قدمت كأس أمم أوروبا لنا حتى الآن العديد من المفاجآت والدروس والعبر التى لن تنسى وستبقى محفورة فى ذاكرة اللعبة.. ولعل دور ال16 من البطولة كان أبرز مثل على ذلك بعد خروج المنتخب الانجليزى العريق على يد أيسلندا المتواضع.. وأيضا وداع إسبانيا الحزين بعد أن هيمنت على الكرة الأوروبية لمدة تزيد على الثمانى سنوات. خروج مذل وتأهل أسطورى: فى البداية.. فجر منتخب أيسلندا واحدة من أكبر مفاجآت البطولة عبر تاريخها وواصل مغامراته ببلوغ الدور التالى بعد تغلبه على المنتخب الإنجليزى بهدفين مقابل هدف وحيد فى ختام الدور ثمن النهائى من كأس أمم أوروبا التى تستضيفها فرنسا حتى العاشر من شهر يوليو المقبل. وينتظر أيسلندا التى تشارك لأول مرة بمنافسات اليورو مواجهة فى غاية الصعوبة عندما تلتقى أصحاب الأرض والجمهور فى دور الثمانية من أمم أوروبا. ورغم كون منتخب الأسود الثلاثة يعج بالنجوم إلا أن الايسلندى راجنار سيجاردسون قد حصد جائزة رجل المباراة بعد أن ساهم بقوة فى تأهل فريقه لدور الثمانية.. حيث سجل هدف التعادل وساهم فى صناعة الهدف الآخر. لم يجد المدير الفنى الانجليزى روى هودجسون سوى الاستقالة من منصبه بعد هذا الخروج المرير من كأس الأمم الأوروبية على يد نظيره الآيسلندى ضمن منافسات دور ال16 لبطولة «يورو 2016». وأعرب مدرب الأسود الثلاثة عن اسفه لجماهير إنجلترا بعد أن خذلهم وودع المسابقة أمام منتخب متواضع الامكانيات مقارنة بالإنجليز صاحب التاريخ الكروى العريق. وأكد «هودجسون» أنه يشعر بإحباط شديد للغاية لأن منتخب إنجلترا كان بإمكانه تحقيق نتائج أفضل والوصول لأدوار متقدمة فى البطولة، معربا فى الوقت نفسه عن فخره لنجاحه فى تكوين جيل جديد هو الأصغر سنًا بين منتخبات أوروبا. وأضاف روى هودجسون انه كان يتمنى البقاء فى منصبه عامين إضافيين ولكن استمراره لم يعد مقبولاً بعد الخروج من بطولة أوروبا بهذا الشكل المهين. وفى رد سريع على الخروج المفاجئ من دور ال16، أعلن الاتحاد الإنجليزى عن شعوره بخيبة أمل كبيرة بالوداع المبكر من اليورو. وقال مسئولو اللعبة ان شعب انجلترا كان لديه آمال كبيرة للتأهل إلى المراحل الأخيرة من هذه البطولة ولكن يبدو ان اللاعبين المستهترين لم يكونوا بحجم المسئولية ولم يخدموا مصالح بلادهم. إنهاء هيمنة إسبانية أطاحت إيطاليا بإسبانيا بطلة النسختين الأخيرتين فى كأس الأمم الأوروبية من الدور السادس عشر ببطولة كأس امم أوروبا وجردتها من لقب اليورو بثنائية نظيفة لتضرب موعداً ناريا مع المناشفت بطلة العالم. ثأر الأزورى من الماتادور بطل النسختين الماضيتين بفوزها عليها 2 - صفر فى اللقاء الذى أقيم على ملعب «سان دونى» فى عاصمة النور باريس. وفشل الإسبان فى أن يكون أول من يتوج بطلا لأوروبا ثلاث مرات متتالية.. وهو نفس المصير أيضا الذى لاقته حين فقدت لقبها العالمى عندما خرجت من الدور الأول لمونديال البرازيل قبل عامين بعد أن كانت أذهلت العالم فى مونديال جنوب افريقيا 2010 بالفوز على هولندا فى المباراة النهائية بهدف للساحر «انييستا». وأجمعت الصحف الإسبانية أن إقصاء منتخب بلادهم يعنى نهاية جيل ذهبى نجح فى تحقيق لقب اليورو مرتين متتاليتين، كما أنه أهدى إسبانيا كأس العالم 2010.. وعلقت صحيفة «آس» على الخروج المبكر من اليورو بعنوان «نهاية حقبة ذهبية».. أما صحيفة «ماركا» فكتبت هى الأخرى «البطل انتهى أمره».. بينما كتبت الصحيفة الكتالونية «موندو ديبورتيفو» قائلة «وداعا يا لاروخا».. و«بوسكى» يصف فريقه بالفتاة الخجولة اعترف فيسينتى ديل بوسكى مدرب المنتخب الإسبانى بأفضلية المنافس الإيطالى وأحقيته فى الفوز والصعود لدور الثمانية، مؤكدا ان فريقه ظهر كالفتاة الخجولة. واوضح بوسكى ان فريقه كان الطرف الأضعف فى المباراة وعانى كثيرا من القوة البدنية لإيطاليا، مشيرا الى انه واجه منتخبا منظمًا يجيد إنهاء الهجمات ويلعب بشكل جيد وفعال على المرمى. وأضاف المدير الفنى ل«لاروخا» ان الإيطاليين قدموا مباراة جيدة وكانوا حاسمين جدًا، مؤكدا أنهم فريق يلعب بأسلوب يصعب بشدة التعامل معه. وأشار المدرب المخضرم إلى ضرورة التطلع للأمام والاستعداد للتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا والتحضير لها بأفضل طريقة ممكنة. وقال ديل بوسكى إن هيمنة الكرة الإسبانية على العالم قد انتهت، وفى الوقت نفسه أكد أنه سيعمل على تصحيح الأوضاع واعادة العظمة مرة أخرى للإسبان، مشيرا إلى أن ما يفتقده الفريق حاليا هو اللمسة الأخيرة. وهيمن الإسبان على كرة القدم الأوروبية منذ 2008 بعد أن فاز منتخب الماتدور بنسختين متتاليتين وبينهما مونديال كأس العالم 2010. بيكيه: لعبنا كأننا مجموعة من الهواة من جانبه، شن المدافع الإسبانى جيرارد بيكيه هجومًا شديدًا على منتخب بلاده بعد الخروج المؤسف من دور ال16 لبطولة أمم أوروبا، مؤكدا أن فريقه كان سيئا للغاية وأهدر سمعة الكرة الإسبانية. وقال «بيكيه» ان منتخب إسبانيا أتيحت له الكثير من الفرص التى لم يستطع اللاعبون استغلالها وكأنهم مجموعة من «الهواة»، مشيدا بالحارس الايطالى العملاق بوفون الذى وصفه بالرائع. وأعرب قلب دفاع برشلونة الإسبانى عن شعوره بخيبة أمل من الضرر الذى أصاب الماتدور، مؤكدا أن هذا الفريق لا يملك مستوى المنتخب الذى كان يلعب فى 2010 و2012. وشدد جيرارد بيكيه على ضرورة تقبل اللاعبين أنهم ليسوا فى أفضل حال والتفكير من الآن فى مونديال كأس العالم بروسيا والاستعداد الجيد للمنافسة.