ذكرت بعض وسائل الإعلام، أن ما يسمى مبادرة «واشنطن الإخوانية» التى انطلقت الأسبوع الماضى فى أمريكا، وضمت تحالف الإخوان و6 إبريل وعصام حجى، صاحب مبادرة «نحن البديل»، تستعد حالياً لإطلاق فضائيتين جديدتين تبثان من الولاياتالمتحدةالأمريكية للتحريض على مصر على غرار قناتى «الشرق، ومكملين» الإخوانيتين اللتين تبثان من تركيا، وتحرضان على العنف ضد الدولة. خطوة إطلاق منابر إعلامية جديدة للتحريض ضد مصر فكرة خبيثة، فى إطار مساعى مستميتة للجماعة لزعزعة استقرار الدولة، حيث شرعت فى تأسيس كيانات اتخذت من بعض الدول الخارجية المعادية لمصر مقرات لها، وإقامة منظمات تحت زعم الدفاع عن حقوق الإنسان، وفى باطنها تمول النشاطات التى تقوم بها الجماعات المتطرفة فى سيناء، فضلاً عن التحريض على التظاهر فى الداخل، بجانب تشويه صورة النظام الحاكم خارجياً. أكد مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أن هناك عجزاً كبيراً فى التعامل مع الإعلام الخارجى المحرض على العنف ضد مصر، ولم نسمع صوتاً للهيئة العامة للاستعلامات، ولا نعرف أين البدائل، وقد تم إغلاق 17 مكتباً إعلامياً تحرض على العنف، مطالباً مصر باتخاذ موقف جرىء ضد الدول التى تسمح بإطلاق هذه الفضائيات المعادية. وشدد «بكرى»، على أهمية أن تقوم وزارة الخارجية بدور فعال وقوى؛ لوقف بث فضائيات جديدة تحرض على مصر، وغلق الفضائيات، والمنابر الإعلامية التابعة للإخوان فى تركيا، كما يجب على مصر أن توجه إعلاماً خارجياً لمخاطبة العالم لتصحيح مفاهيم الخاطئة حول مصر. وقال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن هناك جهوداً مبذولة لوقف المنابر الإعلامية التى تحرض ضد مصر خارجياً، والأمر قد يستغرق بعض الوقت والدبلوماسية المصرية تسعى لإنهاء هذا الملف مع الدول الصديقة، لكن قد يستغرق بعض الوقت لمسائل فنية. وكشف أن الإخوان الآن يستعدون للرحيل إلى كندا بعد أن تفهمت أمريكا وبريطانيا والولاياتالمتحدة حقيقية الوضع فى مصر من خلال اللقاء الذى جمع الرئيس «السيسى» بمرشحى الرئاسة الأمريكية وخطابه فى الأممالمتحدة، مضيفاً أن كندا هى الملاذ الآمن فقط أمام الإخوان بعد أن نبذهم العالم أجمع. وقال مصطفى حمزة، رئيس مركز دراسات الإسلام السياسى، إنه من الطبيعى أن تسعى عناصر جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج لإطلاق منابر إعلامية جديدة فى الدول التى تضم جاليات إخوانية، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، لا سيما باللغات الأجنبية المختلفة، بهدف توجيه رسالتهم للغرب، حيث إن الاستقواء بالخارج هو الورقة الوحيدة التى تلعب بها الجماعة بعد حرق كل الأوراق الأخرى التى استخدموها لإسقاط نظام الرئيس السيسى. على جانب آخر، تشهد أوساط جماعة الإخوان فى الوقت الراهن مزيداً من الأزمات والخلافات التى تأججت على أثر عدم وجود قيادة موحدة للجماعة التى انفرط عقدها فى الداخل والخارج، ما أسفر عن مزيد من العزلة لرموزها وقواعدها. ومما يكشف تفاقم الأزمة تضارب المعلومات عن الشخصية التى تقود الإخوان فى الوقت الراهن، حيث نفت مصادر داخلها ما تردد حول تفويض إبراهيم منير، مرشداً عاماً للإخوان بدلًا من محمود عزت. وأصدر طلعت فهمى، المتحدث باسم الجماعة بياناً أكد فيه أن محمود عزت ما زال على رأس الجماعة كقائم بأعمال المرشد العام للجماعة، ونائبه «إبراهيم منير». وكان الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطى، رئيس ما يسمى مركز تكوين العلماء فى موريتانيا، عضو التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، كشف أن محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان فوض صلاحياته لنائبه إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان فى الخارج ليصبح بذلك مرشداً عاماً للجماعة بدلًا من محمد بديع. وأكد الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن مدى التخبط الذى تعيشه جماعة الإخوان يدفع الناس إلى التشكك فى رؤيتهم واجتهاداتهم حتى فى مسألة الدين، مشيراً إلى أنه لا يوجد تنظيم دولى للإخوان الآن، والموجودون جماعات لها أهداف وتوجهات وأغراض سياسية. وقال الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى السابق، الباحث فى شئون التيارات الإسلامية، إن تنازل محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان عن بعض صلاحياته إلى إبراهيم منير، نتيجة ضغوط من الغرب. وأضاف أنه لا يوجد فى اللائحة الداخلية للتنظيم الدولى للإخوان، ما يسمح بنقل صلاحيات محمود عزت إلى منير، إلا أنه من الممكن أن يفوض الأول، الثانى فى بعض الأمور، باعتباره وجهاً إعلامياً مقبولا بالنسبة للغرب.