الجولة الثانية تحسم فوز الرئيس الجديد.. وصوت واحد للفنانة «ميريام كلينك» الأعلام البرتقالية تكسو بيروت.. والإعداد لاحتفال ضخم فى ساحة الشهداء فاز العماد ميشال عون رئيس «تكتل التغيير والإصلاح»، برئاسة لبنان، بعد الجلسة رقم 46 التى عقدها مجلس النواب أمس لاختيار الرئيس، وشارك فيها 127 نائبا من أصل 128، والنائب الغائب هو نائب مستقيل». وحصل «عون» فى الجولة الأولى من التصويت على 84 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء، بينما تم إلغاء 6 أوراق. وكان «عون» يحتاج 86 صوتا، أى ثلثى عدد النواب، للفوز من الجولة الأولى. وأعلن رئيس البرلمان، نبيه بري، البدء فى جولة ثانية من التصويت التى حصل خلالها «عون» على أصوات 65 نائبًا فقط. جاء انتخاب عون رئيسا للبنان وسط إجراءات أمنية مشددة، أغلقت فيها القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى البرلمان حتى موعد انتهاء الجلسة، وانتشرت فى مناطق عديدة من بيروت وخارجها الاعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطنى الحر الذى يتزعمه عون وبصور الرئيس العتيد مع شعارات «لبنان القوي» و«عماد الجمهورية». وأعد التيار لاحتفالات ستقام بعد إعلان فوز الرئيس، ومنها تجمع ضخم فى ساحة الشهداء فى وسط العاصمة. يرأس «عون» منذ العام 2009 كتلة من 20 نائبا، وهى أكبر كتلة مسيحية فى البرلمان اللبناني. وكان يحظى منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله (13 نائبا)، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذى يتقاسم معه الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وكان «عون» قد خرج فى 13 أكتوبر 1990 من قصر الرئاسة تحت ضغط الدبابات والطيران السوري، وبعد مضى 26 سنة يعود إلى القصر رئيسًا متحالفًا مع النظام السورى وحزب الله. ويوم انتخبه أمس البرلمان اللبنانى بعد تأييد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لترشيح رئيس التيار الوطنى لرئاسة لبنان ليضمن الأكثرية النيابية التى تسمح بانتخابه. وكان البرلمان قد فشل منذ عام 2014 فى تأمين تصويت ثلثى الأعضاء أى 86 عضوا من أصل 128 نائبا، وهو النصاب القانونى لانتخاب الرئيس. وأثارت الفنانة «ميريام كلينك» جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن وجد اسمها هذه المرة طريقه إلى قلب مجلس النواب اللبناني، بعد أن صوّت أحد النواب الحاضرين فى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لكلينك، الأمر الذى أثار الضحك فى قاعة المجلس. وبعد الفرز، اعترض النائب سامى الجميّل على عدم احتساب هذا الصوت واعتباره «ملغى»، ليرد عليه رئيس مجلس النواب، ممازحًا: «بدك منجيبها». كانت كلينك قد أقحمت نفسها «بقوة» فى الاستحقاق الرئاسى لتعلن عن تأييدها لعون، حيث نشرت عبر حسابها على «انستجرام» صورًا وهى ترتدى «المايوه البرتقالى» وترفع علم «التيار الوطنى الحر» وينقسم البرلمان اللبنانى بين قوتين، هما قوى 14 آذار، وأبرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وقوى 8 آذار وأبرز مكوناتها حزب الله، ولكن لا تملك أى من الكتلتين النيابيتين غالبية الثلثين. وهناك كتلة ثالثة صغيرة من وسطيين ومستقلين، أبرز أركانها: الزعيم الدرزى وليد جنبلاط. وبإتمام الانتخابات الرئاسية التى انتظرت عامين والنصف، يكون لبنان قد خطا خطوة على طريق إعادة انتظام العمل فى المؤسسات الدستورية التى عانت من كل أشكال الشلل والتعطيل. واعتبرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقرّبة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أن انتخاب «عون» رئيسًا للجمهورية اللبنانية، يعنى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هو «الفائز الأكبر». ورأت الصحيفة الصهيونية أن «انتخاب الرئيس، وحتى تعيين رئيس الحكومة، لا ينطويان على أى أهمية»، بل الأهم هو أن حليف السعودية سعد الحريرى «أحنى رأسه ووافق على إملاءات نصرالله». وأضافت أن الموقف المؤيد لوصول «عون» إلى رئاسة الجمهورية يعنى أن «الراية البيضاء التى رفعها الحريرى والسعودية تسمح لنصرالله والإيرانيين بالتقدم خطوة أخرى نحو إخضاع لبنان لإملاءاتهم». واستحضرت الصحيفة محطات تاريخية فى الفترة الواقعة بين اجتياح عام 1982، وعام 1990. وانتقلت إلى مرحلة عودة عون «منتصرًا إلى لبنان»، فى أعقاب مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ووصفته بالزعيم الأكثر شعبية بين الموازنة فى لبنان.