تتجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية صوب الملاعب الفرنسية لمتابعة آخر لقاءين فى دور ال16 من بطولة الأمم الأوروبية يورو 2016، حيث تبدأ اللقاءات فى تمام السادسة مساء بنهائى مبكر للبطولة عندما يصطدم حامل اللقب المنتخب الإسبانى فى مواجهة العملاق الإيطالى، على ملعب فرنسا فى مباراة ينتظرها الجميع ويتوقع أن تكون أقوى مباريات البطولة. وفى التاسعة مساء يستضيف ملعب الريفيير مباراة قوية بين المنتخب الإنجليزى الذى يتطلع لإثبات ذاته عندما يواجه منتخب أيسلندا صاحب الطموح الكبير فى أولى مشاركاته باليورو. إيطاليا X أسبانيا تشهد المباراة الأولى التى ستخطف الأنظار والأضواء من كل عشاق كرة القدم فى العالم نهائيًا مبكرًا بين منتخبى اسبانيا حامل اللقب آخر نسختين وبطل العالم عام 2010 والعملاق الإيطالى بطل العالم فى 2006 وصاحب التاريخ الكبير والأداء المميز فى هذه البطولة. وينتظر الكثيرون من المنتخب الإيطالى الذى انتفض فى دور المجموعات وقدم عروضًا رائعة فى دور المجموعات، وأثبت أنه قادر على العودة لمنصة التتويج مرة أخرى. وتسير إيطاليا على خطى أسلوبها التقليدى بالتكتل الدفاعى والصبر على صناعة الفرص مع التحلى بالانضباط، ويفتقر الفريق للقوة الهجومية لكنه يملك سجلاً جيدًا فى الخروج بالانتصار فى نهاية الأمر. وقال أنطونيو كونتى مدرب إيطاليا «أمام فريق مثل إسبانيا نحن فى حاجة إلى اللعب بنفس الحماس الذى أظهرناه أمام بلجيكا التى كانت تبدو أقوى مننا أيضًا». ونجح العبقرى كونتى، فى شحن لاعبى الأتزورى، لتحقيق الفوز فى مباراة اليوم التى تعنى الكثير بالنسبة للطليان، فبجانب الفوز والتأهل إلى دور ال8 يسعون أيضًا للفوز وإقصاء الماتدور الاسبانى ورد الاعتبار بعد الهزيمة المذلة التى تلقاها الطليان فى نهائى النسخة الأخيرة من البطولة عام 2012 برباعية نظيفة. ووضعت الهزيمة الأخيرة للماتدور الاسبانى من الكروات فى مواجهة إيطاليا، وبدا أن هيمنة اسبانيا قد انتهت بعد الخروج المبكر من كأس العالم 2014 لكن الفريق لا يزال يستحوذ على الكرة بشكل أكبر من منافسيه ويعتمد على التمرير القصير السريع مع التحرك بدون كرة. وأظهر دفاع اسبانيا علامات توتر تحت الضغط ويبقى الفريق يفتقد اللمسة الأخيرة فى الأمام رغم وجود المهاجم الخطير ألفارو موراتا الذى سجل ثلاثة أهداف ويتقاسم صدارة الهدافين مع جاريث بيل. ويملك فيسنتى ديل بوسكى، المدير الفنى للمنتخب الإسبانى تشكيلة قوية مكونة من أفضل اللاعبين فى الدفاع بقيادة النجمين سيريجيو راموس وبيكيه ويقود الفريق أحد أفضل لاعبى البطولة الرسام أندريس انيستا والمهاجم الصاعد الفارو مورتا أحد هدافى البطولة برصيد هدفين. وتستطيع اسبانيا أن تشعر بالتفاؤل أمام إيطاليا لأنها لم تخسر أى مباراة رسمية أمام هذا المنافس منذ كأس العالم 1994. انجلترا x ايسلندا جميع الترشيحات تؤكد قدرة المنتخب الإنجليزى على التأهل إلى دور الثمانية من بوابة أيسلندا، خلال مواجهة اليوم، لكن ما قدمه المنتخب الأيسلندى من عروض قوية فى المجموعة السادسة تؤكد أنه لن يكون خصمًا سهلًا فى لقاء اليوم. منتخب الأسود الثلاثة تأهل إلى دور ال16 عقب احتلاله المركز الثانى فى المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط حققها من فوز مثير على ويلز وتعادلين مع روسيا وسلوفكيا، وبالرغم من أن نتائج الانجليز لم تكن على قدر التوقعات الأمر الذى أصاب الجماهير ووسائل الاعلام الانجليزية بإحباط شديد، إلا أنهم يسعون لعبور دور ال8 لتأكيد قدراتهم على المنافسة على لقب اليورو الذى لم يدخل خزائن مخترعى كرة القدم. ويأمل المدير الفنى للإنجليز روى هودسون، فى الوصول إلى التشكيلة الأمثل من اللاعبين ذوى الخبرة والإمكانيات العالية أمثال قائد الفريق واين رونى والحارس العملاق جو هارت وصانع الألعاب ادم لالانا، الأمر الذى يضع هودسون فى حيرة كبيرة للاختيار بينهم ولعل عدم ثبات التشكيلة من أكبر المشاكل التى تواجه الانجليز لفقدان الانسجام المطلوب بين اللاعبين. المنتخب الانجليزى يمتلك الكثير من اللاعبين الصغار أصحاب الإمكانيات العالية والطموح الكبير لإثبات الذات مثل المدافع كريس سمولينج ولاعبى الوسط إيريك دايرو ديلى آلى وخط هجومى نارى بوجود جيمى فاردى ودانيال ستوردج وهارى كين هداف الدورى الانجليزى ووجود واين رونى فى مركز صانع الألعاب يعطى الفريق الكثير من الحلول الهجومية، لكن رغم امتلاك هذه الأسماء القوية فالفريق اكتفى بهز الشباك ثلاث مرات فى ثلاث مباريات. فى المقابل يأمل المنتخب الأيسلندى، فى مواصلة مفاجآته بالبطولة لكتابة التاريخ فى أولى مشاركاته فى منافسات كأس الامم الأوروبية، بأن يقصى المنتخب الإنجليزى الكبير ويتأهل للدور المقبل. وكان منتخب أيسلندا قد تأهل لدور ال16 بعدما احتل المركز الثانى فى المجموعة السادسة بعد فوزه على منتخب النمسا والتعادل مع البرتغال والمجر، حيث لم يخسر أى مباراة فى البطولة حتى الآن. وتملك أيسلندا مدربا مخضرما هو السويدى لاجرباك الذى لا يخشى الفرق الكبيرة ويحمل سجلا رائعا أمام إنجلترا. وقال لاجرباك الذى قاد السويد للفوز مرتين على إنجلترا والتعادل أربع مرات «واجهت إنجلترا ست مرات ولم أخسر أبدا». ويعتمد لاجرباك على مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يمتازون بالروح القتالية العالية بقيادة نجم الفريق جيلفى سيجوردسون وبيركير بيارناسون الذى احرز هدف التعادل لمنتخب بلاده امام المنتخب البرتغالى والهداف ذي السرعة الهائلة جون بوفارسون، والقائد ارون جونارسون الذى استطاع ان يوقف خطورة الدون رونالدو فى مواجهة ايسلنداوالبرتغال.