هناك ملفات كثيرة مهمة أمام وزير السياحة الجديد يحيى راشد ولكن اليوم سنناقش الأهم والأخطر والأولى بالاهتمام فى المرحلة الحالية وهو عودة الطيران لمصر من روسيا وإنجلترا تحديداً لأنهما السوقان اللذان يشكلان 50٪ من السياحة لمصر طبقاً لأرقام العام الماضى، وقضية الإعلام، فكيف سيتعامل الوزير مع الإعلام الداخلى فى مصر والإعلام الخارجى وهل سيكون مجرد أخبار «الوزير راح الوزير جه» أم سيكون رسائل لتنشيط السياحة؟ وكيف سيكون التعامل مع الإعلام الدولى وكيفية صناعة الحملات الإعلامية الدولية خاصة بعد الأزمة التى حدثت فى برلين مع الشركة الدولية GWT وهى الشركة التى اعترض عليها الكثيرون من القطاع السياحى، فهل ينجح الوزير الجديد فى توجيه الحملة أو التغيير من أسلوبها لإنقاذ السياحة المصرية للقيام بمهامها خلال الفترة المقبلة بعد ملاحظات رجال الأعمال وأصحاب المصلحة عليها لإنقاذ السياحة لأنه معروف أنه لا سياحة بدون إعلام وحملات إعلانية قوية تجذب الملايين، إضافة إلى أن هناك قضية أساسية فى الموضوع حول الميزانية المخصصة للحملة وقيمتها 22 مليون دولار والتى يرى الكثيرون أنها غير كافية وتحتاج زيادتها وإلى أى حد سيمكن الاعتماد على الإنترنت فقط، فأين الحملات من إعلانات الشوارع والصحف والمحطات الرئيسية؟ فما رؤية الوزير من كل هذا؟ البداية نتعرف اليوم على رؤية أصحاب المصلحة وهم أصحاب القطاع الذين طرحوا هذه المشكلة باجتماعهم مع الشركة المسئولة عن حملة مصر الدولية. الموضوع أكبر من وزارة السياحة الخبير السياحى محمد أيوب، رئيس غرفة الفنادق، اعترض على الانتقادات الموجهة للحملة الدولية من قبل المستثمرين وقال إن التقييم للحملة تم عن طريق الماركتنج والعاملين فى الأسواق المصدرة لمصر فليس من المنطقى كما يقول انتقاد حملة قبل الدراسة ومعرفة مداها وتأثيرها على المتلقى، وإن كنت أرى فى الحقيقة أن الموضوع أكبر من وزارة السياحة والمطلوب حملة باسم مصر تشترك فيها جميع الوزارات بما فيهم وزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات لتغيير الصورة السلبية عن مصر وعن الرئيس، فلم يعد الآن الترويج بالبحر والشمس لأن نظرة الغرب إلى الشرق الأوسط أنه يسيطر عليه «الإسلام فوبيا» وبعد حادث بروكسل الأخير من المؤكد أن التأثير يكون بشكل أكبر لذلك فالموضوع أكبر من وزارة سياحة، ولكن يحتاج إلى مجهود من الحكومة بالكامل لتغيير صورة مصر وغير ذلك لن يأتى بفائدة ولن يصدقنا أحد، فعلى الحكومة أن تقوم برصد مبلغ كبير لحملة باسم مصر لتغيير المفاهيم والصور الذهنية، فالمصريون فى الخارج متخوفون من المجىء لمصر فما بالك بالأجنبي!! أما حملة من خلال وزارة السياحة فقط فلن يكون لها مردود حقيقى، هذا ليس مهمة وزارة السياحة التى يكون دورها التسويق للمنتج أما بالنسبة لموضوع عودة الطيران لمصر فمطلوب سرعة فى بدء عمل الشركة المصرية بالشراكة الأجنبية التى أعلن عنها لإغلاق حجم المطارات فالأمن والأمان أساس العودة. مطلوب متخصصون فى كل بلد الخبير السياحى كامل أبوعلى أكد أن من أهم الملفات أمام الوزير الجديد أزمة الحملة السياحية الدولية للترويج لمصر فلا يعقل أن عودة الحملة بعد توقف خمس سنوات تكون بهذا المستوى الردىء الذى شاهدناه فى بورصة برلين مؤخراً والتى لا ترقى إلى