حالة من الغضب والاستياء سادت بين مواطني مركز ومدينة الطود التابعة للأقصر، والكائن بها مستشفى العديسات بحري المركزي «قيد الإنشاء» بعد قرار وزير الصحة تحويل المستشفى لهيئة للتأمين الصحى، وإلغاء عملها كمستشفى مركزي يخدم مركز ومدينة الطود والقرى الواقعة على أطراف مدينتى إسنا والبياضية. عبد الناصر محمود مرسى، أحد المواطنين يقول: «خلال زيارة وزير الصحة الأخيرة للأقصر طلب منه الأهالى، أن يتم توفير فرع للتأمين الصحي إضافى بمستشفى العديسات بحري المركزي لخدمة الموظفين، ففوجئنا بتحويله بالكامل للعمل بالتأمين الصحي فقط، ما دفع الأهالى لتوجيه نداء لرئيس الجمهورية من خلال جريدة الوفد». وتابع: «نستغيث بالرئيس السيسي ووزير الصحة بأن يتم الالتزام بقرار المستشفى للعمل كمستشفى مركزي، نظراً إلى أن التأمين الصحي لا يجدي نفعاً لأهالى مركز الطود». ويضيف: منذ أكثر من عشر سنوات نبذل قصارى جهدنا لتحويل المستشفى إلى مركزي، وبالفعل تم تحويله إلى مستشفى مركزي بقرار رقم 344 لعام 2008، على أن يتم تفعيل القرار بعد اكتمال إنشائه خلال الفترة المقبلة لخدمة أكثر من 250 ألف مواطن. ويعانى 18 مريضاً بالفشل الكلوي عدم وجود خدمات طبية أو تبرعات لتخصيص سيارة تقلهم إلى مستشفى الأقصر إلى جانب 35 آخرين من المرضى يتحملون تكاليف التنقل للغسيل بمستشفى الأقصر العام على حسابهم الخاص لحين اكتمال مستشفى العديسات وعودة العمل به. ويتابع أحمد عبدالرحيم، أحد الأهالي المتضررين من القرار: سيارات الأجرة التي تقل مرضى الكُلى إلى مستشفى الأقصر العام تكلفهم يومياً مائة جنيه، لافتاً إلى أن تحويل المستشفى للعمل بالكامل للتأمين الصحي يكبدهم خسائر تفوق طاقتهم لذا ينتظر المرضى اكتمال مستشفى العديسات للعلاج به. ويصف «عبدالرحيم» قرار الوزير بأنه «بلا رحمة»، موضحاً أن تعداد السكان الذين سيتعالجون بالمستشفى يتعدى ال250 ألف نسمة قائلاً: «حرام منلاقيش علاج بالمجان لكل العدد دا». أما عبدالمنعم نور، أحد مواطني العديسات، فيري أن المستشفى المركزي يقدم الخدمة العلاجية للمواطنين الغلابة، وليس لخدمة فئة بعينها كالطالب أو الموظف، لافتاً إلى أن المسافة بين مدينة إسنا ومستشفى العديسات 35 كيلو من جهة الجنوب، وكذا المسافة بين الأقصر والعديسات 25 كيلو متراً مربعاً من جهة الشمال، أى أن مستشفى العديسات بحسب وصفه فإنه يخدم أطراف مدينة إسنا من الجنوب وأطراف مدينة البياضية من الشمال ومركز الطود بالكامل. «الوفد» تواصلت مع الدكتور أسامة دسوقي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر الذي أكد أن الوزير بالفعل اتخذ قراراً خلال تواجده بمحافظة الأقصر منذ شهر بتحويل المستشفى للعمل بكل قوته للتأمين الصحي، مشيراً إلى أنهم لم يتسلموا قراراً رسمياً بذلك من الوزارة.