لا يخلو حى فى أى مدينة منهم، ولا تجد صعوبة فى تمييزهم، قبعة ومقشة وقطعة كرتون تحركهم، أما عددهم فيقدر بنحو 2 مليون عامل نظافة، يرفعون 90 ألف طن من الزبالة يوميا. 30% منهم بالقطاع الحكومى تابعون للمحليات وهيئة النظافة والتجميل بمتوسط أجر 700 جنيه، و70% بالقطاع الخاص بمتوسط 500 جنيه شهرياً، ينقسمون إلى عمال جمع مخلفات مساكن وكنس شوارع ورفع مخلفات تجارية وصناعية، يتجولون صباحاً ومساء، ورديات عملهم تبدأ من ال 7 صباحاً وحتى نفس الوقت من اليوم التالى، لا يتحدثون عن معاناتهم فملامحهم كفيلة وحدها بكشف معاناتهم، تقسو عليهم الظروف، يقهرهم تجاهل المسئولين، وأبناؤهم لا يستحقون المناصب، رغم أنهم أصحاب مهنة قدستها بعض الدول المتقدمة وشيدت لهم اليابان التماثيل، ولقبتهم بنجوم النظافة، أما فى مصر فيطلق عليهم «زبالين». تفترسهم كل أمراض الدنيا.. كبد وبائى وسكر وضغط وجرب وجيوب أنفية، وغيرها من الأمراض المستعصية والمزمنة، وإذا سقط أحدهم لا يجد سوى بلاط المستشفى العام يفترشه حتى يأتى طبيب ويسأل عنه.. أو يكشف عليه. أما التأمينات فحدث ولا حرج.. لا يخضعون لأى أنواع من التأمين، وليس لهم معاش إلا من يعمل فى القطاع الحكومى. معاناتهم تتجدد يومياً، وفى كل فصول السنة يضعون أياديهم يومياً فى مستعمرة الأمراض ليخلصوا المجتمع من نفاياته، ومع ذلك تلاحقهم نظرات الازدراء التى تجعلهم دائماً خارج قائمة العدالة الاجتماعية، فالدولة تفترسهم، والشركات الخاصة تستنزف ما تبقى منهم. «الوفد» عاشت مع عمال النظافة فى شوارع القاهرة والجيزة وتحدثت إليهم، فاسترسل عم رمضان وشرح حجم المعاناة التى يرونها يومياً لعل أحد المسئولين ينظر إليهم بعين الرأفة، أما زميله صبحى فتركنا ومضى فى طريقه يتمتم بكلمات قاسية: «مهما كتبتم محدش هيسأل فينا»، أما حسن فتحدث عن غياب الوعى الحضارى عند المواطنين، وقسوة الظروف التى جعلت من حملة المؤهلات عمال نظافة، ومحمد الذى تسرب القلق إلى قلبه بعد علمه بانتهاء عقد الشركة التى يعمل بها مع الحكومة. متاعب يومية وأجور متدنية وعمال النظافة شريحة من العاملين تقوم بدور حيوى فى مجتمعنا تشعر بهم حينما تتراكم المخلفات بالشوارع ولا يخطرون ببال أحد حينما تكون الشوارع فى أزهى صورها. فغالباً ما يكونون أول الحاضرين قبل زيارة المسئولين للتنظيف، وآخر المدعوين لرفع ما تبقى من آثار الزيارة. رمضان عبدالشافى «64 عاماً» لجأ للعمل باليومية فى شركة إنفرو ماستر للنظافة بالقاهرة الجديدة مقابل 17 جنيهاً يومياً، فمعاشه الذى يحصل عليه من التأمينات لا يكفى: «أسكن بمنطقة دهشور التابعة لمركز البدرشين بالجيزة نتجمع فى الساعة السابعة لتأتى عربية المقاول ويتم توزيعنا على الأحياء بمنطقة الشيخ زايد نبدأ العمل من الساعة ال 8 صباحاً وحتى ال 3 عصراً، واليوم ب 17 جنيهاً ومفيش إجازات». كانت أعراض الشيخوخة تظهر على «رمضان» وهو ما جعله يستريح على الرصيف: «إحنا مالناش علاج أو تأمين المريض بيعالج نفسه على حسابه الخاص». سألناه عن عيد العمال وما هدية الدولة للعاملين فى قطاع النظافة، فقال: «نريد المرتبات تزيد، والتأمينات للعاملين بالقطاع الخاص علشان العامل المصاب مش بيعرف يأخد حقه من الشركة لأنها ببساطة لا تعرف عنه شيئاً». حسين محمد «74 عاماً» جاء بصحبة رمضان فمعاشه 650 جنيهاً بعد أن أنهى خدمته كخفير شرطة: «5 كيلو مترات مربعة هى نطاق عملى وثلاثة عمال آخرين من نفس عمرى، يوم إجازة يعنى مفيش فلوس، بننزل فى العيد علشان نأخد العيدية من الجيران» ظهرت علامات التعب على عم رمضان سريعاً ورغم تقدمه فى العمر فكان يخشى الحديث معنا: «والنبى يا ابنى بلاش تكتب اللى قولناه علشان الشركة متقطعش عشنا». مصير مجهول عرفاناً من الدولة بجميلهم، تركتهم يلقون مصيراً مجهولاً، وبحثاً عن لقمة العيش يتنقلون من شركة إلى أخرى ومن مقاول إلى آخر، فالظاهر أمام أعين الجميع ولا تخطئه العين أن عمال النظافة يعيشون حياة بائسة فى أم الدنيا. محمود أحمد «38 عاماً» يعمل بشركة «أما العرب» الإيطالية التى ينتهى تعاقدها فى عام 2017 بدا عليه القلق فكل يوم يمر يقربه من نهاية العمل: «5 آلاف عامل فى انتظار الانضمام لقائمة المشردين بحلول عام 2017 ولا نعرف لنا مصيراً، ويا ريتها تيجى على آخر السنة مفيش استقرار فى العمل، المشرفين بإمكانهم طرد أى عامل فى أى وقت». وعن مرتبات العاملين فى الشركة التى كثيراً ما يصرح المسئولون بالتزام الدولة بالحد الأدنى للأجور: (مفيش عندنا حد أدنى المرتب على الورق 1200 جنيه واللى بنأخده فى أيدينا 600 جنيه، والسبب أن الشركة تصرف مقشات وملابس «زى رسمى» للعاملين ومواصلات لتوصيلهم لمنازلهم، ورغم ذلك نصبر جميعاً على المرتبات الضعيفة). عيد العمال بالنسبة لهم يوم عادى كباقى أيام السنة، لا راحة ولا مكافآت، الدولة لا تهتم إلا بالعاملين فى القطاع العام، أما عمال القطاع الخاص فلهم الله، مفيش مكافآت أو حوافز، أتمنى من المسئولين إجبار الشركات على التأمينات، حتى نجد معاشاً بعد سن الستين. أما سعاد طفلة صغيرة، أجبرتها الظروف القاسية أن تتجه للعمل باليومية، بعد أن أصيب والدها فى حادث سير وتم بتر قدمه: «نظرة الناس لعمال النظافة تحزن، الناس بتتكلم معايا وكأننى مولودة فى الشارع مليش أهل ولا عندى إحساس ومن حقهم إهانتى كما يحلو لهم ويلقون أكياس القمامة بعيداً عند الصناديق لزيادة معاناتنا».. تبكى سعاد فى حديثها وعلى حالها، كطفلة لم تحصل على حقها فى السعادة: «الصبح نبدأ فى كنس الشوارع وآخر النهار المشرف يمر علينا ليتأكد وفى بعض الأوقات يتحجج بأننا لم نعمل بشكل جيد فيخصم من اليومية». ويتحدث أمين حسن، نقيب العاملين بالنظافة عن حقوق العاملين بالنظافة التى دائماً ما تجاهلتها حكومات ما قبل الثورة وبعدها، قائلاً: «عامل النظافة فى مصر خارج حسابات المسئولين رغم أنهم أهم قطاع فى مصر، متوسط أجر العاملين