تواجه البورصة مصيرا غامضا عقب الصدام الذي بات علنيًا بين التيارات الاسلامية والقوى السياسية من ناحية والمجلس العسكري من ناحية اخري. توقع خبراء ومحللون اسواق المال ان تواصل البورصة أداءها المهتز بعد ان ودعت اسبوعا عصيبا . دفعت البورصة خلاله فاتورة الاحداث غير الطبيعية التي تشهدها البلاد وفقدت قرابة 16 مليار جنيه، بالاضافة الي حالة الارتباك التي سادت المستثمرين الاجانب ومطالبة امريكا رعاياها بمغادرة البلاد من الضغط البيعي والمكثف للمستثمرين الاجانب خوفا من تصاعد أحداث العنف وضياع اموالهم . قال الخبراء إن عدم الاتفاق علي مشهد واحد وسياسة واضحة حول مصير الاقتصاد سيعمل سلبيا علي حركة الاستثمارات في البورصة بل وعلي الاقتصاد بصورة عامة. قال وائل النحاس خبير اسواق المال إن الاضطرابات التي تشهدها البلاد بالاضافة الي التصعيد المزمع من جانب المستثمرين والدعوات التي تبث بصورة مستمرة علي موقع التواصل الاجتماعي بتنظيم وقفة احتجاجية امام البورصة علي غرار ما حدث في حي وول ستريت اعتراضا علي سوء الاوضاع مما قد يكون له الاثر السلبي علي تعاملات الاسبوع الحالي. ليس هذا فحسب بل ايضا ان قيام البنوك التجارية برفع اسعار الفائدة سيضر بالبورصة وسيدفع المستثمرين الي توجيه اموالهم الي البنوك هربا من البورصة في ظل عدم استقرار الاوضاع . وكل هذه الامور قد يعمل علي تراجع الاسهم وزيادة الارتباك بين المستثمرين مما قد يزيد من خسائر المستثمرين . وبحسب تحليل هاني حلمي خبير اسواق المال فإن الصدام صار علنيًا بين التيارات الاسلامية والقوى السياسية والعسكرى قد يدفع البورصة الي الانهيار خاصة في ظل تضارب الاخبار عن موعد تسليم السلطة والغموض حول مستقبل البلاد سياسيا واقتصاديا . نصح حلمى المستثمرين بالاحتفاظ بالاسهم وانتظار المستثمرين الراغبين في دخول السوق لحين وضوح الرؤية. رغم مرور جمعة المطلب الواحد بسلام إلا أن حالة الترقب الحذر لدي المستثمرين كما يقول محسن عادل خبير اسواق المال مازالت مستمرة خاصة مع اقتراب بدء العملية الانتخابية خلال الأيام القادمة. وتوقع استمرار عمليات انكماش السيولة و التعاملات الانتقائية في اطار الترقب الحذر للمتعاملين متوقعا أن الاتجاه العرضي سيكون غالبا لحين تجاوز مرحلة الانتخابات الأولي. كانت المؤشرات الاسبوع الماضي قد شهدت تراجعات جماعية وسجل مؤشر "EGX 30"، الذى يقيس أداء أنشط 30 شركة، انخفاضاً قدره 258.78 نقطة 5.9% ليهوي من مستوي 4383.49 نقطة مغلقاً عند 4124.71 نقطة . وشهدت البورصة انخفاضا كبيرا فى قيم وأحجام التداولات لتعجز عن تجاوز حاجز ال 200 مليون جنيه تعاملات يومية طيلة جلسات الاسبوع تقريبا لأول مرة منذ ما يقارب من 6 سنوات.