نشرت مجلة نيويورك تايمز، مقالًا حول معاناة إيطاليا من أزمة المهاجرين، وكيف تتعامل معها ووصفت المجلة وزير الداخلية الإيطالي"ماركو مينيت" بالرجل القوي وبأنه خريج مدرسة جهاز المخابرات الذي ينظرُ إلى أفريقيا ويسميها مرآة أوروبا. قالت المجلة إن الهجرة الجماعية من أفريقيا عن طريق ليبيا التي يؤججها المهربون تشكل تهديد وجود للحكومة الليبية ويستخدم مينيتي معارفه والصلات الهائلة التي كوّنها عندما كان مديرًا للمخابرات لمعالجة هذه الأزمة ويُعتقد أن وزير الداخلية كان وراء فكرة استخدام البحرية الإيطالية في كبح جماح الهجرة والمهربين على شواطئ ليبيا. وسيعتمد نجاح هذه العملية أو فشلها على الوزير مينيتي. إيطاليا التي تلقي ترحيبا من الجناح المحافظ. ويقول مينيتي عن نفسه "لم أطلب أبدا أي منصب، وكان يتم اختياري دائما." ويستبعد مينيتي هذه الأحاديث ويقول إن تركيزه ينصبّ على محاربة التشدد والتعاون مع الأئمة المحليين في إيطاليا وأن يكون تحالفات في أفريقيا ويقيم علاقات جديدة مع الحكومة الليبية لمكافحة مهربي البشر حيث وصل عدد المهاجرين هذا العام إلى 95 ألف. ويقول في هذا الصدد إن العلاقات الإنسانية تستطيع فعل الكثير. لأن هذه الأزمة قاومت كل محاولات حلها ولم تنفع مناشدات الوزير إلى الاتحاد والبرلمان الأوروبيين لإيجاد حل ومشاركة الأعباء. ويؤكد مقال المجلة إن التوتر نشب مع فرنسا والرئيس ماكرون بالأخص الذي صد محاولات لقبول المزيد من المهاجرين، والذي بدأ عملية سلام غير مؤكدة النتائج في ليبيا حيث يقول منتقدوها إنها تتجاهل دور إيطاليا وتضعف عملية التعامل مع المهربين عن طريق شرعنة خصوم السراج. يقول الوزير مينيتي إنه اتفق من حيث المبدأ مع ماكرون لكن وضع عام 2018 كهدف نهائي لحل الأزمة متأخر جدًا، وإنه لا يستطيع انتظار هذا الموعد. ويضيف إن ضرب مهربي البشر والاستثمار في رؤساء البلديات هي أفضل طريقة لاستقرار ليبيا وتحصين حدودها الجنوبية. تقول الصحيفة إن نحو 40% من المهاجرين يتم إنقاذهم عن طريق سفن المساعدات الإنسانية الخاصة، ويريد السيد مينيتي التأكيد على عدم وجود تعاون بين المهربين وهذه السفن كما هو الاعتقاد الشعبي الشائع في إيطاليا. ويؤيد ركوب الشرطة الإيطالية على متن القوارب التي تنقذ المهاجرين للتأكد من سلامة العمليات ولطمأنة الذين يستحقون المساعدة بالفعل. يتحدث المقال باستفاضة عن الوزير مينيتي من حيث أصوله ونشأته وتاريخه في الحركة الاشتراكية, وقد قام بزيارته الأولى إلى ليبيا عام 1999 ويردد اليوم أسماء مدن ومناطق يجري منها تهريب البشر ويقول إنه يعرفها أكثر من معرفته لمدن موطنه كالبريا. وكان له يد في عقد الاتفاقية الليبية الإيطالية عام 2008 وتشير الصحيفة إلى تهديد حفتر بقصف السفن الحربية الإيطالية التي تدخل المياه الإقليمية، وإلى تعليق السفير الإيطالي في طرابلس بأن هذا تهديد أجوف وأن المهمة الإيطالية ستمضي قدمًا رغم حالة عدم الاستقرار في ليبيا الآن، والتي يعلق عليها بأن أي اتفاق قد يُنقض في أية لحظة، ولكن علينا شق طريق والمضي قدمًا