قالت د. عنان مجدى شندى إن شعور الاحباط الذى يسيطر على العديد من الشباب المصرى نابع بشكل رئيسى من تشويه الهوية، واحساسه بأن صوته غير مسموع ولن يصل للمسئولين، لافتة إلى أن الإنسان المصرى هو المشكلة ويكمن الحل بداخله حال قدرته على ايقاظ روحه من جديد والايمان والثقة فى قدراته على العبور للمستقبل. وأكدت عنان وهى واحدة من المشاركين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب خلال مشاركتها فى ورشة عمل حول هوية المصرى ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب فى شرم الشيخ أن الإنسان المصرى بحاجة ضرورية للتأهيل والتدريب على أسس متقدمة تخلق لديه نوعًا من الابتكار والابداع بشكل يُمكنه من تحديد امكانياته وقدراته اولًا وتحديد اهداف قابلة للتحقيق من خلال خطط واقعية. وأشارت إلى أن هوية الانسان المصرى مكون رئيسى لعدة أشياء من بينها اللغة والعرق والدين والاسرة والقانون والعادات والتقاليد والاعلام والثقافة، ولا يمكن معالجة أزمة الهوية دون تشخيص كل عنصر على حدة ودراسة عوامل تقويمه. ومن جانبه قال الكاتب الأديب يوسف القعيد، إن أزمة مصر الحقيقية هى فقدان الشباب القدرة على الحلم ، فالحلم ليس شيئًا ترفيهيًا او رومانسيًا، ولكن شعلة وشعاع يخترق المستقبل، لافتا إلى أن الحلم الجسر الحقيقى بين الحاضر والمستقبل، فبحث الانسان المصرى عن الهوية وأين هو؟ والى اين سيذهب؟، ليس بجديد ولكن تكرر بعد ثورة 19 وثورة 23 يوليو ونكسة 67 ونصر أكتوبر 73، ويتكرر الآن بعد ثورة 25 يناير و30 يونيه، وذلك أمر طبيعي. وأكد القعيد خلال كلمته، أن مصر تتغير للأحسن ونحن على أول الطريق الذى سيوصل لشىء مهما كان يحتاج وقتًا وذلك حافز كبير على قدرتنا على الحلم والتفاؤل. وأشار «القعيد» إلى أن تغير المرجعية الدينية للمجتمع المصرى أكثر من مرة أثرت بشكل كبير على قدرته على الابداع، منتقدًا عدم حضور وزير الثقافة والتربية والتعليم والاوقاف الورشة للاطلاع على رؤى الشباب وكيفية حل ازمة الهوية المصرية نظرًا لخطورتها على الأمن القومى المصرى. وأشارت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى إلى أن أزمة بحث الشباب أو المواطن عن الهوية والخوف من المستقبل موجودة فى كل دول العالم ولسنا الشعب الوحيد الذى يخشى على مستقبله، مؤكدة أن المشكلة فى مصر أننا توقفنا منذ عام 73 عن البحث عن هويتنا وتركناها، واستسلمنا لمخططات خارجية ساهمت فى الوصول لما نحن فيه الآن من مستوى غير لائق للشخصية المصرية. وأوضحت «الحوفى» خلال كلمتها، أن السبب الرئيسى فى فقدان الهوية المصرية عدم وجود رؤية مصرية جيدة تحمى وتعزز من وضع الهوية، وتحميها من الغزو الثقافى والتآكل الخطير الذى يضر بأمنها القومى. ولفتت إلى أنه بعد حرب 73 تشكلت رؤية دولية اقرتها الإدارة الامريكية لصناعة وضع جديد للمنطقة وتغيير الهوية المصرية بشكل يشوه صورة الشعب الصرى والحد من عزيمته التى قهرت إسرائيل. ومن جانبه أكد محمد فتحى الكاتب الصحفى، أن علاقة المصريين بالحاكم طوال الوقت ومنذ قدم التاريخ أثرت بشكل كبير على حياتهم، لافتا إلى أن الشعب المصرى تحمل اكتر مما ينبغي من غزوات واحتلال وحروب ونكسات وثورات منذ عهد مينا موحد القطرين والنظام الملكى، وقد طالبوه دائما بالتحمل والصبر وهو منتظر تحقيق حلمه الآن. وأوضح أن الانسان المصري قبض على حلمه، مشبهًا ثورة 25 يناير بغزوة «أحد» حيث استعجل المصريون جنى الغنائم والمكاسب فالثورة خسرت وسلمت الدولة للإخوان، وحصلت الثورة عليهم، لافتا إلى أن الانسان المصرى يحتاج بشكل عاجل للتأهيل الحقيقى وتغيير منظومة القيم والهوية المصرية للأفضل، والدولة لن تحقق ذلك من خلال التعليم والاعلام والمؤتمرات ولكن بالتواصل الفعال بين الانسان المصرى وحكامه ومسئوليه والاستماع له ومناقشته وإقامة حوار ثنائى فعال، وذلك غير موجود بالشكل المطلوب حاليًا ونسعى لتحقيقه فى أقرب فرصة.