بمجرد تكليف د.الجنزورى بتشكيل الحكومة الجديدة،سواء اتفقنا على شخصه ام لا ، لفت انتباهى شيئاً غريبا ، وهو كثرة طالبى المناصب والوزارات ،وعلناً !! وليس بطريقة غير مباشرة ، والوسيلة المتبعة فى ذلك تكليف اشخاص يقومون بحملات على الشبكة المعلوماتية بالدعاية لشخصيات واحيانا يقوم الشخص بنفسه بهذا الدور ، الدعاية هنا مباشرة بان يذكر انه الاصلح لهذه الوزارة ! فلا اعتراض على نشر المعلومات عن الاشخاص ليتعرف عليهم الاخرين وما قاموا به فى سنوات حياتهم ،وكنت ارى ان يقوم كل شخص بعرض سيرته وكفائته فى تخصصه،ويترك الاختيار للاخرين ،ولا يكون طلب الولاية بهذا الشكل الذى يسقط معه كرامة الشخص وربما يكون سبباً فى عدم اختياره . ان اختيار شخصية لوزارة ما له شروط فى غاية التعقيد ، فجانب السيرة الذاتية المحترمة والكفاءة ،فى تخصصه ،وهذا سهل التعرف عليه ، لابد ان يكون ادارياً كفأً، وسياسيا ً ، وان يكون معروف عنه فى حياته الحيادية والموضوعية ،دون انتماء لجماعة او انحياز لفئة لانه سوف يمثل كافة المصريين ، وان يكون قويا فى شخصيتة ،وله القدرة على اتخاذ القرارات فى توقيتها المناسبة ...،وايضا يجب ان يحظى بالقبول لدى الغالبية فى مجال وزارته ، وكل هذا ليس كافياً ، لابد من توفير شخص يدرك ان تلك الفترة دقيقة وحساسة للغاية وتحتاج لمرونة فى القرارات ولمس متطلبات الشارع المصرى ، وعدم التعنت او الكبرياء . هذا ايضا حدث فى ميدان التحرير فى المظاهرات الاخيرة ، كان كل مجموعة اشخاص يشكلون ائتلافاً معيناً ، مدفوعين من شخصية ، يقومون بالترويج لها ،ليكون لها نصيب فيما يكتب من اسماء ، للضغط من اجل اما الحصول على منصب فى حكومة الانقاذ او مجلس الرئاسى المدنى المقترحين من ائتلافات ميدان التحرير ،وهذا ليس تعميماً ، حيث يوجد متظاهرين فقط من اجل الثورة وتحقيق المطالب التى قامت من اجلها . وعلى الرغم ان ميدان التحرير لا يعبر بالضرورة عن رأى عام للمصريين ، ولا اعتبره عينة عشوائية ، لان معظم المتواجدين كان قاصداً الحضور لامر ما وليس عفويا ، وهذا ليس تشكيك فى نية المتظاهرين او المعتصمين بل نتيجة الضغط على هولاء بالاموال والاحاديث العاطفية لجذب ولاء الشباب . ان اسلوب الضغط على الدكتور الجنزورى سواء اعلامياً او بالمظاهرات او على الشبكة المعلوماتية وخاصة الفيس بوك وتويتر ، امراً مرفوضا تماما ، وادعو الى عدم الموافقة على اى شخص يكون ضمن هولاء الذين يسوقون انفسهم بطريقة “ انا اريد ان اكون وزيرا ً " . نريد المصداقية والشفافية وان بكون اختيار الوزراء بموضوعية وليس باسلوب الضغط ، ويكون وفقاً لمبادىء الكفاءة وكيفية الادارة ، نحن نحتاج لادارة سليمة وليس الى كريزما ، فقد انتهى زمن الكريزما ، وبدأ زمن العمل الجماعى وفقا لمفاهيم جديدة موجودة فى كل العالم ، ولسنا اقل من دول الخليج الذين يستعينون بأكفأ العقول فى الادارة ، وحتى لو استوجب استيرادها من الخارج ،فاصحبت دولا متقدمة على مستوى عال من الرفاهية وحققت لشعوبها ما تبغ اليه . يا سادة الولاية لا تطلب ،بل تطلبون لها !!