طالب الدكتور حمدي نجيب التلاوي، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب بجامعة أسيوط، بسن قانون يمنع زواج الأقارب، بحجة أنه سبب في ظهور المرضي النفسيين وذوي الإعاقة، خاصةً ممن لديهم جذور مرضية وراثية. وحذر "نجيب"، خلال المحاضرة العلمية التي نظمتها مدرسة الأمل الإعدادي والثانوي بنين للصم والبكم بمحافظة أسيوط، من مخاطر الجهل وعدم الوعي وانعدام ثقافة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارها أبرز الأسباب التي يعاني المجتمع ويفتقدها في التواصل مع ذوي الإعاقة، والتي تنعكس سلبًا عليهم بالعصبية الزائدة والإحساس بالدونية والميل للعزلة والانسحاب عن الواقع المجتمعي، محذرًا من مخاطر ظاهرة زواج الأقارب وأثرها علي ظهور المرض النفسي والإعاقي، داعيًا في ذلك إلي ضرورة سنّ قانون يمنع هذه الظاهرة في مصر. وأكد الدكتور التلاوي، خلال محاضرته علي ضرورة تأهيل ولي الأمر تأهيلًا كاملًا منذ البداية علي تقبل الإعاقة والتكيف معها والتعرف علي المشكلة منذ بدايتها بشكل واضح وأسس التعامل السليم معها , ويتم ذلك من خلال برامج خاصة يخضع لها ولي الأمر للتوعية والتأهيل المهني ليؤدي دوره علي النحو الأمثل في الدمج المجتمعي السليم للطفل ذوي الإعاقة , مشيراً إلي أهمية المتابعة الدورية للأم أثناء الحمل والكشف المبكر للطفل منذ اليوم الأول للولادة من خلال إجراء اختبارات السمع والصمم للتأكد من سلامة الطفل وتلافي المراحل المتأخرة من العلاج . وأوضح أن الإعاقة تمثل حالة تعيق الفرد عن أدائه اليومي للواجبات الأساسية، وبالتالي يلجأ للاعتماد علي الآخرين في أداء مهامه، وكذلك تمثل اختلاف في المستوي العام للفرد بالمقارنة بكافة أفراد المجتمع نتيجة انخفاض الإمكانيات المتاحة لديه ونقص في الوظائف الجسمانية أو العقلية، مضيفاً أن هناك أنواعًا كثيرة من الإعاقات، منها الحركية، والتي تمثل الأعصاب والأعضاء الحركية، والحسية والتي يمثلها 24 عصبًا بالمخ لكلٍ منها وظيفته المختلفة، ويمثل العصب السمعي العصب رقم 8 "عصب الاتران"، وعصب الكلام رقم 12 وهو المسئول عن تغذية اللسان وإخراج الكلمات بشكل مفهموم، إلي جانب الإعاقة الذهنية، وكذلك الإعاقات المزدوجة والمركبة. وفي ذات السياق أكد الدكتور التلاوي، أن السمع وظيفة مركبة ومعقدة إلي أبعد درجة؛ لأن الصم لا يؤثر فقط علي حاسة السمع وإنما يفقد الشخص معه بعض الوظائف الأخري وأهمها الكلام كوسيلة للتواصل مع المجتمع، موضحاً أن الصم هو الوظيفة الوحيدة التي تصيب كلا الأذنين حيث تتجمع المستقبلات بالأذن الوسطي وتتجه إلي العصب السمعي ومنها إلي الأذن الداخلية ثم القناة السمعية ومنها إلي جزع المخ، وهذه الإشارات تصل إلي المخ خلال أجزاء علي ملايين من الثانية، كما أنها لا تصل إلي المخ إلا بشكل مزدوج وبذلك يحدث الصمم كاملاً في كلا الأذنين. وأشار في ذلك إلي أنواع الصمم المختلفة، ومنها علي حسب الجزء التشريحي ويبدأ من الأذن وحتي مركز الصمم في المخ، والصمم التوصيلي من الأذن الخارجية للأذن الوسطي، والصمم الحسي العصبي نتيجة الإصابة في الأذن الداخلية وما قبل الدخول للمخ، والمختلط الذي يشمل كافة الأجزاء، وكذلك الصمم الوظيفي الناتج عن الإصابة بالحالات النفسية، إلي جانب فقدان السمع نتيجة إصابات الحوادث أو مرض الالتهاب السحاقي أو تدمير العصب السمعي بالمخ، أو لدي كبار السن نتيجة فقد جزئي بالسمع.