من 500 و700 جنيه يعملون 8 ساعات يومياً، منهم يعمل بالجمع السكنى حسب الكثافة السكانية «من 300 و350 شقة فى المتوسط»، أما عامل الكنس فيعمل فى نطاق 2 كيلو متر مربع، وهناك من يعمل فى فرز المخلفات لصالح الشركات الخاصة والبالغ عددها حسب السجل التجارى 8 آلاف شركة، جميع هؤلاء لا يخضعون للتأمين الصحى أو تحت مظلة التأمينات الاجتماعية»، مؤكداً أنهم يرفعون 90 ألف طن قمامة يومياً، وذلك حسب ما قمنا بحسابه بناء على عدد سكان مصر والبالغ عددهم 90 مليون مواطن، حيث يبلغ نصيب الفرد من المخلفات نحو 2٫5 كيلو جرام يومياً. ويكشف نقيب العاملين بالنظافة ل الوفد» عن عزمهم تأسيس نقابة لعمال النظافة، قائلاً: «نقوم بإعداد مشروع إنشاء نقابة مهنية للعاملين فى هذه المهنة حتى تكون الحقوق الممنوحة لنا قانونية وسنعرضها على الحكومة، ثم مجلس النواب، وسنطالب فيها بتأمين صحى شامل وتطبيق الحد الأدنى للأجور، وهذه أبسط هدية تمنحها الدولة لعاملى النظافة». عمال المعمار حياة شاقة بين السماء والأرض مع شمس كل يوم جديد هناك طائفة تعمل تحت الشمس منسية.. لا يشعر بمعاناتها أحد.. لا يشغل بالهم لهيب شمس الصيف، ولا زمهرير الشتاء.. وفى نهاية يوم شاق يلقون بأجسادهم لترتاح على الأرض فى شقة مزدحمة تضمهم حتى لو زاد عددهم على عشرين. وفقاً للتقديرات غير الرسمية يبلغ عددهم 250 ألف عامل وأغلبهم يعانى أمراضاً مستعصية، ولكنها لم تقتل عزمهم على مواصلة العمل، فهناك أسر معلقة فى الرقاب تنتظر أجرة كل يوم لتسد أبسط متطلبات الحياة. الخطير أن وزارة القوى العاملة عجزت حتى الآن عن رصد أعدادهم أو حتى حماية أبسط حقوقهم من رعاية صحية أو مكافأة نهاية الخدمة، كما تغاضت عن حمايتهم هيئة السلامة والصحة المهنية، وجعلتهم فريسة سهلة للشركات والمقاولين يستنزفون ما منحهم الله من صحة حتى يلقوا ربهم، إما بإصابة أو عاهة أو عجز تام أو مرض قاتل يؤدى إلى الموت. قصص مؤلمة لن تسمعها إلا منهم، من يراهم فى عملهم يشعر وكأنهم امتلكوا الصحة فى جسدهم، وفى حقيقة الأمر فكل منهم بداخله كشكول آلام، فإسماعيل يصعد الأدوار العليا بعين واحدة، فهو لا يرى سوى بالعين اليمنى، وحسن يعد الأيام حتى تشفى يده بعد إصابتها ويعود للعمل ويرد ما اقترضه من الأقارب، أما صبحى الذى تسرب الورم إلى جسده وظل طريح الفراش 6 أشهر لا يجد ما يعين أسرته على أبسط متطلبات الحياة، وخلف الذى يرى أبناءه كل 3 أشهر فقد ترك قريته بالصعيد، فقد ضرب الشيب رأسه وهدت الأيام جسده الضعيف، ومع ذلك ما زال يعمل رغم اقترابه من الستين. «الوفد» تجولت فى المناطق العمرانية الجديدة بالتجمع الخامس ومدينة الشيخ زايد لترى وتسمع هموم طائفة لا يستقر مصدر رزقها، لا تسمح الحياة لهم إلا بهامش بسيط سقطوا فيه تماماً من اهتمام الدولة وخرجوا من منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية. العمود الفقرى ويعد نجار المسلح العمود الفقرى