كل إنسان يبحث عن الحب، الشاب يبحث عن فتاة أحلامه، والفتاة تبحث عن الفارس المغوار، والطفل يبحث عن الحنان، والعجوز يبحث عمن يحنو عليه عند كبره فتتعدد أنواع الحب، ويلقى بظلاله على القلوب وقد تكون آثاره إيجابية ترسم البهجة فى النفوس وقد تكون سلبية ويندم الطرفان على معرفة بعضهما البعض. فى صمت واستكانة غير طبيعية جلست «منيرة. ع» فى ركن خالٍ بمحكمة الأسرة بزنانيرى منتظرة دورها فى رول القضايا، فقد أقامت دعوى طلاق من زوجها «فاروق.ج» لتنهى حياة البؤس التى عاشتها منذ 12 عاماً بعد أن قضت أجمل أيام حياتها معه قبل الزواج.. لتؤكد فى دعواها أنها اكتشفت الوجه القبيح له بعد الزواج بثلاثة أشهر فقط، وأنه رجل يعشق جمع الأموال أكثر منها ومن أولاده الثلاثة وكاد المتهور البخيل حسبما وصفته أن يصيب نجله الأكبر ذا العاشرة أعوام بعاهة مستديمة فى وجهه بسبب إنفاقه «جنيه» مصروفه المدرسى. روت منيرة مأساتها والدموع تنهمر من عينيها: منذ 12 عاماً تقدم فاروق لخطبتى من والدى وكان ميسور الحال ولديه وظيفته وشقته، وكان يتعامل بأدب زائد فعند زيارته للمنزل كان يحضر معه كم كبير من الهدايا تبهرنى. وتابعت : بعد3 شهور من الزواج اتضح لى أننى أعيش مع رجل آخر وتحاملت على نفسى، وبعد أن رزقنا الله بثلاثة أطفال امتد بخله إليهم وازدادت معاناتى وحرصى على عدم ترك المنزل لتربية الأبناء، ولكى لا يعيشوا مشتتين بين أب وأم منفصلين.. فزوجي لا يهتم إلا بجمع الأموال، وقصت واقعة قبل أن يرزقهما الله الأطفال فتقول إنها تعرضت لمرض شديد ورفض الزوج أن يصطحبها للطبيب أو إحضاره للمنزل لكى لا يدفع ثمن العلاج! قالت: تركت منزل الزوجية عدة مرات قبل أن تنجب أولادها وبعد الإنجاب بسبب بخله الشديد عليها وعلى أولادها وتعمده إهانتها ويعاقبها وأولادها إذا أسرفوا، ولم يكتف بذلك بل يضربها إذا فعلت شيئا يجعله ينفق أموالاً يدخرها بالمنزل، ولكنها كانت مضطرة للعودة للمنزل مرة أخرى بعد أن تهدأ وتجلس مع والدتها وأهلها، وكان كلامهم يقع عليها كمفعول المخدر، وخاصة بعد أن تستمع لنصائحهم وأهمها نصيحة والدتها: «اصبرى واستحملى ده كله ليكى ولعيالك». وأصرت الزوجة على الطلاق بعد يوم مشئوم كادت فيه أن تفقد أحد أطفالها. وروت الزوجة تفاصيل اليوم المشئوم الذي أصرت بعده على الطلاق قائلة: عاد ابنى من المدرسة خائفاً من رد فعل والده، فقد أنفق المصروف جنيه ولكنه أخبر والده أنه اشترى حلوى مع أصدقائه فى المدرسة وأنفق الجنيه، فانهال عليه بالضرب وكأنه ارتكب جريمة ولم يكتف بذلك بل أمسك بمقص كان بجواره وقذف به ابنه وأصابه فى عينه وكاد أن يتسبب له فى عاهة مستديمة.. ومنذ تلك للحظة تركت المنزل ورفضت أى محاولات للصلح لتشير إلي ان زوجها ليس فقيراً لكى يجعلها تمد يديها وتتلقى مساعدات من أهلها. واتجهت منيرة إلى محكمة الأسرة، وأقامت دعوى طلاق لتؤكد أنها أصبحت كالسجينة وأن الطلاق سيمنحها حريتها، وقالت إنها ليست على استعداد لتحمل بخل زوجها أكثر من ذلك حتى لو عاشت بعد طلاقها منه على المعونات والمساعدات، فلها مبررها ولكنها تعيش مع رجل يكنز الأموال التى لا حصر لها، ويحاول قتل ابنه بسبب «جنيه» هل هذا يعقل.. أريد الطلاق.. أريد الحرية، أريد الحياة لى ولأولادى ونظرت إلى القاضى تستعطفه كى يمنحها العدالة.