6 شباب مصريين امتلكوا حس الفكاهة مثل باقى أبناء هذا البلد، فكم من ضحكات ونكات خرجت منا فى أشد الأوقات حزنا ورعبا، بغناء ساخر و بكلمات مرتبة وأصوات متناغمة عبر هؤلاء الشباب عن أرائهم بشكل ساخر بطريقة «الفيديو سلفى» ليحققوا شهرة واسعة فى أيام معدودة و يلقبوا بفرقة «أطفال الشوارع» كون الشباب ال«6» فرقة أطلقوا عليها اسم «أطفال شوارع» بعد أن تجمعوا للعمل فى أحد المسارح وقرروا الخروج بفكرة جديدة تعبر عنهم تقوم على تصوير فيديوهات من الشارع، فيمسك أحدهم بهاتف محمول يصور «فيديو سيلفى» له مع الستة الآخرين، يعبرون عن أرائهم بطريقة غنائية ساخرة، ومن ثم ينشرونها عبر صفحتهم عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». بكلمات بسيطة عرفوا أنفسهم «إحنا شباب بنشتغل فى المسرح قررنا نصور فيديوهات فى الشارع بأفكار مجنونة.. هتلاقينا حواليك فى كل مكان.. حتى لو يومك زحمة ومخنوق.. الشارع مليان ضحك».. ليستقبلوا بعد ذلك عروضا من بعض المؤسسات الإعلامية وصحفية كبيرة، ولكن كل تلك العروض كانت تتحدث عن نقلهم من الشارع إلى الأستوديو، أو تضع لهم سقفًا معينًا فى حرية التعبير، وهذا ما يخالف فكرتهم، وما يقومون به، وهو فن الشارع وفن البسطاء والوصول إليهم. لكن الأحلام تتحول إلى كوابيس فلم يعلم «أطفال الشوارع» أن سخريتهم و آراءهم التى يعلونها عبر «فيديوهات اليوتيوب» ستلقى بهم إلى السجن بتهمة نشر «فيديوهات تحريضية عبر شبكة الإنترنت ضد مؤسسات الدولة». تغير مسار حياة كلا من «محمد عادل، ومحمد يحيي، ومحمد سوري، ومصطفى زين، وعز الدين خالد، ومحمد عبد المجيد جبر» بسبب الفيديو الأخير الخاص بهم، والذى تم نشره عبر صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الذى يحمل اسم «السيسى رئيسي» و حاز نسب مشاهدة عالية بلغت 441 ألف فى الساعات الأولى من نشره، ليجدوا أنفسهم بهم خلف أسوار السجن، لانتقادهم الرئيس والسخرية من تعامله فى بعض الأزمات التى أحدقت بالدولة، الأمر الذى اعتبرته النيابة العامة إهانة لرئيس الجمهورية تستوجب الحبس والمحاكمة، وقررت إلقاء القبض عليهم وحبسهم بقسم شرطة السيدة زينب. ومن جانبه قال محمود عثمان المحامى أن مسألة القبض على هؤلاء الشباب وإلصاق التهم بهم تعد انتهاكا صارخا للدستور والقانون خاصة بالمواد المتعلقة بحرية الإبداع، والتى تمنع أى عقوبات سالبة للحرية، بسبب نشر منتجات فنية أو أدبية أو فكرية، منددًا بالطريقة التى انتهجتها الدولة فى التعامل مع عضو بفرقة فنية لا تمارس سوى الإبداع والفن. وأشار «عثمان» إلى أن العقوبات فى حال ثبوت الجرم بحقهم لا تتضمن الحبس، متسائلًا: كيف يحبس «متهمون» احتياطيًا فى حين أن العقوبة المقررة قانونًا لا تتضمن الحبس؟! فمن باب أولى يمنع حبسه احتياطيًا.