توريد 43 ألف طن قمح لصوامع التموين بالإسكندرية    الأسهم الأوروبية تغلق عند مستويات قياسية جديدة    شاهد أول فيديو.. «النقل» تستعرض المحطات الخمسة الجديدة للخط الثالث لمترو الأنفاق    وزيرة التعاون الدولي: الحكومة تتبنى إجراءات وتدابير محفزة للشركات الناشئة    العمالة المصرية على موعد للعمل في اليونان.. اعرف التفاصيل    إعلام عبري: حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بنفس قوة الأسابيع الأولى من الحرب    انتصار السيسي وحرم سلطان عمان تزوران مستشفى 57357 -(صور)    ليلة دامية.. آخر التطورات الميدانية والعسكرية في رفح الفلسطينية    حماس: تعاملنا بكل مسؤولية وإيجابية لتسهيل الوصول لاتفاق يحقق وقف دائم لإطلاق النار    محافظ الإسكندرية ووزير الشباب يفتتحان بطولة الجمهورية للفروسية (صور)    محمد شريف يقود الخليج أمام الوحدة في الدوري السعودي    بطولة العالم للإسكواش 2024.. يحيى النواسانى يتأهل للدور الثانى    خلافات أسرية.. حبس المتهم لشروعه في قتل زوجته طعنًا بالسكين في العمرانية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 بصيغة pdf وخطوات الحصول على أرقام الجلوس    مصرع فتاة خنقًا في ظروف غامضة ببني سويف    مصرع طالب سقط من القطار بسوهاج    بسمة بوسيل تكشف عن مفاجأة بشأن تامر حسني بسبب «البدايات» (تفاصيل)    رئيس جمهورية اليونان تزور مكتبة الإسكندرية (صور)    القومي لحقوق الإنسان يشارك في إطلاق دورة مهرجان إيزيس لمسرح المرأة    د.آمال عثمان تكتب: المتحف المصري الكبير الأحق بعرض «نفرتيتي» و«حجر رشيد» و«الزودياك»    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك (فيديو)    شاهد| حسام موافي يوضح خطورة سقوط صمام القلب    خريطة قوافل حياة كريمة الطبية حتى 16 مايو.. الكشف والعلاج مجانا    12 عرضا تدل على الإصابة بأمراض الكلى    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    نقيب المهندسين: نستهدف تعزيز التعاون مع صندوق الإسكان الاجتماعي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بعد زواجه من الإعلامية لينا طهطاوي.. معلومات لا تعرفها عن البلوجر محمد فرج    أسعار شقق جنة بمشروع بيت الوطن للمصريين في الخارج    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    الجيزاوي يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة الصحية    بالصور.. تشييع جثمان والدة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم    أشرف صبحي يلتقي فرج عامر وأعضاء سموحة لتعزيز الاستقرار داخل النادي    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    للتخلص من دهون البطن.. تعرف ما ينبغي تناوله    نادال: ريال مدريد لم يهزم بايرن ميونخ بالحظ    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنطقة الوراق    أوكرانيا: روسيا تشن هجوما بريا على خاركيف وإخلاء بلدات في المنطقة    وزارة البيئة تناقش مع بعثة البنك الدولي المواصفات الفنية للمركبات الكهربائية    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    مفتي الجمهورية: الفكر المتطرف من أكبر تحديات عملية بناء الوعي الرشيد    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    بدء جلسات اجتماع اللجنة الدائمة للقاء بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    مصرع وإصابة 4 أشخاص في اصطدام سيارة بكوبري في الغربية    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الحياة..امرأة .. يتقمصها عفريت!!
نشر في المسائية يوم 17 - 10 - 2010


من الحياة
امرأة .. يتقمصها عفريت!!
.من الحياة.. نافذة أسبوعية.. تفتح باب الأمل عندما تشعر النفوس بالألم.. أنتم أبطالها.. وأصحابها فهي منكم ولكم.. وصدي وقع الزمان علي بعضكم.. نفتحها للفضفضة عن تجاربنا وأشجاننا.. ليستفيد بها غيرنا.. فمن يدرك آلام غيره.. تهن عليه هموم نفسه..
