حذّر الدكتور حمدي نجيب التلاوي، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية، بكلية الطب بجامعة أسيوط، من مخاطر الجهل، وعدم الوعي، وانعدام ثقافة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارها أبرز الأسباب التي يعاني منها المجتمع ويفتقدها في التواصل مع ذوي الإعاقة، التي تنعكس سلبًا عليهم بالعصبية الزائدة والإحساس بالدونية والميل للعزلة والانسحاب عن الواقع المجتمعي، مشددًا على مخاطر ظاهرة زواج الأقارب وأثرها فى ظهور المرض النفسي والإعاقي، داعيًا في ذلك إلى ضرورة سنّ قانون يمنع هذه الظاهرة في مصر، خصوصًا ممن لديهم جذور مرضية وراثية. جاء ذلك في إطار مساعي الجامعة وجهودها الرائدة في الاهتمام بفئات ذوي الإعاقة من خلال الدعم المتواصل وتوفير الرعاية الكاملة ونشر الوعي والثقافة المجتمعية، وذلك من خلال المحاضرة العلمية التي ألقاها الدكتور حمدي نجيب التلاوي، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية بجامعة أسيوط، خلال الندوة التي نظمتها مدرسة الأمل الإعدادي والثانوي بنين للصم والبكم بمحافظة أسيوط؛ وذلك بمشاركة الدكتور عمرو سيد، مدرس الإعاقة السمعية بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة بني سويف، والدكتورة ماجدة عبدالباقي الببلاوي، أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة أسيوط، وبحضور لفيف من السادة الإعلاميين والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والموجهين من مديرية التربية والتعليم والممثلين عنها، إلى جانب حشد كبير من الطلاب وأولياء الأمور.. صرّحت بذلك نهلة عبدالبديع منسق الندوة. وأكد الدكتور التلاوي، خلال محاضرته، ضرورة تأهيل ولي الأمر تأهيلًا كاملًا منذ البداية على تقبل الإعاقة والتكيف معها، والتعرف على المشكلة منذ بدايتها بشكل واضح، وأسس التعامل السليم معها، ويتم ذلك من خلال برامج خاصة يخضع لها ولي الأمر للتوعية والتأهيل المهني ليؤدي دوره على النحو الأمثل في الدمج المجتمعي السليم للطفل ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أهمية المتابعة الدورية للأم أثناء الحمل والكشف المبكر للطفل منذ اليوم الأول للولادة من خلال إجراء اختبارات السمع والصمم للتأكد من سلامة الطفل وتلافي المراحل المتأخرة من العلاج. وأوضح، أن الإعاقة تمثل حالة تعوق الفرد عن أدائه اليومي للواجبات الأساسية وبالتالي يلجأ للاعتماد على الآخرين في أداء مهامه، وكذلك تمثل اختلافًا في المستوى العام للفرد بالمقارنة بأفراد المجتمع كافة نتيجة انخفاض الإمكانات المتاحة لديه ونقص في الوظائف الجسمانية، أو العقلية. مضيفًا، أن هناك أنواعًا كثيرة من الإعاقات، منها: الحركية التي تمثل الأعصاب والأعضاء الحركية، والحسية التي يمثلها 24 عصبًا بالمخ لكلٍ منها وظيفته المختلفة، ويمثل العصب السمعي العصب رقم 8 "عصب الاتران"، وعصب الكلام رقم 12، وهو المسئول عن تغذية اللسان، وإخراج الكلمات بشكل مفهموم إلى جانب الإعاقة الذهنية، وكذلك الإعاقات المزدوجة والمركبة. وأكد الدكتور التلاوي أن السمع وظيفة مركبة ومعقدة إلى أبعد درجة، لأن الصمم لا يؤثر فقط على حاسة السمع، وإنما يفقد الشخص معه بعض الوظائف الأخرى، وأهمها الكلام كوسيلة للتواصل مع المجتمع، موضحًا أن الصمم هو الوظيفة الوحيدة التي تصيب كلا الأذنين حيث تتجمع المستقبلات بالأذن الوسطى وتتجه إلى العصب السمعي ومنها إلى الأذن الداخلية ثم القناة السمعية، ومنها إلي جزع المخ، وهذه الإشارات تصل إلى المخ خلال أجزاء على ملايين من الثانية، كما أنها لا تصل إلى المخ إلا بشكل مزدوج وبذلك يحدث الصمم كاملاً في كلتا الأذنين. وأشار في ذلك إلى أنواع الصمم المختلفة، ومنها على حسب الجزء التشريحي، ويبدأ من الأذن وحتى مركز الصمم في المخ والصمم التوصيلي من الأذن الخارجية للأذن الوسطي، والصمم الحسي العصبي نتيجة الإصابة في الأذن الداخلية وما قبل الدخول للمخ، والمختلط الذي يشمل الأجزاء كافة، وكذلك الصمم الوظيفي الناتج عن الإصابة بالحالات النفسية إلى جانب فقدان السمع نتيجة إصابات الحوادث، أو مرض الالتهاب السحاقي، أو تدمير العصب السمعي بالمخ، أو لدى كبار السن نتيجة فقد جزئي بالسمع. وأكد الدكتور عمرو سيد، أن الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة لديه الكثير من نقاط القوة التي يجب تبنّيها وتنميتها، ومنها: القدرة البصرية العالية والقدرات العضلية والعقلية والدماغية وكذلك المشاعر والأحاسيس التي لا تختلف عن أقرانه، داعيًا في ذلك أولياء الأمور إلى زرع الثقة بهؤلاء الأطفال، وتعلم كيفية التواصل الإيجابي معهم، واتباع برامج التطوير الحديثة في التواصل وآداب التعامل معهم، وزيادة التوعية الإعلامية بهذه البرامج للوصول بالشكل الأفضل إلى أكثر الفئات احتياجًا.