السيد رئيس وزراء مصر،تحية من الشعب المصرى بمناسبة مرورعام على الثورة التى اقصت رأس نظام فاسد استمر لمدة ثلاثون عاما ، وقد كنتم مسؤلا فى هذا النظام فى فترة ما ، فلستم غرباء عليه ,وتعلمون ما فعل بشعب مصر وكنتم محل ثقة الكثيرين فى تولية المسؤلية وتفائل الفقراء خاصة لما وصفتم به سابقا " بوزير الفقراء " .. ،وبصفتكم المسؤل الاول والذى يمكن ان يجيب علينا عندما نحتار فى معرفة الحقيقة ،يرادونا الحيرة والدهشة من مسألة كانت هى السبب فى تلك الثورة وهى وجود نفس المسؤلين السابقيين الفاسدين فى مناصبهم ويمارسون نفس السياسيات والنهج ولم يتغيروا وفقا لما طرأ من تغيير !! وبالتالى لم يتحقق اى نتائج من اهداف الثورة لان التغيير يتطلب ليس تغيير رأس النظام او الوزراء بل تغيير القيادات التى تخطط لهولاء المسؤلين الذين ما زالوا يمارسون عملهم من مكاتبهم فى حالة انفصال كامل عن مطالب الشعب الذى يتولون امره ...والسؤال الذى نريد الاجابة عليه : لماذا الاصرار على بقاء المسؤلين الفاسدين فى مناصبهم ؟ هل هى رغبة فى عدم اقصائهم ومحاسبتهم على فسادهم ؟ ام هى عدم القدرة على تحقيق ذلك ؟ فاذا كنا نسمع عن شخصيات مصرية يوصف تاريخها السياسى بالنزيه والوطنية وعدم الاشتراك فى منظومات الفساد وتلقى احتراما عاما ، فاذا ما اسند اليها الامر والمسؤلية لم نجد لا تاريخا ولا مسؤلية ، لان الامر لا يعنينا الاسماء بقدر ما يكون الاهم هو فعلها فى وقت التنفيذ ، ويمكن القول ان الثورة قضت على الحياة السياسية لكثير من الشخصيات اللامعة ، بسبب عدم وضوخ رؤيتها او عدم قدرتها على تحمل المسؤلية وتعنى الوقوف بجانب الشعب وليس بجانب من يستطيع ان يبقيه فى منصبه وتحقيق مصالح شخصية ،بل ان الامر اكثر وضوحا بخصوص شخصيات توصف بالمعارضة ، وما لبث ان تلاشت وانصهرت بعد ظهور حقيقتها الخفية ،وان عوامل المصالح الشخصية والوصولية والتحول المتملق كانت اكبر من نزعة المصلحة العامة وان يكون شخصا قائدا وزعيما او ملهما للشعب الذى يتمنى دائما ان يكون له نخبة تفكر وتثقف وتكون على قدر تلك المسؤلية . ان الشعب المصرى ضحية للنخب والشخصيات السياسية سواء فى النظام السابق او بعد الثورة ،هولاء استغلوا القلم والاعلام الفاسد وبكل الطرق الممكنة لتسويق انفسهم والاستفادة من الشعارات الرنانة والتى تتفاعل مع عواطف ومشاعر الشعب المصرى ،وان هذا المسلسل مازال مستمرا ،والخشية فى وصول هولاء الى المناصب الهامة والتى يكون فى مقدرتها اصدار قرارات مصيرية بالنسبة للشعب او الوطن ،السياسى لا يمكن معرفة ما يمكن ان تصرفاته عند وصولة للمنصب على الرغم من معرفتنا لافكاره السابقه ، لان الكثيرين يستخدمون اساليب وطرق تظهر على انها قيم ومثل عليا ، فاذا ما وصلوا الى المنصب تغيرت تلك العبارات والقيم ،فاننا امام اما الديكتاتورية الذين تعودنا على اسلوبهم ، واما التجريب ،،والديمقراطية ليست بالضرورة تفرز الافضل " وان كان هذا افتراضيا هو الغرض من الديمقراطية " ، بل تفرز احيانا من يستطيع استخدام تلك الديمقراطية فى الوصول الى المنصب والسيطرة على الحكم دون تحقيق شيئا بغض النظر عن ما كان يدعو او يوصف به ،وهذا سوف يدعونا الى التوعية والتنبيه الى ضرورة الفرز مسبقا قبل الاختيار ولا نستسلم الى تاريخ الشخصيات او ما يتحدثون به علينا من افكار ومثل ،بل ننظر برؤيا اوضح لمن يمكن ان يكون مسؤلا وخاصة رئيسا . ان عدم رؤية حقيقة مسألة تهم كافة الشعب المصرى تعنى اما الرضا عنها ، او التغاضى ، وفى كلا الحالتين لن يرضى اى مصرى بتلك النتيجة ،وسوف يقاوم لتغيير هولاء الاشخاص ذات العقول المريضة واخرى المتحولة ، واذا كان الهدف الاول بعد تغيير النظام السابق هو " العدالة الاجتماعية " ، وهو مطلب ثورة يوليو 1952 ، وحاول عبد الناصر ، ايجاد حلولا لتقليل الفوارق الطبقية لايمانه ان ذلك سوف يؤدى الىاستقرار الاوضاع وسبيل للتنمية والتقدم وايضا لبقائه فى السلطة ، الا ان تحقيقها لم يتم بالدرجة الكافية ، واستمر المطلب حتى الان ، فكيف يقوم على تحقيق المطلب الرئيسى لثورة التغيير اشخاص فاسدين او من النظام السابق ؟ والاجابة هنا معروفة مسبقا ، لا يمكن !!! اذا اراد المجلس العسكرى ورئيس الوزراء ان تستقر الاوضاع فهذا لا يمكن بالقرارات الحاسمة ضد التظاهرات والاعتصامات والاعتقالات او كبت حرية الاراء والتعبير، لكن باصدار قرارات حقيقة تقلل الفساد الموجود فى جميع مؤسسات الدولة ومحاسبة بل ومحاكمة الفاسدين الذين نهبوا ثروات الدولة واموال الشعب ، مما تحول الشعب الى فقراء وسط قلة اثرياء يتحمون فى قوته وحياته اليومية ،واتصور ان الايام القادمة اذا لم يكن هناك قرارات حاسمة بمحاكمة رموز الفساد وتغيير القيادات التى تسيطر على الهيئات الحكومية والتابعين للنظام السابق ، سوف تحدث اضطرابات قوية لن يستطيع قرارات المجلس العسكرى والوزراء بشأن التعامل بحسم مع اى شغب او اضرابات ، فسارعوا باصدار ما يجعل الاوضاع تتجه للاستقرار ويشعر المواطن العادى ان الثورة الحلم تتجه للامام وتحقيق اهدافها وليس تتراجع الى الخلف والقضاء عليها . سيادة رئيس الوزراء لماذا الاصرار على بقاء الفاسدين ؟ ننتظر اجابتكم بقراراتكم فى هذا الشأن .