حذّر الدكتور حمدي نجيب التلاوي، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب بجامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء، من مخاطر الجهل وعدم الوعي وانعدام ثقافة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارها أبرز الأسباب التي يعاني المجتمع ويفتقدها في التواصل مع ذوي الإعاقة، والتي تنعكس سلبًا عليهم بالعصبية الزائدة والإحساس بالدونية والميل للعزلة والانسحاب عن الواقع المجتمعي. وأشار "نجيب" خلال الندوة التي نظمتها مدرسة الأمل الإعدادي والثانوي بنين للصم والبكم بمحافظة أسيوط، اليوم الثلاثاء، إلى مخاطر ظاهرة زواج الأقارب وأثرها على ظهور المرض النفسي والإعاقي، داعيًا إلى ضرورة سنّ قانون يمنع هذه الظاهرة في مصر وخاصةً ممن لديهم جذور مرضية وراثية. شارك في الندوة الدكتور عمرو سيد، مدرس الإعاقة السمعية بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة بني سويف، والدكتور ماجدة عبد الباقي الببلاوي، أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة أسيوط، بحضور لفيف من الإعلاميين والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والموجهين من مديرية التربية والتعليم والممثلين عنها بجانب عدد من الطلاب وأولياء الأمور. ومن جانبه أكد الدكتور التلاوي خلال محاضرته ضرورة تأهيل ولي الأمر تأهيلاً كاملاً منذ البداية على تقبل الإعاقة والتكيف معها والتعرف علي المشكلة منذ بدايتها بشكل واضح وأسس التعامل السليم معها، من خلال برامج خاصة يخضع لها ولي الأمر للتوعية والتأهيل المهني ليؤدي دوره على النحو الأمثل في الدمج المجتمعي السليم للطفل ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أهمية المتابعة الدورية للأم أثناء الحمل والكشف المبكر للطفل منذ اليوم الأول للولادة من خلال إجراء اختبارات السمع والصمم للتأكد من سلامة الطفل وتلافي المراحل المتأخرة من العلاج. وأوضح "التلاوي" أن الإعاقة تمثل حالة تعيق الفرد عن أدائه اليومي للواجبات الأساسية وبالتالي يلجأ للاعتماد على الآخرين في أداء مهامه، وكذلك تمثل اختلاف في المستوي العام للفرد بالمقارنة بكافة أفراد المجتمع نتيجة انخفاض الإمكانيات المتاحة لديه ونقص في الوظائف الجسمانية أو العقلية, مضيفاً أن هناك أنواع كثيرة من الإعاقات, منها: "الحركية والتي تمثل الأعصاب والأعضاء الحركية, والحسية والتي يمثلها 24 عصبًا بالمخ لكلٍ منهم وظيفته المختلفة, ويمثل العصب السمعي العصب رقم 8 (عصب الاتران), وعصب الكلام رقم 12 وهو المسئول عن تغذية اللسان وإخراج الكلمات بشكل مفهموم, بجانب الإعاقة الذهنية, وكذلك الإعاقات المزدوجة والمركبة".