مستوى مصر أن تستمر بهذا الشكل، فالمطلوب ضرورة تغيير فكر وأسلوب الحملة ولا تكون شركة واحدة لمصر كلها، مطلوب متخصصون فى كل دولة يخاطب الألمانى فى بلده والإنجليزى والروسى، تكون حملة لديها القدرة للتفاهم مع أهل البلد لكل دولة متخصص من داخل الدولة، وأرفض أن يكون الرد أن لدينا مكاتبنا السياحية فى الخارج لأننا نحتاج متخصصين بمعنى شركة من نفس الدولة لتغيير الصورة الذهنية لشعوب العالم، مصر ليست أقل من تركيا، فلابد أن يذكر اسم مصر فى العالم بطريقة محترمة وفكر جديد فى الترويج فما المانع من استخدام كليب «مايكل جاكسون» عن الفراعنة وهناك فيلم أمريكى عبقرى بعنوان «كينج أوت إيجيبت» هذا الفيلم يتحدث عن مصر ولا أحد يتكلم عنه، مطلوب عزيمة لتقديم شىء جيد عن مصر لكن ما شاهدناه فى برلين شىء محزن وأفكار لا تتناسب مع مصر وبالتالى أصبح لا وجود لنا، مطلوب احترافية من ناس محترفين. وطالب أبوعلى الوزير الجديد بأن تكون أولوياته للإعلام الخارجى وليس الداخلى بالاستعانة بالصحف والمجلات والبرامج العالمية ليتحدثوا عن مصر وأن يتحصن بأهل المهنة وليس أهل الانتخابات فقط. تكاتف الحكومة لتغيير الصورة السلبية بينما يؤكد الخبير السياحى المهندس أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، ضرورة وجود قوة ضاربة من الحكومة وجميع الوزارات لتغيير الصورة السلبية عن الأمن والأمان، وهذا ليس دور وزارة السياحة فقط ولكن جميع الوزارات بما فيهم هيئة الاستعلامات ويكون توجهها الأساسى لتغيير الصورة السلبية عن مصر ويتم التعاقد مع متخصصين فى كل بلد لتقديم صورة إيجابية عن مصر بعيداً عن الهرم وخوفو والشمس لأن هذه الرسائل محفوظة لديهم ويكون لدينا شركة إعلام وعلاقات عامة فى كل بلد من المصدرين للسياحة لمصر للرد على الإعلام السلبى، وطالب «بلبع» بضرورة النظر فى زيادة الميزانية المخصصة لتعود بمردود إيجابى. وطالب «بلبع» الوزير الجديد بضرورة عقد اجتماعات مع المستثمرين ليتناقش معهم ويستمع إلى آرائهم قبل اتخاذ أى قرار لمصلحة القطاع بعد الانهيار الذى حدث له وسوف أتقدم له بورقة العمل التى سبق وتقدمت بها للوزير السابق وأتمنى أن يؤخذ بصدر رحب. وقال «بلبع» موجهاً كلامه للوزير: لا تخاف الإعلام الداخلى طالما تحقق نتائج وعلى الإعلام أن يهدأ لأن كثرة الانتقادات تؤثر على أداء الوزير. ميزانية لائقة باسم مصر وقالت الخبيرة السياحية نورا على، رئيس غرفة شركات السياحة: الحملة الدولية لم أرها حتى الآن ولكن أنا ضد الاعتماد فقط على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن حملة فى التليفزيون والإعلام والمهرجانات ولقاءات مع المشاهير، مطلوب شركة علاقات عامة لتحسين الصورة الذهنية عن مصر فى كل دولة من الدول المصدرة للسياحة، شركة تخاطب الجماهير والعقول من متخصصين فى كل بلد وتكون بميزانية لائقة باسم مصر ميزانية قوية لأن المخصصة الآن ضعيفة جداً وحالة عودة السياحة لن تكون فى حاجة لأى حملات. أما بالنسبة للإعلام الداخلى فهو «عاوز جنازة ويشبع فيها لطم» كفاكم إبراز للسلبيات. وطالبت نورا على الوزير الجديد بعدم الحديث مع الإعلام الداخلى أو أية تصريحات إلا بعد أن تفهم وتذاكر جيداً ويكون هناك ما يستحق أن تصرح به فكن حريصاً مع الإعلام الذى أوقع وزراء مثلك. تقييم