لطائفة المعمار، فمن خلاله تبدأ أولى خطوات رحلة التشييد، أو كما قال أحدهم نحن خيط الأمل لعامل المحارة والبنا والنقاش وغيره الكثير من العمال. ففى السادسة صباحاً يستيقظ حسن إسماعيل «نجاح مسلح» ليلحق بزملائه فى موقع العمل، فالمقاول ما يعرفش أبوه. قال «حسن» ل«الوفد»: أسكن فى منطقة أبوزعبل ويبدأ تجمعنا أنا ومن يعملون معى فى نفس المبنى فى السادسة والنصف صباحاً ونصل التجمع الخامس فى السابعة والنصف صباحاً ونستمر فى العمل حتى الساعة الخامسة عصراً. ويضيف «حسن»: نحن كنجارين مسلح نقوم بتخشيب المبنى ورسم الأعمدة، يومية العامل حسب الخبرة والسرعة والمهارة، وتتراوح ما بين 100 و120 جنيهاً، ويوم فى شغل ويوم لا. «مفيش حد بيسأل فينا» كلمات قالها حسن بحسرة، وتذكر حين أصيب أثناء العمل بعد سقوطه على يده من أعلى «السقالة»، ويومها جلس شهراً فى البيت يستلف من أصحابه وجيرانه، ولما رجعت الشغل كنت بشتغل علشان أسدد الفلوس وأصرف على أولاى الثلاثة، والمهنة رغم تعبها وقسوتها، مش بنلاقيها، فالشغل 3 أيام والباقى راحة علشان الحداد المسلح يكمل باقى الشغل. حامد محمود «47 سنة» بدأ العمل فى المعمار منذ 32 عاماً فهو لا يعرف الراحة أبداً، كل أيامه شقاء: «جئت من المنصورة باتصال من المقاول، فيطلبنى عند الحاجة، وأنام عادة فى الكشك الخشب فهو مصير المغترب ألقى به جسدى من عناء يوم شاق ويشاركنى فيه 8 أشخاص أو أكثر». ويتابع «حامد»: حياة قاسية مغتربين فى بلادنا نعمل شهراً ونعطل شهراً، فالمعمار فى مصر حاله نائم لارتفاع أسعار الحديد، ونظل نعمل فى تلك المهنة حتى خروج السر الإلهى أو الإصابة والتقاعد بعجز إجبارى.. عاهة يعنى لا سمح الله.. وكل واحد منا فى رقبته كوم لحم. أحمد محمود الطور، صبى عمره 15 سنة ألقت به الظروف إلى عمل الرجال، ينتظر كل صباح مع باقى العمال فى أبوزعبل عربية المقاول لتلقى بهم فى نار الشغل. يقول «أحمد»: مهمتى شيل الحديد المقطع للعمال واليومية 35 جنيهاً. ويواصل: بعد وفاة أبى الذى كان يعمل بالمهنة لم أجد سبيلاً لحماية أسرتنا سوى الخروج من الدراسة لأواصل مشوار أبى، وفى رقبتى الآن 3 بنات. إسماعيل عبدالله، جاء من السنبلاوين بعين واحدة، فعينه اليسرى لا أمل فى شفائها، كما أخبره الأطباء، ومع ذلك يستمر يعمل من السادسة صباحاً حتى الخامسة مساء، وإذا هاجمه المرض وتعرض لأى وعكة لا يمكن الخروج للعمل، فصاحب العمل أو المقاول يقول لهم: «اللى تعبان يقعد فى بيته». الحاج صبحى إسماعيل يعمل مبيض محارة منذ 25 عاماً لم يخطر فى باله بأن مرضه سيكون سبباً فى زيادة الحمل على أكتافه مع تقدمه فى العمر. يقول «صبحى»: هاجمنى الورم وذهبت لإجراء الفحوصات بمعهد الأورام وأجريت عملية جراحية، وجلست على أثرها فى البيت 6 أشهر، وقتها تراكمت الديون فوق رأسى ولم يساعدنى فى تلك الظروف أحد، ورغم تقدمى فى السن عدت للعمل لأسدد ديونى، ولم تشفع لى سنى عند أحد، فساعات العمل