انتاب الشارع المصرى والسعودى حالة من الغضب خلال الساعات القليلة الماضية, خاصة عقب تصويت مصر لصالح القرار الروسي فى مجلس الآمن, وهو الأمر الذى جعل مندوب المملكة فى نيويورك ينتقد التصويت المصرى بطريقة غير لائقة , وبمجرد انتهاء الموقف فوجئت مصر بقرار «أرامكو» السعودية بوقف امدادات المواد البترولية لها خلال شهر أكتوبر دون تحديد كون القرار يشمل هذا الشهر فقط أم سيمتد لما بعد ذلك, مما خلق نوعا من الارتباك حول المأزق الذى تتعرض له علاقة البلدين وطبيعة القرار من حيث كونه سياسياً أم تجارياً, وتساؤل بشأن مستقبل العلاقات, وتصاعد نفخ نيران بعض الإعلاميين من الطرفيين. وفى نفس السياق دعا سياسيون ودبلوماسيون لضرورة التريث والحذر فى تناول العلاقات بين الدولتين, ومراعاة الصداقه بينهما وتأثيرهما فى المنطقة العربية, وطالب سياسيون النظام المصرى بسرعة التواصل مع الجانب السعودي والجلوس على مائدة الحوار لتوضيح الموقف بمنتهى الشفافية. كما أوضح دبلوماسيون أن الطرفين بحاجة إلى بعضهما البعض نتيجة التوتر السياسي الذى تعيشه السعودية حاليا وارتباكها بعلاقتها سواء مع اليمن أو سوريا أو أمريكا ومصر هى سندها فى مجابهة أى طرف يحاول التعدى عليها, ومن جانب مصر هى بحاجة إلى السعودية فى ظل المأزق الاقتصادي التى تعيشه مؤخرا والخروج من عنق ثورتى 25 يناير و30 يونية. وبشأن كون قرار وقف إمداد مصر بالمواد البترولية سياسيا أم تجاريا فأوضح دبلوماسيون إنه بافتراض حسن النوايا ربما يكون الأمر تجاريا ولكن ما ظهر لمصر أنه انتقام. من جانبه قال السفيرعادل الصفتى مساعد وزير الخارجية الأسبق « أشم رائحة غير مستحبة سواء من الإعلام المصرى أو السعودى وهو ما نرفضه جميعا ولا يجب أن يكون هذا هو حال الاعلام ولابد من التوقف عن شحن الجماهير والسعى للتهدئه والبعد عن الانتقام واللجوء للمصارحة بين الدولتين لتبرير الموقف المصرى فى نيويورك بمجلس الآمن « وأضاف «الصفتى»: «سواء كان امداد مصر بالتبرول اتفاقية سياسية او أخوية مكتوبة أو شفهية فهى فى النهاية اتفاقية واجبة النفاذ ويجب احترام العلاقات الدولية, وارجو أن تكون هناك محاولات جدية ولا ندفع بالانتقام ليكون العامل الاساسي فى التعامل مع الخلافات». وأوضح السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك تحركات غير مفهومة فى العلاقات بين الطرفين نتيجة مواكبتها مع موقف مصر بمجلس الآمن الذى أغضب المملكة وخاصة مع تصريح مندوبها غير المقبول واللذى انتقد مصر بشكل لاذع لا يليق بأهمية مصر لان هناك وسائل دبلوماسية كثيرة بين دولتين صديقتين ليس من بينها أن يتحدث كما لو كان هو الكفيل السعودى لمصر فى نيويورك وكانه ينفى عن مصر عروبتها فهو خطأ بشع لو خرج منه عن قصد نتيجة موقف فرد فهذا أمر بشع ولو كان موقف دوله فهو أبشع. « وبشأن تناول الموضوع عن طريق السباب والإتهام المتبادل بين الإعلاميين من الجانبين فلا تدار المسائل بهذا الشكل فهو غير حضارى وغير مقبول وينم عن عدم فهم صحيح للمصالح بين الدول فنحن نبحث عن راشدين من الطرفين لتفادى الموقف فليس من مصلحه السعودية تفاقم الازمة مع مصر بعد ما يحدث من خلافاتها مع اليمن ومحاربتها بالوكالة فى سوريا وتهديدات أمريكية لها, وهناك مصلحة سعودية بعدم التصعيد مع مصر حتى لو كانت مصر تعانى مشاكل داخلية و لكن تبقي مصر رمانه ميزان للامن العربى الاقليمى وليس من مصلحة مصر أيضا تفاقم الأزمة» وهذا بحسب مرزوق. وتابع: « لابد من تبريد الازمة والنظام قادر على اسكات الاعلام فى الطرفين بالشفافية فقط , وبالتالى يبدأ النقاش الهادئ. وكان اعلاميون سعوديون قد شنوا هجوما عنيفا على مصر ولوحوا باسقاطات غير مقبول على مصر بقناة المجد أول أمس قائلا أحدهم « اللى اشترناه بالرز باعنا بالفول " ومن الجانب المصرى كتب الإعلامى يوسف الحسينى تغريدة على تويتر مسيئة للنظام السعودى وهو مالم يقبله نشطاء سعوديون وانهالت الشتائم والسباب المكيلة لمصر.