لكل بلد ويؤكد الخبير السياحى حسام الشاعر، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحة، أن ما شاهدناه فى برلين يؤكد أنه لا وجود لأى دعاية على الإطلاق عن مصر، مطلوب من الحملة تقييم لكل بلد وإذا لم تكن قوية فلنبحث عن غيرها وضرورة تقييم مكاتب الحملة فى الدول الخمس الكبار والتعاقد فوراً مع أكبر مكتب فى دول العالم ويحدد المكتب ما هو مناسب لمصر مع توفير ميزانية مناسبة لاسم مصر وهذا يواكب الممانعة لشركة الأمن للتفتيش عن المطارات من خلال الشركة المصرية وشريكتها الأجنبية، مطلوب سرعة الخروج للنور لأن القطاع يموت. الإعلام الداخلى لن يأتى بسياحة ويؤكد الخبير السياحى سامح حويدق ضرورة توجيه الحملة الدولية السياحية لأكبر عدد من الناس وتغيير أسلوبها فى الترويج لمصر للتأكيد أننا موجودون وعلى سبيل المثال ما المانع من استغلال مباريات الكرة العالمية مثل برشلونة يشاهدها ما لا يقل عن 200 مليون وغيرها من الأساليب الترويجية لأنه من العيب وغير المنطقى أن نقول لدينا حملة ترويجية دولية وهناك إحجام وعدم الطلب على مصر من الضرورى الابتعاد من أساليب الترويج القديمة بمجرد الهدم والشمس فالجميع يعلم كل ذلك وكفانا الأسلوب الفاشل فى الترويج بعد حادث طائرة شرم الشيخ وأصبحنا نروج للمصريين. واعترض «حويدق» على الميزانية المخصصة للحملة واصفها بالرقم الهزيل والمضحك مؤكداً ضرورة زيادتها إلى 100 مليون دولار ولمدة عامين خاصة فى هذه الفترة العصيبة إلى جانب أنه مطلوب سرعة فى تفعيل دور الشركة المصرية بالشراكة الأجنبية لإدارة وتأمين المطارات خمسة أشهر على حادث الطائرة وحتى الآن «مش عارفين» نعمل شركة.. هذه كارثة. وعن الإعلام الداخلى أكد «حويدق» أن دوره لا قيمة له لأنه لن يأتى بأى سائح لأننا نكلم أنفسنا والأهم الإعلام الخارجى الذى يخاطب الجواجة الأجنبى وليس المصرى. بث الدعاية الإيجابية ويطالب الخبير السياحى الدكتور عاطف عبداللطيف بحملة ترويجية لمصر ويكون تركيزها على الأمن والأمان، حملة تخاطب العقل الأوروبى والتأكيد أن مصر دولة قوية ومستقرة والسائح يزورها ويعود فى أمان تام، حملة بها قوة وذكاء بعيداً عن الأهرامات والنيل والمزيكا الجميع يعرف ذلك تماماً فالسائح أهم شىء عنده الأمن والأمان، مصر فى حاجة لحملة ترويجية تؤكد أن مطاراتنا آمنة لأنه لا يوجد لدينا مشكلة فى الترويج والدعاية مشكلتنا فى الأمن والاستقرار وكيفية توضيح ذلك للسائح ومطلوب من هيئة الاستعلامات والمراسلين الأجانب بث الدعاية الإيجابية عن مصر ومطلوب شركة عالمية لتأمين المطارات لبث الطمأنينة فى قلوب السياح، أما الإعلام الداخلى فلا نريد منه سوى القرارات والنتائج الإيجابية لصالح القطاع، نريد إعلاماً صادقاً وعلى الوزير اللقاء بأهل المهنة كل شهر والتواصل معهم لحل مشاكلهم. للأسف نختار الأرخص وليس الأحسن نحن نختار الأرخص وليس الأحسن هكذا قال الخبير السياحى جلال الصفتى والدليل أن مصر خرجت من أحسن 50 وجهة سياحية وهذه مأساة بكل المقاييس. وطالب «الصفتى» الوزير بضرورة تغيير شركة الدعاية بشركة لها تاريخ وحققت نجاحاً فى أسواق كان لديها مشاكل سياحية مثل إسبانيا واليونان، شركة لديها تسويق إلكترونى وسابقة أعمال فى الأسواق العالمية. الآن نحن لدينا كارثة فى العمالة التى