يكتبها: سيد الهادي
في الليلة الأولي من شهر العسل أحلي ليالي العمر الليلة التي يحلم بها كل عريس وعروسة بين الترقب والأمل وبدلاً من أن يذبح العريس لعروسه القطة ليرهبها حتي تسمع كلامه كما كان يحدث زمان كما قرأناه في الموروث اختلف الحال طرد العريس عروسته ليلة الدخلة واتهم أهلها بالخداع والتدليس وأنهم ضحكوا عليه وزوجوه من عروس
مجنونة لابسها عفريت. ليست هذه نكتة ولكنها حقيقة حدثت مع صاحبة الحكاية التي أقصها عليكم اليوم تقسم أنها رغم استمرار زواجها بعد هذه الليلة المشئومة ليلة الدخلة سبع سنوات بعدها لم تذق فيها طعم الحب أو السعادة أو الطمأنينة لم تعرف مذاق الزواج وحلاوته التي يتحدث عنها الناس وبعد السنوات السبع العجاف طلقت بعد أن أجبر أهلها زوجها علي طلاقها بعدما أراد أن يزج بها في السجن.
وكما بدأت الحكاية انتهت حكاية الضياع الذي عاشت فيه والحرمان من الحب والسعادة والهناء وأيضاً الأمومة.
صاحبة الحكاية في الخامسة والثلاثين من عمرها أو دونها بقليل حلوة الملامح منمنمة التقاطيع في تناسق بديع بشرتها تميل إلي السمرة قمحاوية مثل معظم المصريات تصبغ شعرها بلون ذهبي لا يتناسق مع اللون الأصلي للشعر الذي يبدو في أساسه وجذوره أسود تشعر معها وفي وجودها بالغموض يزداد الإحساس به مع نظرات عينيها الغاربة دائماً عن لقاء العيون المتقلبة في حركات سريعة لا تستقر علي شيء.
ورغم الابتسامة التي تحتل وجهها ولم تغب لحظة عن شفتيها ومع تظاهرها بالمرح تشعر العين الفاصحة مدي الحزن الذي تختزنه في نفسها حزن عميق خيم علي حياتها منذ أن كانت صغيرة ومازال حتي هذه اللحظة التي جلست فيها معها.
تقول منذ أن فتحت عيني علي الدنيا لم أسمع أو أدرك شيئاً سوي العراك والسباب ودموع أمي وهي تنتحب من البكاء بعد كل مشاجرة لها مع أبي لا أذكر يوماً مر علينا بسلام وهدوء ولم أشهد بينهما لحظة انسجام أو حب فنشأت علي كراهية كل شيء البيت وحتي المدرسة تمنيت وأنا طفلة صغيرة أن أموت بدلاً من الموت البطيء والحزن الذي يملك نفسي ويخيم علي قلبي بدموع أمي حتي في عدم وجود أبي في البيت وكأنها أدمنت البكاء فأهملت الدراسة ونفسي وبت أهرب من الواقع كلما نشأت المشاجرة بين أبي وأمي ورغم إرادتي بالإغماء ولم أدرك أيامها أن ما أصابني هو لون من ألوان الصرع وكبرت وزادت معي وكثرت نوبات الصرع تنتابني مع كل مشاجرة تنتهي عادة بنوبة حادة من البكاء تسلمني إلي النوم ساعات طويلة أفيق بعدها بصداع كما دقات الطبول يدق رأسي.
