عند والدته في المستشفي فرقت بين ما حدث وحبي لحماتي بوالدي يتصل بي ويخبرني إنه سيمر علي ليصحبني إلي قسم الشرطة بعدما ذهب رجال الشرطة إلي البيت وفتشوه ويطلبون القبض علي بتهمة سرقة بيت مخدومي الذي أعمل عنده.
وجاء والدي ومعه بعض رجال الشرطة واصطحبوني إلي هناك وكانت المفاجأة زوجي أبلغ عني إنني أعمل لديهم خادمة وأنني سرقت مجوهرات والدته وهربت وأرشد علي عنواني.
صدم والدي وقدم للشرطة ما يثبت إنني زوجته قسيمة الزواج وأبلغ رئيس المباحث بما حدث وأن ما قام به ليس سوي بلاغ كيدي من زوجي واستشهد بوالدته المريضة في المستشفي ذهب معنا الضابط للمستشفي حيث ترقد حماتي قالت لا تصدقوا ابني إنه كاذب والتي اتهمها بخدمته هي ابنتي زوجته وتحملته سبع سنوات تحملت عصبيته بصبر شديد.
وأمام هذا الموقف اضطر زوجي لأن يخضع لإرادتي ومطلب أبي ويطلقني .. طلقني حتي لا يتعرض لتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات ولم أشر لعدم وجود الدليل إلي حادثة خيانته علي فراش الزوجية وتفهم الضابط الموقف ووعده بالتغاضي إن تم الطلاق وكان وطلقني.
تتسع الابتسامة علي شفتيها ولكنها كانت ابتسامة غريبة، غامضة وهي تستطرد وتقول وأصبحت مطلقة وأيضاً ازداد الخوف في قلبي الخوف من كل شيء وخاصة بعد أن عدت للعيش وسط خلافات ومشاكل أبي وأمي وإن كان الزمن قد هدهما.
كنت دون الرابعة والعشرين ومطلقة بعد زواج سبع سنين وحتي هذه اللحظة لم أكن بصدق قد شعرت بالحب الحب الحقيقي وبات كل الناس في عيني صورة من أبي خاصة الرجال نسخة من والدي وزوجي الشراسة والنذالة والخيانة.
وبعد فترة وجدت الذئاب تحوم حولي من الأهل والجيران يريدون نهشي كل منهم يطمع في اغتنام فرصة ليقضي لحظات من السعادة معي مقابل كلمات غزل ووعود وإدعاء الحب كأن المرأة المطلقة باتت حرماً مستباحاً لأي أحد لم يدر أحد منهم أن قلبي قد تجمد تحول إلي حجر وأن الرجال كلهم أبي وكلهم زوجي الذي طلقته فكرهتهم ولكن خاطراً شريراً طاف برأسي لابد من الانتقام منهم.
في عينيها ألمح بريقاً غريباً يزيد الغموض الذي يلمع فيها تقول بدأت لعبة الانتقام .. الانتقام من أي رجل.. وكل رجل.. كل من يحاول إبداء الإعجاب بي أتدلل عليه أمنيه وأشاغله حتي أتأكد أنه وقع فريسة لي وغرق في بحر هواي فأطرده من حياتي وأذل كبرياءه دون أن ينال مني شيئاً.
تصمت قبل أن تقول حتي ظهر فجأة في حياتي رجل ثري عجوز في الستين أو بعدها بعدة سنوات كنت وقتها عمري يكاد يقترب من الثامنة والعشرين ليس من مصر ولكنه في بلد عربي رآني أعجبته جاء لوالدي يطلب يدي ورغم حالة والدي المادية المتعسرة رفض .. رفض وبشدة رغم المهر الكبير الذي عرضه عليه الرجل.. ولكني وعنداً في أبي وافقت علي الزواج منه وأصررت أحسست إنني لن أتزوج رجلاً ولكني أريد العيش مع أب تخيلت الرجل مكان والدي منيت نفسي بالحب والحنان والأهم الثروة وأشياء كثيرة حرمت منها وتزوجت بالرجل العجوز الغني.
تضحك وهي تقول كما يقول المثل الشعبي طلع نقبي علي شونة الرجل الثري كان غيوراً مجنوناً بالغيرة ما إن دخلت بيته حتي تحول إلي مجنون غيرته العمياء أصابته بالشك في كل إنسان حتي أولاده حرمهم من دخول البيت خشية أن يغويني أحدهم وأنا في مثل عمرهم وحبسني في المنزل وأغلق علي كل النوافذ والأبواب ومنع الناس من زيارتي أحسست أنني كنت كمن أستجير من النار بالرمضاء عاودتني مرة أخري حالات الصرع ومرة أخري أسمع منه هو الآخر أنني ملبوسة وأن عفريتاً يتقمص جسدي ليمنعه مني وجاء بالدجالين والمشعوذين لعلاجي دون أن يعترف بأن ما أصابني هو المرض ولما فشل الدجالون والمشعوذون في علاجي بعد أن تكررت حالات الصرع لم يطق صبراً معي خاف من عفريتي وطلقني ولم أجن من طلاقي منه سوي مؤخر صداق حولني فجأة إلي امرأة ثرية أملك من المال ما لم أكن أحلم به أنا أو أحد في أسرتي وعدت مرة أخري مطلقة أعاود من جديد لعبة اللعب بمشاعر الرجال والانتقام.
تسألني وأنا ألمح بريقاً عجيباً يزداد تألقاً في عينيها أشعر بلذة شديدة في إذلال الرجال وتحطيمهم وكسرهم ولكن ضميري أحياناً يؤنبني فهل يمكن أن أكون مجنونة؟؟!!
أمسك بذيل السؤال لم أقل لها إنها فعلاً مريضة ومرضها ترسب في أعماقها من الصبر والعلاج عند الطبيب النفسي ونصحتها بالصلاة فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وتركتني علي وعد أن تزور طبيباً نفسي وذهبت عني ولم أدر بعد ما حدث معها أولها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.