استغلال الثورة فى تحقيق اهداف معينة سواء للاشخاص او التيارات السياسية اصبحت فى مصر امراً مباحاً ملحوظ ، وهناك اتجاهات كثيرة فى ذلك ، نتيجة الاحساس بضعف الامن وعدم رغبة الدولة على مواجهة تلك الاتجاهات ، اعطى الفرصة لاستغلال الظروف بطريقة تتعارض مع شعارات الوطنية والحرية والثورة، والتلون فى المواقف وعدم الثبات على مبدأ ، اصبح سمة من سمات تلك الاتجاهات واستغلالا لعواطف الشعب فى تحقيق اهداف لا تتعلق بما تسعى لتحقيقه الثورة . اشخاص تقوم بدفع الشباب للتظاهر بطريقة تعكس انهم مدفوعين ومجهزين لمهمة ما فى فترة معينة ، لتحقيق اهدافهم الشخصية فى الظهور ، واصبح علناً وليس سرا ، بل استغلال هولاء الشباب ذو الثقافة البسيطة والذين بسهولة يمكن توجيهم بتلك الطريقة ن هذا يعتبر جريمة ، تجعل الشعب يقاطع تلك الشخصيات التى تسعى للوصول الى منصب او الظهور والتأثير لادراجها ضمن الاسماء المختاره ، ويجب التوعية علناً فى وسائل الاعلام لهذه الاتجاهات الشخصية ، وحدث هذا كثيرا فى ميدان التحرير فى عدة مظاهرات بان ينادى مجموعات شبابية باسماء معينة والتركيز عليها ، وليس بتلقائية بل باصرار على ان تكون ضمن الاسماء التى كانت تطرح ، يفسر ان هناك عدم مسؤلية لتلك الشخصيات التى تتلون وفقاً لمصالحها وليس لتحقيق المصالح القومية وتحقيق اهداف الثورة ، بالاضافة الى تصريحات هولاء الاشخاص المتناقضة ، فى تأييد او رفض ما يجرى من احداث ، دون ثبات على قيم معينة ، وفقاً لترمومتر شعبية تلك الاشخاص متمشيا على حسب ما يمكن ان يلقى القبول ، وليس وفقاً للتوضيح ما يمكن تحقيقة ، وعدم الضغط والاستغلال للظروف الحالية ، وهذا يعد ركوباً على الثورة . اما التيارات السياسية والاحزاب ، وليس كلها ، اذا رأت ان ما يجرى يحقق لها أهدافها تتوافق معه ، والا تقوم بالتصريحات واثارة الشارع المصرى ، بان الثورة لم تحقق اهدافها وتسير فى الطريق الخطأ ، حتى تحصل على أهدافها ، فنجد احاديث كثيرة من بعض الاحزاب تتحدث عن التزوير واخطاء الانتخابات ، والمتحدث عن هذا بالطبع هم الخاسرون فى تلك الانتخابات لتعليل اسباب فشلهم ، والدفع بالشباب للتظاهر والضغط على اشخاص لاصدار تصريحات بهذا المعنى ، هذايتعارض مع مبدأ الديمقراطية ويعد ركوباً على الثورة ايضاً . تصريحات بعض المسؤلين فى الدولة فيما يخص السيناريو القادم لطريقة الحكم ، وتحقيق اهداف المرحلة الحالية فى التغيير ، ومبررات عدم الاسراع فى القضاء على الفساد وسرعة تحقيق العدالة الاجتماعية والمحاكمات للفاسدين ، واحداث تغيير محسوس يخص الفقراء ، تصريحات لا تتناسب مع ما ينتظره هولاء ، ويعطى انطباعاً ان تلك المسؤلين متواطئين ولا يريدون تحقيق اهداف الثورة ،وهذا يتطلب تحقيق قرارات ملموسة سريعة والا يعتبر ركوباً على الثورة . واخيرا : للموضوعية يعتبر خطاب د.الجنزورى الاخير هو ما لا يعد ركوباً على الثورة ، لقى الخطاب استحسان الجميع لما فيه من روح للوطنية المخلصة ، وبشفافية وبدون تكلف ، رجل يتحدث من قلبه ، ويسعى باقصى قدراته لاحداث تغييرات فى مصر ، وفقاً للمتاح والامكانيات المتوفرة ، ويجب على جميع المصريين الوقوف بجانب هذا الرجل ،بعيدا عن ركوب الثورة .