كنت أدرك إنني بت مريضة وأيضاً تعيسة وسر تعاستي تواجدي في البيت مع أبي وأمي كنت أحسد زميلاتي وهن يتحدثن بالحب كل الحب عن أسرهن وآبائهن وأنا لا أشعر نحو أبي إلا بالكره والبغض والخوف.. الخوف الذي ازداد بعد وفاة أخي الذي يكبرني مباشرة الذي حاول مرة أن يتدخل لإنقاذ أمي من بين أيدي والده فضربه الوالد وهرب أخي ولكن والدي لم يتركه طارده وصعد أخي فوق السطح سطح البيت هرباً من الوالد وخوفاً منه وهناك اختل توازنه وسقط علي حجر شج رأسه ومات قبل أن تصل عربة الإسعاف وقيل إنه كان يلعب وسقط ومات ولكني كنت أعرف أن الخوف من أبي هو الذي قتله.
أحياناً كما تقول كنت أنظر كثيراً نحو أمي بالشفقة والرثاء ولكني أبداً لم أبرئها من قدرتها الفائقة علي خلق المشاكل وإثارة والدي كأنها تستعذب أن تثيره ليضربها وتبكي حتي بات يقينا عندي إنها ووالدي لا يمكنهما العيش سوياً دون الشجار والسباب الذي يصل إلي الضرب.
ومرت السنين وكبرت أكثر أصبحت في السادسة عشرة من عمري ونضجت أصبحت بعد وفاة أخي أكبر إخوتي عندما فوجئت يوماً بوالدي يتفق مع أمي ربما هذه هي المرة الأولي وأيضاً الأخيرة التي أتذكر اتفاقهما معاً كانا يتفقان علي شيء وهذا الشيء هو قرار زواجي.
تغيب الابتسامة عن شفتيها تمط بوزها وهي تتذكر هذه الأيام وتقول أيامها كنت أعيش في بيت جدي هرباً من جو البيت كنت أيامها في الثانوية العامة عندما جاء أبي وأمي ليصحباني إلي البيت وقبل ذهابنا إلي البيت أخذاني إلي محل كبير في وسط البلد محل لبيع فساتين الزفاف، تعجبت، طلبا مني أن أختار فستان الفرح وسألتهما بدهشة لمن؟ واستغربت ودهشت للابتسامة التي علت وجهيهما معاً وهما يخبراني إنه فستان فرحي.
بالصدق شعرت بما يشبه الصدمة لم يطف بخيالي يوماً إنني من الممكن أن أتزوج لم أكن مثل كل البنات يحلمن بفارس الأحلام فالرجل عندي أي رجل هو صورة لأبي للقسوة والعنف والشجار والنكد الدائم ولكن كان لابد أن أتزوج فهذه مشيئة أبي وأوامره وقد تم الاتفاق علي كل شيء من قبل وسيتم يوم الخميس عقد القران والزفاف بعد أسبوع وكان اليوم الاثنين مازلت أذكر هكذا تقول وتعاود البسمة احتلال موقعها علي شفتيها وهي تضيف: صدقني لم أستطع أن أرسم صورة الرجل الذي بات زوجي في عيني رغم أنه ظل جالساً بجواري عدة ساعات في ليلة عقد القران لم أستطع أن أنظر له وهو يضع في يدي اليمني دبلة الزواج أو الخطوبة أو وهو يضع الكوليه حول رقبتي أو السوار في معصمي كانت صورة أبي تحتل كل زوايا عيني وتملأ خيالي كنت أتصوره والدي وأنه بعد لحظة سينتفض غاضباً ويختلق معركة مع كل الموجودين ولكن الليلة مرت بسلام وأصبحت في نهايتها زوجة علي سنة الله ورسوله لرجل لا أعرف عنه أي شيء سوي اسمه وإنه قريب من أبناء عمومة أبي.
ومر أسبوع وكانت ليلة الزفاف ورغم أنها كانت ليلة مازال الناس يتحدثون عنها كأنها ليلة من ألف ليلة وليلة تمت في أحد الفنادق الفخمة إلا إنني لم أشعر فيها بأي شيء سوي الخوف والقلق خوف رهيب من المجهول الذي ينتظرني عندما أختلي بزوجي ولم يكن لدي دراية أية دراية بما يمكن أن يحدث فقد كنت حتي هذه اللحظة طفلة المشاعر رغم النضوج الذي تشي به تقاسيم قوامي وجسدي.
