«الحب حياة».. هكذا برع بليغ حمدى الذى تحل ذكرى وفاته اليوم فى التعبير عن مشاعره، فتارة عاشق وأخرى ثائر، وكثيراً متهور لا يعرف مرسى لمشاعره المتقلبة، كان لحواء فى حياة بليغ حمدى سر خطير فى إبداعه وتألقه بهذا الشكل، المتفقد لأعمال بليغ حمدى يلاحظ من الوهلة الأولى، أن مشاعره وجنونه هى المنبع الوحيد لألحانه، ولذا كانت كل قصة حب يعيشها بليغ تشهد ثورة فنية وذاتية فى آن واحد، بليغ كان فنانًا بالغ الحس ملهب المشاعر، ورغم أنه كان معروفاً بتعدد علاقاته العاطفية، إلا أن قصة حبه لوردة والتى استمرت ل6 سنوات كان الأبرز فى تاريخ حياته. أول زواج فى حياة بليغ حمدى كان فى سن صغيرة من فتاة إسكندرانية تدعى «أمنية طحمير» استمر زواجهما عاماً واحداً، وعقب الانفصال توفيت أمنية، وكانت هذه الوفاة بمثابة حزن كبير فى حياة بليغ، لكنه لم يستمر كثيراً دخل فى مرحلة جديدة من الإبداع كان الأكثر ثراء فى هذه الفترة بين ملحني جيله، تخطى الرقم القياسى فى عدد الألحان، ودخلت حياته «وردة» والذى لقبها بحب العمر الوحيد، بدأت علاقتهما عندما استمعت وردة لأغنية «تخونوه» لعبدالحليم حافظ، وقررت البحث عن صاحب هذا اللحن، ووصف الإعلامى الراحل وجدى الحكيم الشاهد على قصة الحب منذ البداية إن شرارة الحب جاءت من اللقاء الأول، حينما ذهب بليغ إلى وردة لتحفيظها أول لحن قام بعمله من أجلها، حيث أخبره بليغ قائلاً: «أنا عمرى فى حياتى ما اهتززت لعاطفة امرأة إلا لما شوفت وردة أول مرة وأنا بسلم عليها». وبالفعل وقع بليغ في حب وردة ولكن قصة الحب كللت بالفشل لاعتراض الأهل. وقال الحكيم إنه ذهب بصحبة بليغ حمدى ومجدى العمروسى، كى يتقدم بليغ لخطبة وردة، ولكن والدها رفض استقبالهما على باب المنزل، ووضع العصا فى بطن بليغ قائلاً: «لا تدخل»، ورفض زواجه من ابنته. وأوضح الحكيم أنهما غادرا المنزل، ولكن ظل حب بليغ لوردة مستمراً، رغم رفض أهلها زواج الثنائى»، وبعدها عادت وردة مع عائلتها إلى الجزائر، وكانت هذه المرة الأولى التى تزور فيها وردة بلدها، وقاموا وقتها بتوديعها فى المطار، وهناك كان إصرار من عائلتها على زواجها من قريبها، وهو ما حدث وأنجبت منه وداد ورياض، وابتعدت عن الفن. وبعد سنوات من ابتعاد وردة عن الفن، كان هناك احتفال بعيد الاستقلال بالجزائر، ووقتها توجه أكثر من فنان مصرى إلى هناك، فقررت وردة أن تلتقيهم من أجل مصافحتهم فى الفندق، وكان من بين المتواجدين هدى سلطان ومحمد رشدى وبليغ حمدى الذى أمسك بالعود وجاءته فكرة أغنية «العيون السود»، التى قام بكتابتها فى هذا التوقيت، وبعدها بعام ونصف انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وقامت بغناء «العيون السود» عام 1972، وبالفعل تم الزواج فى منزل نجوى فؤاد بعد سلسلة من التأجيلات إحداها بسبب نسيان بليغ ميعاد الزواج وسفره المفاجئ إلى لبنان يوم كتب الكتاب، وأخرى بسبب عند وردة، ولكن الفن الذى جمع وردة وبليغ وصنع منهما ثنائيًا عالميًا قدما أجمل ألحان بليغ وأجمل أغنيات وردة «العيون السود»، و«خليك هنا»، و«حنين» و«حكايتى مع الزمان»، و«دندنة» و«مالوا ولو سألوك»، و«اسمعونى»، أدى إلى انفصالهما جنون بليغ فى إبداعه، وإجهاض وردة لنفسها مرتين، حيث كان منقاداً وراء فنه، وهو ما رفضته وردة، التى شعرت بالندم على الانفصال، كما صرح وجدى الحكيم قبل وفاته، وعقب حدوث الطلاق، أرسل بليغ لوردة من منفاه فى فرنسا أغنية «بودعك» وعبر الهاتف أسمعها اللحن، وكانت مترددة فى البداية فى غناء هذه الأغنية، ولكنها قبلتها فى النهاية، حسبما أكد الإعلامى وجدى الحكيم، حيث أخبرته أنها بعدما تعاملت مع بليغ بعد الانفصال ورأت طباعه شعرت بالندم على الانفصال. وقبل وفاتها فجرت الفنانة الجزائرية وردة قنبلة من العيار الثقيل، حيث صرحت بأن الفنانة السورية «ميادة الحناوى» كانت سبباً فى طلاقها من زوجها الموسيقار المصرى الراحل بليغ حمدى، لرغبتها فى أغنية «مش عوايدك» التى قدمها بليغ حمدى لميادة الحناوى. بعد وفاته ترددت أقاويل كثيرة بشأن خطبته من «سامية جمال» وابنة الموسيقار «محمد عبدالوهاب» التى تقدم لها، إلا أن الموسيقار رفض هذا الارتباط وتوفيت الابنة، وتردد أيضاً زواجه من المطربة صباح خاصة وقدم معها أغنيات «غلبانة» و«يانا يانا» و«زى العسل» و«جانى وطلب السماح»، و«أمورتى الحلوة»، و«كل حب وانت طيب». واختتم بليغ علاقاته مع المطربة السورية الجميلة «ميادة الحناوى» التى عادت إلى مصر لتتردد القصص حول علاقتهما خاصة بعد طلاق وردة.