تعتبر مصر من اكثر الدول فساداً ، طبقاً لتقرير منظمة الشفافية الدولية ، والفساد فى مصر متعدد الجوانب ، اكثره تاثيراً ، الفساد المالى وتراكم الثروات فى مجتمع غالبيته يعيش فى مستويات دنيا ، لا توفر له المتطلبات الاساسية والضرورية لحياة كريمة ، يسيطر نسبة ضئيلة للغاية من الشعب المصرى على معظم ثروات مصر ، مما يعكس سوء عدالة التوزيع ، وعدم تطبيق اساليب تحقق التوازن بين طبقات المجتمع ، فاصبح المجتمع عبارة عن طبقتين ، اثرياء ، وفقراء ، وتلاشت الطبقة الوسطى التى دائما كانت تحقق توازن اى مجتمع ، سبب هذا التفاوت الضخم ، هوالفساد الذى ساد فى مصر فى عدة عقود ،وعدم استخدام نظام ضريبى يحقق اتاحة حياة لمن لا يملكون ، فمازال طبقاً لاخر ارقام " غير منشورة " ، تستحوز مصر على اكبر عدد من المليارديرات والمليونيرات فى الشرق الاوسط . هذا الاختلال فى المجتمع ، خلق حالة من العداء بين الاشخاص ومحاولة استغلال اى فرصة للحصول على المال بالطرق غير المشروعة ، وانتشار الرشوة والمحسوبية ، وانعكس ذلك على تواجد تجمعات شلالية فى كل هيئة او مؤسسة تجيد كيفية الحصول على الرشوة والتعامل مع المسؤلين فى تحقيق المنافع الخاصة لهم جمعيا ، واستغل جهاز الحكومى فى ذلك فى التعيينات فى الوظائف الحكومية دون اعلان مسبق ، وبالتأكيد من يحصل على وظيفة او صفقة عن طريق الرشوة ، لا يمكن ان يقوم بعمل يخدم المجتمع او يتمتع بالنزاهة . وبعد قيام الثورة ، كان لابد من تعديل هذا الاختلال فى المجتمع ، لكن لم يحدث شيئا فى هذا الموضوع ، فلم يحاسب فاسداً ، ولم يتم اعادة اموال الشعب من الذين اننهبوها على عدة عقود ، اراضى الدولة ،واموال البنوك ، سرقت ، بعمليات فساد واضحة تماماً تظهر فى القصور والممتلكات للفاسدين ، وكيف يحاسب الفاسدين ومازال هيئات الدولة مليئة بهم ويتمتعون بوظائفهم ، كما لو كنا فى النظام السابق ، فلماذا لم يحدث تطهير وتحويل هولاء الى التقاعد ومحاسبتهم ؟ اما بخصوص الاجور ، رئيس الوزراء بعد جدل كبير ، اوضح انه سوف يكون الحد الاقصى للاجور 35 مثلا للحد الادنى ، وهو بذلك يتحدث عن الحد الاقصى فى حدود 40 الف جنية شهرياً ، ونسى رئيس الوزراء الملايين الذين مازالوا فى بطالة ولم يحصلوا على عمل ، اجيال عديدة ، وحملة للماجستير والدكتوراة يبحثون عن وظيفة !! فالحديث عن ذلك يسبب الاحباط واليأس لاجيال من الشباب، الشاب الذى لديه اسرة والتزامات يريد ان يعيش مثل اى مصرى ، وعلى الدولة ان توفر لهم تلك الحياة ، لم نسمع عن هذا النظام فى اى دولة فى العالم ، فعلى اى اساس يتقاض شخص 35 مثل شخص اخر فى نفس المؤهل ، ويمكن للاخر ان يقوم بنفس دوره وربما افضل واكفأ ، الكفاءة يا سيادة رئيس الوزارة هى التى تحكم الاجور ، وليس تحديدها ، ومراعاة توفير اعانة بطالة فورا لكل شاب فى مصر لا يعمل ويريد العمل ، هذه الاعانة لا تدفعها الدولة بل يدفعها هولاء الاثرياء ومن اجور السادة الذين يتقاضون مئات الالاف شهرياً ، فى حين يوجد من لا يحصل على 500 جنية شهريا . الثورة قامت فى الاساس ليس بسسب عدم الديمقراطية او الاحتكار السياسيى بقدر ثورة الفقراء وواليأس من وضع حول المجتمع الى صنفين ، اسياد وخدام ، ان المصريين سواسية فى الحقوق والواجبات ، فاذا استمر هذا البطىء المميت فى تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية وتخفيف وطىء البطالة والفقر ، فانتظروا ثورة اخرى ، ثورة الجياع ، ووقتها سوف تقضى عليكم جمعيا ايها السادة ، ولن تستطيعوا حماية انفسكم . مصر الان تحتاج لانشاء لجنة لمراقبة ومكافحة الفساد ، ويقوم على اداراتها شخصيات مؤمنة بمحاربة الفساد والنزاهة وتمتع بروح التغيير والثورة وتحاول المساهمة فى تحقيق العدالة الاجتماعية ، ويكون لديها صلاحيات واسعة ، ولها فروع فى جميع محافظات الجمهورية وتقوم على اسس حديثة للمراقبة والمكاشفة وكيفية القضاء على الفساد فى مصر . امامكم فرصة لحماية انفسكم وحماية ممتلكاتكم من ثورة قادمة وحتمية ، من ثورة الجياع ، بالنظر الى الفقراء والعاطلين وتحقيق لهولاء الحدود الدنيا من دخل لازم لشراء المتطلبات الاساسية للعيش بجواركم ، فالنظام السابق لم يخيل ان الشعب سوف ينقلب عليه فجاءة ، وانتم لا تتخيلون الان ، وهذا تعنت وكبرياء الكراسى العالية الفاخرة وعدم الاحساس بالاخرين . والاجراءات فى تحقيق تلك المطالب لا تحتاج لتحضير الجان ولا السفر الى دول الواق واق للاستعانة بالمختصين ، ولا تحتاج لخطة لالف ميل ، ولا لجان حرامية ، بل تحتاج لضمير ونوايا حسنة وشفافية ، لتحقيق تلك المطالب ، فهل احداً يتخيل ان بعد الثورة مازال هناك جهات حكومية تقوم باعلانات عن وظائف بالتفصيل على اشخاص كما كنا فى النظام السابق !! اذن ما التغيير الذى حدث ؟ والذى لا يصدق ذلك يطلع على اعلان مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة ، وهذه الوزارة كأنها ليست فى مصر ، الفساد اغرقها وتحتاج لتطهيرها من اقل مستوى الى اعلى هيئة ، الشروط يا سيادة رئيس مركز البحوث يجب لا تزيد على كون من يتقدم ، مصرى ، واعلى شهادة علمية ، واقدمية الحصول عليها ، ومدة تواجده فى المركز ، فقط ، دون تفاصيل عن طوله وعرضه !!!! رسالتنا موجهة لرئيس الوزراء ، نظرة محترمة لشباب مصر العاطلين ، ومحدودى الدخل ، حتى لا يسيطر اليأس والاحباط عليهم ، ويظهر عليكم ، مئات من " بوعزيزى " ، وحماية مصر من ثورة جياع تحرق الجميع وتحرق كراسيكم المدهبه فتتحول الى رماد .