40 مليون جنيه طروحات مستهدفة 2017 3 آليات للتعامل مع سعر الصرف لا تضع نفسك فى موقف، قد يدفعك لطلب مساعدة فى غنى عنها، كن حريصا فى تصرفاتك حتى تصل إلى بر الأمان، هكذا مبدؤه، يمتلك فلسفة من نوع خاص، تقوم على مقولة الإمام على بن أبى طالب بأن الرزق نوعان رزق يطلبك ورزق تطلبه، فأما الذى يطلبك فسوف يأتيك ولو على ضعفك، وأما الذى تطلبه فلن يأتيك إلا بسعيك وهو أيضا من رزقك، فالأول فضل من الله والثانى عدل من الله، لذا على كل من يرغب في فهم الرجل عليه ان يتأمل هذه الكلمات بدقة فهى كافية لتحليل شخصيته ...فلسفته فى الحياة «جبر الخواطر» والرضاء، وقناعته الإحساس بالآخرين.. سامح العزب العضو المنتدب لشركة «وثيقة» المالية.. الضمير وحفظ الأمانة والتوازن، العدل، مفردات تمثل أسلوب حياة لديه، لا ينسى نقطة التحول فى حياته، ووضعته فى موقف المسئولية فى ملامحه يتبدى الهدوء، والاستماع للآخرين بدقة واهتمام، على بعد أمتار من منطقة السفارات بجاردن سيتى وفى صالة طويلة لا تسمع فيها إلا لغة الأرقام.. قبل نهايته يقع مكتبه، الرجل نموذج للجدية، قد يكون واجه مطبات فى مشواره، لكن تعلم منها الكثير، محدد فى آرائه.. نعم نمر بمرحلة صعبة والمريض يستغرق وقتا قبل الشفاء التام، وهكذا الاقتصاد القومى يشهد مرحلة تصحيحية، ولا بد من تجاوزها حتى يتحقق الشفاء الكامل.. كانت الكلمات تحمل بداخله حكايات وتفاصيل، حينما مد مصافحا.. قال والتفاؤل يتبدى على وجهه «خلال العامين القادمين سوف نحقق نموا مرضيا، وسوف يشهد السوق استقرارا فى الأسعار ويعاد التوازن للاقتصاد مرة أخرى». «العزب» تتسم شخصيته بالعقلانية والتوازن فى القرار، مر بحالة قلق حينما تأخرت الحكومة فى تعويم الجنيه، وبسبب استنزاف الاحتياطي النقدى، لمصلحة الصناعات الاجنبية المقومة بسعر الدولار عند سعر 8.85 جنيه، فى حين ان الصناعة المحلية مدمرة ولا يوجد لها اى منافسة أمام الأجنبى، لكن العكس مع عملية التعويم سوف تخلق ميزة تنافسية للمنتجات المصرية المتاح لها التصدير فى الخارج، وغزو الأسواق الخارجية وهو ما يكون له تأثير على الصناعة بالإيجاب فى توفير الدولار. أقاطعه قائلا: إذن ما الذى حول الدولار إلى سلعة، وليس نقدية تستخدم لصالح الاقتصاد؟ يجيب «الخطأ تحقق منذ 2011، لكن لم يكن وقتها أي قرار اقتصادى قابلا للتطبيق سياسيا، كما أن قيمة الاحتياطى وقتها لم تكن الرقم الحقيقى 36 مليار دولار إذ إن جزءا من المبلغ 16 مليار دولار كانت استثمارات أجنبية فى أدوات الدين قصيرة الاجل، وكان لا بد ان يستبعد من حساب قيمة الاحتياطى، ولكن ثورة يناير تم استدعاء الرقم بالكامل، والحالة السياسية للشارع لم تسمح باتخاذ قرار التعويم بعد ثورة يناير بعد المطالب الفئوية والتى ساهمت فى وصول الأجور من 80 مليار دولار إلى 225 مليار جنيه، وبالتالى حدثت حالة من التضخم لم يستطع الإنتاج المحلى تغطيتها. «العزب» أدى شغفه بالاقتصاد وعالم «البيزنس» إلى تحديد مساره، رغم ميله لدراسة الطب، لكن خبرته الطويلة منحته رؤية محددة فى التعامل مع أزمة سعر