ودقت طبول الزفة واتمختري ياحلوة يا زينة واتمخترت بجانب عريسي والراقصة تزفني وتزفه وتغني لنا وخلوت مع الخوف وزوجي في حجرة النوم نظرت إليه أول مرة أنظر إليه فجأة وجدتني أصرخ وأصرخ وهو يحاول أن يكتم صرخاتي ثم يضربني ولم أعد أدري بشيء فقد استسلمت بلا إرادة مني ولا أية مقاومة لمخالب نوبة صرع ولم أدر بما حدث إلا في اليوم التالي.
ورغم بشاعة ما حدث وصبغة المأساة فيه إلا إنني ضحكت مما حدث وفرحت فقد عرفت أن زوجي تركني في الحجرة بمفردي وأخذ يعدو وراء أهلي قبل أن يغادروا الفندق وأمسك بخناق أبي اتهمه إنه ضحك عليه وزوجه من عروسة مجنونة عليها عفريت.. عفريت يلبس جسدها.. كان يقصدني أنا وأصر علي أن يعود أبي للفندق لاصطحابي إلي البيت لأنه لن يعود مرة أخري إلي الفندق اللعنة حتي لا يؤذيه العفريت الذي يلبس جسدي.
في داخلي شعرت بسعادة أول واحد يخاف مني زوجي يظن أن عفريتاً قد تلبسني زهوت بنفسي كنت كمن ذبحت أنا القطة لزوجي في ليلة الزفاف وبعد أيام عاد زوجي يعتذر لي ويصحبني معه إلي بيته.. البيت الذي اشتراه ليكون عش الزوجية كان خوفه مني قد تلاشي بعد أن عرف بما ينتابني من نوبات المرض الذي أخفاه عنه والدي وبعد أن طمأنه طبيب أمراض المخ والأعصاب الذي يعالجني ألا خوف عليه مني ونصحه أن يشرف بنفسه علي إعطائي الدواء حتي لا تصيبني نوبة الصرع مرة أخري وكان ما حدث كان حريصاً علي أن يناولني الدواء بيده كل يوم من أيام شهر العسل الذي ظل طواله يعاملني بحذر وأعامله أنا الأخري بخوف ولكني كنت قد تحولت من حال إلي حال من فتاة صغيرة إلي زوجة أو إلي امرأة ولكنها صغيرة.
ومع مرور الأيام بدأت أشعر بالاستقرار ويغرب عني الخوف وتعودت علي حياتي الجديدة وبصدق أحسست بالهدوء ولكني كنت حذرة كنت أحرص ألا أثير أية مشاكل كما كانت تفعل أمي حتي لا يثور زوجي ويحدث ما كان يحدث في بيتنا تعلمت الدرس وخاصة أن شبح أبي وأمي كان يسيطر علي حياتي الجديدة فتحولت مع الأيام إلي أن أكون زوجة سلبية لم يعد لي رأي في أي شيء أفعل ما يقوله زوجي حتي لا أثير غضبه ولكن ما كان يقلقني دائماً هو تساؤلات أهل زوجي عن سر عدم إنجابي رغم مرور أكثر من عامين علي زواجنا ولم أكن أملك أو أستطيع الرد حتي اصطحبتني شقيقة زوجي يوماً إلي الطبيب وأجريت العديد والكثير من الفحوص والتحاليل تأكد لي ولشقيقته إنني سليمة وبمعافية ولا عيب عندي يمنع الحمل والإنجاب.
وعندما طلبت شقيقة زوجي منه أن يعرض نفسه علي الطبيب هاج وثار تحول إلي مجنون وطردها من البيت معتبراً إنها اتهمته في رجولته بالنقص.