تسربت 35٪ هربوا من شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم للعمل بالمصانع وحالة عودة السياحة المنتج السياحى أصبح سيئاً، وأكد «الصفتى» أن ميزانية الحملة ضعيفة جداً لأننا كما قلت نبحث عن الرخيص فى حين أن صندوق تنشيط السياحة كما أعلن الوزير السابق به أكثر من مليار جنيه وهى فلوس أهل القطاع التى تحصل من الرسوم التى تسددها الفنادق عن كل غرفة فلماذا لا يكون لدينا أكثر من حملة فى شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية والصين والدول العربية وأوروبا، وأطالب الوزير بلقاء خبراء السياحة من رجال الأعمال ليستمع إلى اقتراحاتهم وأن يكون لديه مستشار إعلامى فاهم وتكون تصريحات الوزير فى حدود ما هو جديد ولا تكون تصريحات كل خمس دقائق. وأقول للوزير لا تعمل بمفردك.. النجاح بالمجموعة. مطلوب حملة لاسم مصر ويقول الخبير السياحى ناجى عريان: الحملة فى الوقت الحالى لن تأتى بالنتائج المرجوة ولكن مطلوب البدء بحملة مصغرة لاسم مصر تتواجد هذه الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى ومطلوب شركة للعلاقات العامة بالاشتراك مع وزارة السياحة والمسئولين فى مصر بشكل عام لوضع الإيجابيات عن مصر ولا تكون بغرض الدفاع وليست رد فعل لما يقال لأننا دائماً لا يكون لدينا مبادرات تعرض الإيجابيات بعيداً عن الدفاع عن أنفسنا ضد ما يقال، وهذا يتطلب تضافر وزارة السياحة والدولة وهيئة الاستعلامات. واعترض «عريان» على زيادة الميزانية المخصصة للحملة لأن زيادتها لن ترفع حظر الطائرات عن مصر ولن تتغير الصورة الذهنية بزيادة الميزانية، أهم شىء التركيز على تغيير الصورة الذهنية وعرض الإيجابيات من خلال حملة مخصصة لذلك فقط. أما الإعلام الداخلى فحدث ولا حرج فهو أحد أهم أسباب الفشل الذى حدث لأن 70٪ من الأخبار لا يوجد بها مصداقية وأعتقد أن الوزير لديه من الحنكة والحرفية إنه لن يخرج بتصريحات كل خمس دقائق، فهناك نوعية من التصريحات تصاريح تهدأ النفوس وتعطى الأمل وهناك تصريحات لا يوجد بها أية مصداقية. شركة أبلة فاهيتا ويقول الخبير السياحى عادل عبدالرازق شركة GWT التى تعاقدت معها الوزارة أشك فى «كفاءة هذه الشركة» فى قطاع السياحة فهذه الشركة لم يكن لها سوابق للعمل مع قطاعات سياحية أخرى، فأنا لم أشاهد منهم تعاوناً مع أى دولة فى قطاع السياحة ولكن كل أعمالهم السابقة فى مجال الإنتاج سواء فى مسلسل «حوارى بوخارست» أو برنامج «البرنامج» أو «أبلة فاهيتا» وهذه الأمور فى مجال الفن وليست الخبرة فى الدعاية لقطاع السياحة أو مواجهة ما يحدث من شائعات فى الخارج وأقترح على الدولة أن تكون مجموعات فى جميع دول العالم بفتح باب التطوع للدبلوماسيين القدامى «على المعاش» الذين لهم علاقات خاصة مع دول كثيرة عملوا فيها مع مجموعات من لديهم علاقات مع منظمى الرحلات بالخارج، ورجال أعمال لديهم علاقات مع العالم الخارجى ورجال الفن وهيئة الاستعلامات ووزارة الخارجية فى ترتيب لقاءات فى كافة دول العالم ودور الخارجية لتنظيم دور الاستعلامات ترتيب اللقاءات وشرح ما يحدث فى مصر قبل الشروع فى أى تسويق سياحى للعالم. ومن الخطأ الشديد الذى نواجهه أننا نتحدث مع أنفسنا فالوزير وغيره يتحدث مع الإعلام الداخلى فقط والمطلوب والضرورى الحديث مع الإعلام الخارجى.