الصرف، بتوجيه تعليمات للبنوك بتقليل هامش الربح بين الشراء والبيع بالدولار، وكذلك العمل على تقليص عملية تدبير الدولار للسلع الاستفزازية، بل فرض مزيد من القيود على استيرادها، بحيث تصل الى المستهلك بصورة أعلى من قدرته، وكذلك تحديد آلية لمعاقبة مافيا التجار الذين اعتادوا تحقيقها دون النزول عنها ودون اعتبار لرجل الشارع. الرجل بطبعه متفائل، لكن ذلك لا يخفى قلقه حول ملف البطالة، حيث يعتبره قنبلة موقوتة، إذ إن السبب الرئيسى فى الأفكار المتطرفة لدى العديد من الشباب، والملف مرتبط بالاستثمار، وهو ما يدفع الحكومة على ضرورة دعم القطاع الخاص بالمشروعات العملاقة. «العزب» ارتسمت عليه علامات عدم الرضا، وارتفعت نبرة صوته ممتزجة بالغضب حينما سألته عن تعامل الحكومة مع الملف الاستثمارى، حيث لا توجد بصمة واضحة لوزارة الاستثمار سواء فى حكومة «محلب» أو «إسماعيل» رغم تولى الوزارة شخصيات مقبولة، وعلى الوزارة العمل والخروج بآليات للسوق واضحة، وتحديد الإعفاءات الضريبية للمصرى والأجنبى، والإسراع فى قانون الاستثمار وتنفيذ آلية الشباك الواحد. ليست هناك قطاعات محددة لقيادة الاقتصاد، وللرجل الأربعيني فلسفة فى هذا الاتجاه تقوم على أن كل القطاعات مكملة لبعضها واتجاهاتهم غير متعارضة، وهذا لا يتعارض مع الدولة، فالاقتصاد يحتاج عدة عناصر حتى يسترد عافيته، تتوسع فى المشروعات الصغيرة القادرة على القضاء على البطالة، والانحياز لها مثل تجربة الصين وكذلك تقديم حوافز للمستثمرين. للرجل مغامرة كانت محفوفة بالمخاطر حينما أراد أن يدرس الطب بسبب دكتور أنقذ حياته، ولكن عالم «البيزنس» والاقتصاد كان له بريقه ليركز كل طاقته فى تطوير نفسه، حتى يحقق جزءا من طموحاته حينما تولى منصب بشركة وثيقة، ويبذل جهدا مضاعفا، كى تحافظ الشركة على مكانتها فى السوق، لذا كانت سياسته مرنة حسب كل فترة ومعطياتها على مستوى الشركة والاقتصاد، المرحلة الاولى اتسمت بالسياسة الانكماشية، ولكن الآن تغير الحال مع نشاط الاقتصاد ليكون التوسع الجغرافى فى المحافظات، واستقطاب شرائح جديدة من الأفراد أو المؤسسات، هى من أولويات المرحلة. «العزب» التحق بالمجال منذ دراسته الجامعية ليصنع لنفسة مكانة مع الكبار يعمل على تدعيمها، بدأت بطرح الصخور العربية، ثم التخطيط لطرحين آخرين مع 2017 بقيمة 40 مليون جنيه. الرجل الأربعينى لا يزال يحتفظ بالجميل لكل من قدم له يد العون، ويسعى دائما إلى الوصول بالشركة للقمة، خاصة أن رأسمالها يصل الى 35 مليون جنيه، ولديها كافة الرخص.. التكوين وبناء المعرفة والنضج 4 محطات فى مشوار حياته مر بها، ربما أصعبهما المرحلة الأخيرة لمسئوليته عن كيان مؤسسى كبير، لكن يظل الرجل يسعى الى ان تكون شركته ضمن ال10 الكبار فى السوق. للتاريخ حكايات وتأثير فى شخصيته، سعادته فى مجموعة المؤلفات التاريخية التى تقدم له المعلومة، وعشقه الاول للسباحة، لما يكتسبه منها من قوة وإرادة، وتظل الالوان لها متعة خاصة، ولكن يبقى الحلم فى أن يحقق للشركة مكانة فى المقدمة خلال 3 سنوات.. فهل يحقق ذلك؟