ومرت الشهور وتبعتها سنوات أخري وتوفي والد زوجي وجاءت أمه تعيش معنا في البيت .. بيت ابنها وبيتي.. لأول مرة في حياتي أشعر بالحب والأمان في وجودها أحس معها بما لم أستشعره مع أمي كانت حماتي طيبة للغاية تعاملني كأنني ابنتها ومنها تعلمت الكثير وتعلمت الحب حب الأم والأمومة ولكن مع زوجي أن أستطع أن أشعر معه بالحب فقد كانت ملامحه القريبة الشبه من والدي تعطيني انطباعاً بشراسة أبي تقف دائماً حائلاً بيننا وتمنعني من الاقتراب منه خوفاً من أن يضربني أو يشتمني وأيضاً لا أستطيع أن أمنع نفسي عنه لنفس الخوف رغم أن اقترابه مني كان يثير استفزازي وأخرج بعدها لأتقيأ خاصة وبعد أن أصبح عصبياً لإدراكه أن عدم الإنجاب بسببه ومع خوفي صبرت.
وفجأة أصاب المرض حماتي والدة زوجي والتي أصبح حبها يملك نفسي رقدت بالمستشفي كنت أقضي كل الوقت معها للسير علي راحتها وذات ليلة وفي وقت متأخر من الليل عدت إلي بيتي بعد أن اطمأننت علي حماتي وكان زوجي واثقاً إنني لن أعود وأنني سأقضي الليلة في المستشفي مع أمه كما كل ليلة وعندما فتحت الباب بمفتاحي وفي حجرة نومي فوجئت بما لم أكن أتوقعه وجدت جارتنا في أحضان زوجي وعلي سريري صرخت وصرخت وانتابتني حالة من الصرع وسقطت ولم أدر بشيء.
وعندما أفقت في اليوم التالي لم يكن زوجي في المنزل كان قد ذهب إلي عمله وتذكرت ما حدث قبل أن أصرع جمعت ملابسي وذهبت إلي بيت والدي وأخبرته وأمي بما حدث واستاء والدي خاصة وأن زوجي لم يجئ ليعتذر أو يحاول مراضاتي.
وفي اليوم التالي وكنت عند والدته في المستشفي فرقت بين ما حدث وحبي لحماتي بوالدي يتصل بي ويخبرني إنه سيمر علي ليصحبني إلي قسم الشرطة بعدما ذهب رجال الشرطة إلي البيت وفتشوه ويطلبون القبض علي بتهمة سرقة بيت مخدومي الذي أعمل عنده.
وجاء والدي ومعه بعض رجال الشرطة واصطحبوني إلي هناك وكانت المفاجأة زوجي أبلغ عني إنني أعمل لديهم خادمة وأنني سرقت مجوهرات والدته وهربت وأرشد علي عنواني.
صدم والدي وقدم للشرطة ما يثبت إنني زوجته قسيمة الزواج وأبلغ رئيس المباحث بما حدث وأن ما قام به ليس سوي بلاغ كيدي من زوجي واستشهد بوالدته المريضة في المستشفي ذهب معنا الضابط للمستشفي حيث ترقد حماتي قالت لا تصدقوا ابني إنه كاذب والتي اتهمها بخدمته هي ابنتي زوجته وتحملته سبع سنوات تحملت عصبيته بصبر شديد.
وأمام هذا الموقف اضطر زوجي لأن يخضع لإرادتي ومطلب أبي ويطلقني .. طلقني حتي لا يتعرض لتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات ولم أشر لعدم وجود الدليل إلي حادثة خيانته علي فراش الزوجية وتفهم الضابط الموقف ووعده بالتغاضي إن تم الطلاق وكان وطلقني.
تتسع الابتسامة علي شفتيها ولكنها كانت ابتسامة غريبة، غامضة وهي تستطرد وتقول وأصبحت مطلقة وأيضاً ازداد الخوف في قلبي الخوف من كل شيء وخاصة بعد أن عدت للعيش وسط خلافات ومشاكل أبي وأمي وإن كان الزمن قد هدهما.
