"احنا شباب بنشتغل في المسرح، قررنا نصور فيديوهات في الشارع بأفكار مجنونة.. هتلاقينا حواليك في كل مكان.. حتى لو يومك زحمة ومخنوق.. الشارع مليان ضحك"، 6 من الشباب قرروا الخروج إلى الشارع وممارسة هوايتهم والابتعاد عن الشكل التقليدي، من خلال نشر فيديوهات لا تتعدى دقائق معدودة، مقتبسين أفكارها من أغنيات قديمة تربى عليها المصريين. فقبل أربعة أشهر بدأت فرقة "أطفال الشوارع" في تقديم أولى أعمالها الساخرة، وتقديمها عبر مقاطع فيديو قصيرة تتناول موضوعات فنية واجتماعية ورياضية وأخرى سياسية، معتمدين على غناء عبارات إذاعية أو غنائية شهيرة وقديمة بأسلوب جماعي، وتقديمها بشكل ساخر ليتمكنوا من توصيل فكرتهم تجاه أي قضية . وقدمت الفرقة 17 مقطع فيديو منذ بدايتها، وكانت بداية عملها بعروض مقطوعات إذاعية، وما لبث أن اهتمت بالقضايا السياسية، والحديث عن سد النهضة وتجاوزات الداخلية، مطالبين برحيل وزير الداخلية، وفوجئت الفرقة، مع فجر يوم السبت الماضي بالقبض على أحد أفرادها من منزله، ثم القبض على باقي المجموعة وحبسهم بقسم شرطة السيدة زينب، والتحقيق معهم. اللقاء الأول ل"أطفال شوارع" تجمعت فرقة "أطفال شوارع" للمرة الأولى عندما التقوا بإحدى الورش المسرحية التي تعمل على تقديم عروض مسرحية من الشوارع، ثم الاعتماد على أنفسهم، وقاموا بعمل عروض في القاهرة في عدة مناطق شعبية، كي يصلوا بالمسرح إلى المواطنين الذين لا يستطيعون الذهاب إليهم". أعضاء الفرقة وتتكون الفرقة من 6 شباب اتخذوا من الشوارع مسرحًا لهم، ليقوم أحدهم بالتصوير بطريقة "فيديو سيلفي"، وهم: أحمد يحيي 33 عاما ويعمل موظف بأحد الشركات، ومحمد السوري 22 عاما يدرس بكلية التربية الموسيقية، عزالدين 19 عاما ويدرس في كلية التربية الفنية، ومصطفى زين 24 عاما خريج كلية الزراعة، وعبدالحميد جبر ، محمد عادل 25 عاما يدرس كلية الإعلام. مسرح الشارع من المتعارف عليه في التصوير في شوارع مصر انه عمل شاق لعدة أسباب، منها عدم ثبات النص، وكذلك رد فعل الجمهور الذي لا تستطيع قياسه أثناء البروفات، فكل منطقة لها فكر معين أيدولوجية معينة، ولهذا السبب مّرت فرقة "أطفال الشوارع" بتحديات كثيرة أثناء تصوريها مما اضطرها لتغيير طريقة العرض أو النص مع كل جمهور في كل منظقة . البداية .. فيديوهات ساخرة واهتمت الفرقة في تناولها بالقضايا المجتمعية والسياسية، حيث كانت تعرض عروض وفيديوهات ساخرة، على المشهد السياسي بوجه عام، وكان أول فيديو لها بالنقد الديني تحت عنوان "براعم الإيمان"، انتقدت فيه إذاعة القرآن الكريم، بينما كانت آخر فيديو ساخر لها، "السيسي رئيسي". رفض الانتقال من الشارع إلى المسرح وأقامت الفرقة عروضًا مسرحية في عدد من القرى المنعزلة، التي لا يمتلك أهلها حتى التليفزيون، كما قدموا عروضاً في المدارس والشوارع. وكانت الفرقة قد تلقت عروضاً عديدة من مؤسسات إعلامية ضخمة، ولكن رفضتها بسبب أنها جميعها كانت تهدف إلى نقلهم من الشارع إلى استوديو وتضع لهم سقفاً معيناً في حرية التعبير، وهو ما رفضه أفراد الفرقة، لمخالفة ذلك لفكرهم وهو فن الشارع وفن البسطاء والوصول إليهم، كما ذكروا في تصريحات سابقة لهم. الرسالة الأخيرة قبل القبض عليهم وبعد اعتقال احد اعضاء الفرقة بتهمة التحريض ضد الدولة، قاموا بنشر فيديو قالوا فيه: "مش هانقول اننا متفاجئين .. لأننا كنا عارفين تقريبا إن في حاجة هتحصل .. عارف إن في ناس كتير عمالة بتلومنا و بتلومني شخصيا بما إني كنت بزق الفريق ده دايما لأنه يعمل حاجات أكتر .. قعدنا من يومين قبل اخر فيديو وقلنا "مش عاوزين لما نكبر نفتكر نفسنا و نفتكرها إنها كانت جبانة " وأضاف: "نفوسنا مش جبانة بس يمكن اللي بيحصل يكون أكبر مننا شوية .. الملف ع مكتب وزير الداخلية .. احنا الستة مطلوبين .. خمسة هربانين و اصغر واحد فينا واللي عنده السكر مقبوض عليه .. اتكلمت مع الشباب امبارح و يمكن محدش ندمان اننا وصلنا هنا لكن يمكن خايفين من المستقبل .. مصر مخيفة أوي .. مكنش ينفع منوصلش للمرحلة دي .. عمرنا بيتغير قدام عينينا .. بس مصر مصرة متتغيرش .. عارف اننا نكرات في مسار الاحداث .. لكن حياة الست نكرات دي اليومين دول بتتشكل .. او يمكن بتتنتهي .. واحد بيفكر ينتحر. مصر بقت فعلا مخيفة .. الموضوع صعب .. كل اللي اقدر اقوله ف الآخر .. متخافوش برا .. احنا مش هنخاف جوا". تهم وجهت لهم وألقي القبض عليهم بالأمس، بالسيدة زينب، ووجهت نيابة مصر الجديدة لهم خلال التحقيق، تهمة استخدام شبكة المعلومات الدولية "اليوتيوب" والدعوة لارتكاب جرائم إرهابية، إضافة إلى تهمة التحريض على الاشتراك فى التجمهر الغرض منه الإخلال بالأمن والنظام، وارتكاب جرائم عنف ضد مؤسسات الدولة، حيث تم استخدام موقع اليوتيوب لنشر 15 فيديو يتضمن ترديد أغان وعبارات مسيئة للدولة، والترويج لأفكار إرهابية، وأنكر أعضاء الفرقة التهم المنسوبة إليهم.