أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن حركة حماس, التي تسيطر على قطاع غزة, خرجت من عزلتها بعد نجاح الحركات الإسلامية في بلدان الربيع العربي وأنها تسعى إلى تنظيم أساليبها لإعادة ضبط نفسها وسط تحولات العالم العربي من حولها والخروج بأكبر المكاسب. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذى تسعى فيه حماس لتعزيز علاقتها مع الإسلاميين بعد تصدرهم للسلطة في بلادهم ونجاحهم في الظهور السياسي والتفاعل الشعبي, كما في مصر وتونس, فإنها تعمل على تقليص وجودها في سوريا التي كانت تعد راعيا وكفيل الحركة لوقت طويل وذلك في ظل استمرار الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد. وأضافت الصحيفة أن حماس تشعر الآن بخروجها من العزلة, فبعد أن كان العالم العربي يسيطر عليه العلمانيون الليبراليون أصبح عالما إسلاميا, فقال "محمود الزهار", احد كبار قادة حماس في غزة: إنه لأول مرة تتاح للناس فرصة عادلة للتصويت لممثليه الحقيقيين، وذلك أتاح للحركة الخروج إلى الشعوب العربية الآن بعد سنوات من المقاطعة الدولية والحصار من قبل إسرائيل ومصر في عهد حسني مبارك الرئيس السابق, وأنه سيعزز الثقة في الحركة من جديد ويعطيها مجالا أكبر للمناورة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأحزاب الإسلامية ستؤثر على قادة حماس وربما تساعدها لعمل تحالفات مع الفصائل الفلسطينية التي تعاديها. وقال "غازي حمد"، نائب وزير الخارجية للحكومة الفلسطينية في غزة: إن صعود الإسلاميين إلى الحكم سيخلق إسلاما سياسيا جديدا, الهدف الرئيسي منه هو توحيد صفوف الأمة الإسلامية من جديد، وليس احتكار النظام".