كما هى من السابعة صباحاً وحتى الخامسة وربما تمتد فى بعض الأوقات، ويتراوح دخل أى شخص يعمل بالمحارة ما بين 70 و100 جنيه حسب خبرته. أما حمدى درويش «مبيض محارة» ترك سوهاج للبحث عن عمل بالعاصمة، فالمعمار والتنمية فى الصعيد تكاد تكون معدومة وهو ما دفع زملاءه أيضاً إلى ترك أسرهم للبحث عن لقمة العيش: «15 سنة فى المهنة مشفناش منها غير التعب، فلا تأمينات، واليومية ضعيفة، نصفها يذهب إلى الأكل والشرب ودفع الإيجار، فكل 8 عمال يستأجرون شقة يسكنون بها لحين انتهاء العمل، ومعظمنا يبحث عن فرصة للسفر، لأن المعمار فى البلد نايم». ويكمل حمدى: «أتمنى أنا وباقى العاملين بالمعمار أن تنظر إلينا الدولة بنظرة عطف، يا ريت معاش للإصابة وللتقاعد، مين يقول إن الانسان يشتغل بعد ما كبر فى السن ووصل للستين فى ظروف تلك المهنة؟!». عبدالحكم النزهى «نقاش» جاء من المنيا باتصال من المقاول «تعالى ربنا بعت رزق» فيعد عبدالحكم أمتعة السفر ولا يعود إلى قريته إلا بعد 3 شهور، ويحصل عبدالحكم على يومية 100 جنيه، ينفق منها على مصاريفه الشخصية وإيجار الشقة ويدخر الباقى، فحسب قوله: «محدش عارف الدنيا مخبية إيه.. أعانى من التهاب الجيوب الأنفية ورغم ذلك أعمل فى دهان الحوائط والأسقف وأصرف شهرياً دواء بقيمة 100 جنيه، لم نسمع أحداً من أعضاء البرلمان أو الحكومة ذكرنا فى حديث له رغم أننا نمثل قطاعاً كبيراً من الشعب. خارج دائرة الضوء إحصائية عن هذا النوع من العمالة صعبة لعدم انتظامها، هكذا بادرنا دكتور مجدى عبدالفتاح مدير مركز البيت العربى لبحوث الدراسات الاجتماعية والاقتصادية حينما سألناه عن عدد العمالة فى المعمار، قائلاً: «ليس لدينا أو لدى الدولة إحصائية دقيقة بعدد العمالة غير المنتظمة، خاصة فى مجال المعمار والرقم الأخير الذى تم تسجيله 250 ألف عامل فقط وهذا الرقم غير دقيق، فلدينا عمالة تعمل فى ليبيا والعراق وسوريا معظمها جاء بعد انهيار تلك الدول، وأعتقد أن عددهم يصل إلى مليون ونصف المليون عامل، وجميعهم دون تأمينات أو معاشات لأسباب كثيرة أهمها أن علاقة العامل بالمقاول أو الشركة تنتهى بانتهاء البناء وذلك لإخلاء مسئوليته من التأمينات وتعويضات الإصابات. ويوضح «مجدى» أن معظمهم من صعيد مصر وأعمارهم تتراوح ما بين أقل من 18 سنة وحتى الثلاثينات والأعمار الأكبر أغلبها يتقاعد للإصابة أو عدم القدرة على العمل. ويلفت «مجدى» إلى غياب دور وزارة القوى العاملة وهيئة السلامة والصحة المهنية فى حماية العاملين من أبسط حقوقهم. ويضيف: إنهم يعملون فى ظروف جوية صعبة لا يتم تطعيمهم ضد الضربات الشمسية أو الأمراض الصدرية، وجميع الشركات تتهرب من إبرام العقود مع العاملين لتتنصل من مسئوليتها. ويكمل مجدى: «كل تلك الإخفاقات جعلت الدولة تتحمل الكثير، فالعامل الذى يصاب تتحمل أسرته نفقات العلاج ثم ترميها على الدولة فى صورة علاج على نفقة الدولة، وتتنصل الشركات من مسئوليتها».