كنت دون الرابعة والعشرين ومطلقة بعد زواج سبع سنين وحتي هذه اللحظة لم أكن بصدق قد شعرت بالحب الحب الحقيقي وبات كل الناس في عيني صورة من أبي خاصة الرجال نسخة من والدي وزوجي الشراسة والنذالة والخيانة.
وبعد فترة وجدت الذئاب تحوم حولي من الأهل والجيران يريدون نهشي كل منهم يطمع في اغتنام فرصة ليقضي لحظات من السعادة معي مقابل كلمات غزل ووعود وإدعاء الحب كأن المرأة المطلقة باتت حرماً مستباحاً لأي أحد لم يدر أحد منهم أن قلبي قد تجمد تحول إلي حجر وأن الرجال كلهم أبي وكلهم زوجي الذي طلقته فكرهتهم ولكن خاطراً شريراً طاف برأسي لابد من الانتقام منهم.
في عينيها ألمح بريقاً غريباً يزيد الغموض الذي يلمع فيها تقول بدأت لعبة الانتقام .. الانتقام من أي رجل.. وكل رجل.. كل من يحاول إبداء الإعجاب بي أتدلل عليه أمنيه وأشاغله حتي أتأكد أنه وقع فريسة لي وغرق في بحر هواي فأطرده من حياتي وأذل كبرياءه دون أن ينال مني شيئاً.
تصمت قبل أن تقول حتي ظهر فجأة في حياتي رجل ثري عجوز في الستين أو بعدها بعدة سنوات كنت وقتها عمري يكاد يقترب من الثامنة والعشرين ليس من مصر ولكنه في بلد عربي رآني أعجبته جاء لوالدي يطلب يدي ورغم حالة والدي المادية المتعسرة رفض .. رفض وبشدة رغم المهر الكبير الذي عرضه عليه الرجل.. ولكني وعنداً في أبي وافقت علي الزواج منه وأصررت أحسست إنني لن أتزوج رجلاً ولكني أريد العيش مع أب تخيلت الرجل مكان والدي منيت نفسي بالحب والحنان والأهم الثروة وأشياء كثيرة حرمت منها وتزوجت بالرجل العجوز الغني.
تضحك وهي تقول كما يقول المثل الشعبي طلع نقبي علي شونة الرجل الثري كان غيوراً مجنوناً بالغيرة ما إن دخلت بيته حتي تحول إلي مجنون غيرته العمياء أصابته بالشك في كل إنسان حتي أولاده حرمهم من دخول البيت خشية أن يغويني أحدهم وأنا في مثل عمرهم وحبسني في المنزل وأغلق علي كل النوافذ والأبواب ومنع الناس من زيارتي أحسست أنني كنت كمن أستجير من النار بالرمضاء عاودتني مرة أخري حالات الصرع ومرة أخري أسمع منه هو الآخر أنني ملبوسة وأن عفريتاً يتقمص جسدي ليمنعه مني وجاء بالدجالين والمشعوذين لعلاجي دون أن يعترف بأن ما أصابني هو المرض ولما فشل الدجالون والمشعوذون في علاجي بعد أن تكررت حالات الصرع لم يطق صبراً معي خاف من عفريتي وطلقني ولم أجن من طلاقي منه سوي مؤخر صداق حولني فجأة إلي امرأة ثرية أملك من المال ما لم أكن أحلم به أنا أو أحد في أسرتي وعدت مرة أخري مطلقة أعاود من جديد لعبة اللعب بمشاعر الرجال والانتقام.
تسألني وأنا ألمح بريقاً عجيباً يزداد تألقاً في عينيها أشعر بلذة شديدة في إذلال الرجال وتحطيمهم وكسرهم ولكن ضميري أحياناً يؤنبني فهل يمكن أن أكون مجنونة؟؟!!
أمسك بذيل السؤال لم أقل لها إنها فعلاً مريضة ومرضها ترسب في أعماقها من الصبر والعلاج عند الطبيب النفسي ونصحتها بالصلاة فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وتركتني علي وعد أن تزور طبيباً نفسي وذهبت عني ولم أدر بعد ما حدث معها أولها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.