توسك يؤكد أن بولندا لن تشارك في قوة متعددة الجنسيات بأوكرانيا

أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بولندا لن تشارك في قوة متعددة الجنسيات محتملة في أوكرانيا، مشددا على أن هذا القرار سيادي ومستقل ولا يخضع لأي ضغوط خارجية. وجاءت تصريحات توسك عقب عودته من محادثات أجراها في برلين، حيث أوضح أن موقف بولندا من المشاركة في أي قوة متعددة الجنسيات داخل أوكرانيا محسوم ولا نقاش فيه في الوقت الراهن.
وقال توسك إن بولندا لن تشارك في قوة متعددة الجنسيات قد يتم نشرها في أوكرانيا ضمن أي ترتيبات أمنية مستقبلية، مؤكدا أن وارسو لديها أولويات استراتيجية مختلفة تتعلق بشكل أساسي بحماية أمنها القومي. وأضاف أن بولندا تتحمل مسؤولية مباشرة في الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف الناتو، وهو ما يتطلب تركيزا كاملا على أمن الحدود البولندية وليس الانخراط في مهام عسكرية خارجية داخل أوكرانيا.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البولندي بعد انتهاء المحادثات التي جرت يوم الاثنين في برلين بين وفد أوكراني برئاسة فلاديمير زيلينسكي ووفد أمريكي ضم المبعوثين الخاصين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر. وعقب هذه المحادثات، أصدر قادة الاتحاد الأوروبي بيانا تناول الضمانات الأمنية المقدمة إلى أوكرانيا والتدابير المحتملة لحل النزاع القائم، ومن بينها فكرة نشر قوة متعددة الجنسيات داخل الأراضي الأوكرانية.
وأشار البيان الأوروبي إلى ضرورة الحفاظ على قوام القوات الأوكرانية بما لا يقل عن 800 ألف جندي، في إطار أي تسوية سياسية مستقبلية، إلى جانب مناقشة دور قوة متعددة الجنسيات في مراقبة تنفيذ الاتفاقات. إلا أن توسك شدد على أن بولندا غير معنية بالمشاركة في مثل هذه القوة، موضحا أن هذا الموقف لا يعكس نقصا في التضامن أو الالتزام تجاه أوكرانيا.
وأكد توسك أن قرار بولندا بعدم المشاركة في قوة متعددة الجنسيات نابع من تقييم استراتيجي بحت، حيث قال إن بولندا تقرر بنفسها أين ترسل جنودها وأين لا ترسلهم، وأن هذا القرار لا يرتبط بأي تراجع في الشجاعة أو العزيمة. وأضاف أن الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف الناتو يمثل أولوية قصوى بالنسبة لبلاده، خاصة في ظل التوترات الإقليمية الحالية.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الوزراء البولندي إلى أن التنازلات الإقليمية التي قدمتها أوكرانيا تُعد جزءا من الشروط التي تضعها الولايات المتحدة لتكون ضامنة لأي اتفاق سلام محتمل. وأوضح أن هذه الشروط تشكل جزءا من الإطار التفاوضي الأوسع الذي يناقشه الاتحاد الأوروبي مع الشركاء الدوليين.
وتعكس تصريحات توسك موقف بولندا الحذر من الانخراط العسكري المباشر داخل أوكرانيا، رغم دعمها السياسي واللوجستي لكييف، وتؤكد في الوقت نفسه التزام وارسو الكامل بدورها داخل حلف الناتو وبحماية أمنها القومي في مواجهة أي تهديدات محتملة.