يعتبر كامل أبو على من أشهر رجال الأعمال فى المجال السياحى، حيث يمتلك منشآت عديدة فى الغردقة وشرم الشيخ وخارج مصر وله منشآت أخرى فى دول عربية وأوروبية. تولى مجلس إدارة النادى المصرى البورسعيدى واقتحم الإنتاج السينمائى ومن خلاله أرسل مجموعة من الرسائل المهمة قبل ثورة يناير فى عدد من الأفلام السينمائية، تحاورنا معه حول المشاكل التى تواجه القطاع السياحى وما فيه من آمال وطموحات، حيث أكد أن الحكومة متمثلة فى وزارة السياحة يجب أن تغير المفاهيم للأفضل وتعمل على إنشاء شركات خاصة لتأمين المطارات وألا تكون الدعاية السياحية نمطية والنظر إلى كل ما هو حديث والاستفادة منه .. وإلى نص الحوار: رغم ما تشهده السياحة... لماذا تبنى مشروعات جديدة؟ رغم الوضع الحالى الغير طبيعى الذى يواجه القطاع السياحى فى مصر إلا أننى متفائل بأن القادم أفضل وسوف تستعيد السياحة عافيتها باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل القومى وعلى الدولة أن تغير الصورة الحالية لأن الوضع أصبح مخيفا ونحن ندفع العمل بأنفسنا حتى تعود السياحة إلى مصر مرة أخرى. وإذا إستمر الوضع على ما هو عليه فإنتظروا كارثة بعد إلغاء حجوزات عديدة نأمل أن يتم التراجع فيها وتعود إلينا من جديد ، ولذلك مطلوب متخصصين فى كل دولة ليخاطبوا السائح بلغته ويكون ذلك من خلال حملة كبيرة لديها القدرة على تحسين صورة مصر فى جميع بلدان العالم ، ومكاتبنا السياحية فى الخارج غير كافية لأن الدعاية تتطلب متخصصين من نفس الدولة ونحن لسنا أقل من بلاد عديدة تفوقت علينا رغم تاريخنا الطويل وإمكانياتنا الضخمة والكل يعلم من هى مصر . نحتاج فقط لفكر مستنير وأسلوب جديد فى الترويج السياحى، والقادم سيكون أفضل ولدينا مقولة شهيرة في مجالنا السياحي "أن السياحة تمرض ولا تموت "، ومصر تمر بفترة صعبة جدا ولابد أن يقدم كل فرد ما عليه من أجل تجاوز هذه المرحلة حتى تستمر الحياة ويجب أن تبنى مصر بالشكل الأفضل لأن الوضع الحالي لن يستمر طويلا وستمر هذه الكبوة بإذن الله . كيف ننهض بالحركة السياحية فى مصر ؟ الحقيقة التى يجب أن يعلمها الجميع أن المجال السياحى يحتاج لدعم وزارة السياحة لمجال الدعاية بشكل أفضل فالوضع خلال السنوات الخمس الماضية غير مرضي، وهذا كان نقطة خلاف مع وزير السياحة السابق فى بورصة برلين السياحية وحذرته من الوضع السياحى المتدهور وأثر ذلك على الموسم السياحى الشتوى 2016 / 2017 بسبب ضعف الدعاية وضعف الميزانية المخصصة لها فى الأسواق العالمية ، ولا بد من عمل دعاية غير نمطية وعلينا أن نغير المفهوم القديم ، فالعالم يتقدم ويجب علينا أن نواكب ونساير هذا التقدم ولذلك بدأنا في تطوير هذه الدعاية وندرس إستضافة عدد من رموز الكرة العالمية وكبار الفنانين من بينهم كرستيانو رونالدو والمغنية العالمية "مادونا" للبدء في حملة دعاية كبرى عن مصر . كيف يمكن تحسين أداء المطارات المصرية ؟ المطارات تحتاج لشركات خاصة من خارج البلاد بالتعاون مع شركات تأمينية من مصر للقيام بأعمال المراقبة والتفتيش وهذا ما يحدث فى المطارات الدولية بعدد من بلدان العالم وتزويد المطارات بأجهزة حديثة لكشف أية تجاوزات وأعتقد أن مردود ذلك سيكون إيجابيا فى الخارج، وكفى تحميل الداخلية مشاكل وأعباء من الممكن تداركها، وأرى ضرورة وضع كاميرات للمراقبة فى الأماكن والمدن السياحية وفى الأسواق والمطارات وتزويد الشرطة بأجهزة كشف المفرقعات عن بعد والإعتماد على التكنولوجيا الحديثة . لقد أصبح العنصر البشري غير أساسي وغير فعال ويجب الإعتماد على الأجهزة الحديثة والتقنيات المتقدمة لأنها تكون أكثر دقة، ولا بد أن يتغير المفهوم الأمنى من حيث إعادة هيكلة القطاع الأمنى بشكل عام وإنشاء الشرطة المتخصصة في كافة المجالات . ما الدور المنوط بشركة مصر للطيران ؟ لشركة مصر للطيران دورا كبيرا أيضا بالدعاية السليمة من خلال مكاتبها المنتشرة فى العالم، فالطيران هو العنصر الأساسى فى مجال السياحة وكل مطالبنا هو التسويق الجيد ولن نستطيع أن نعمل ذلك بمفردنا فكلنا شركاء فى منظومة واحدة ، والسياحة ستعود بقوة ولكن ليس فى يوم وليلة بتضافر الجهود والعمل السليم . أنا متفائل أن الأمور سوف تسير للأفضل بشرط أن نحسن من أدائنا ونقتحم الأسواق العالمية بدعاية قوية ولن نحتاج مجهود كبير لأن العالم أجمع يعلم من هى مصر ولكن أمور كثيرة أثرت علينا وعلى غيرنا ، فالإرهاب ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع وعلينا أن نعمل كل شئ بالشكل الأمثل والصحيح والنتائج ستكون جيدة ، ووضع خطة للسياحة بأجل طويل وحتى عام 2030 ، وهذه الخطة يجب أن تكون بحضور كافة العاملين فى المجال ولا تثتأثر بها وزارة السياحة بمفردها . وكيف ترى أداء الحكومة ؟ الحكومة تواجه مشاكل عديدة ولكن أدائها ليس بالشكل المرضي ولذلك فالشكاوى كثيرة والمطالب أكثر ونحن نريد حكومة قادرة على إتخاذ القرار والحكومة الحالية أدائها كأداء الموظفين ولا تبتكر جديدا وهذا لن يخرجنا من الأزمات التي نعيشها ففي وقت الأزمات لابد أن تكون الإدارة إنتحارية حتى يشعر كل مواطن بالتغيير وعليها أن تواجه التحديات الداخلية والخارجية في ظل ظروفنا الإقتصادية الصعبة حتى نبدأ مرحلة الإنطلاق. نحن بالفعل نحتاج فدائيين ومقاتلين بفكر عبقري نتسم بحماس قائدنا وبفكر محمد بن راشد بأداء فعال ومتجدد وغير نمطي والرئيس عبد الفتاح السيسي عليه أعباء كثيرة ويسير بخطى سريعة وواثقة ولذلك يحتاج لأفراد على نفس مستوى الأداء والفكر وعلى هولاء أن يتحملوا المسئولية كاملة نظرا لكثرة مسئوليات وإنشغالات الرئيس وهي مسئولية الإدارة التنفيذية ، ووزير السياحة الجديد لابد أن يأخذ فرصته كاملة وعلينا أن ننتظر نتائج ما يقوم به من أعمال ونعلم أنه تولى المسئولية في وقت صعب وركود كبير يشهده القطاع السياحي. كل ما نطلبه هو تنشيط العمل والوقوف مع هذا القطاع الهام بعيدا عن تدخلات وزارات أخرى وجهات متعددة يجب أن تراعي مصلحة مصر أولا ومصلحة المستثمرين ثانيا وعلى الوزير قبول التحدي ونحن معه طالما يسير في الطريق الصحيح بالنهوض بالمجال السياحي من خلال دعاية قوية وأسلوب جديد وتطوير الأداء والمنظومة بشكل عام . وما هي قصة ديزنى لاند ؟ الفكرة بدايتها حلم.. أنا أحلم ومعي جمعية المستثمرين في البحر الأحمر بتنفيذ عدد من المشروعات السياحية الجديدة التي سيكون لها مردود إقتصادي وأمني كبير خلال السنوات القادمة خاصة أن مدينة البحر الأحمر هي عملاق السياحة في مصر ولذلك نفكر بشكل جاد فى إقامة مشروع ضخم على مساحة كبيرة جدا من الأراضي وهي مدينة "ديزني لاند" وبدأنا خطوات جادة في ذلك ، والحلم يبدأ بخطوة. هذا الحلم سيغير خريطة السياحة في مصر بشكل عام وننسق مع اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر لإنهاء هذا المشروع العملاق وندعو الحكومة بتذليل أية عقبات أمامه وفتح الإستثمار للأجانب في المجال السياحي ليكون درعا ودخلا لهذا المجال الهام والحيوى . ما هى مطالبك من القيادة السياسية ؟ نطالب بعودة المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية ويضم متخصصين وأصحاب خبرة فى المجال السياحى حتى نضع الحلول والإقتراحات المناسبة من خلال رؤية سليمة تعود بالخير على مصر، وإنشاء إدارة للأزمات السياحية تكون لديها القدرة على مواجهة الأزمات والتحديات ومواجهة الفكر السيئ لنا بالإعلام الخارجى القوى والإستعانة بالصحف والمجلات والبرامج العالمية لنشر المعلومات الصحيحة لمصر وليست المضللة. كما أننا نطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعطي جزءا من وقته لقطاع السياحة مع أننا نعلم حجم مسئولياته وإنشغالاته ولكن هذا القطاع من أهم مصادر الدخل القومي لتوفير العملات الصعبة ولكننا نعلم أيضا أنه الوحيد القادر على إتخاذ قرارات إستثنائية لتنشيط هذا المجال وتأمين المطارات والطرق والمنشآت السياحية وسيكون لذلك مردود إيجابي سيظهر خلال فترة قصيرة .