نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في 19 يناير عام 1982، تقريراً يتحدث عن مخاوف إسرائيل من قيام مصر بإعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وجرى نشر التقرير تحت عنوان "الإسرائيليون يطالبون المصريين بإعادة ترسيم الحدود قليلًا». تناول التقرير، مطالبة إريل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي حينذاك، بإعادة ترسيم الحدود بين مصر وإسرائيل، وعلاقة جزيرتي تيران وصنافير بذلك. وقالت الصحيفة إن إسرائيل طالبت مصر في يوم 19 يناير بتغيير بسيط في حدودها لتجنب تقسيم مدينة رفح الفلسطينية بعد عودة سيطرة الحكومة المصرية على سيناء في أبريل، في أعقاب انسحاب آخر القوات الإسرائيلية منها بموجب معاهدة كامب ديفيد. وتابعت الصحيفة الأمريكية أن شارون طالب ب«ترسيم الحدود حول رفح وليس خلال أرضها»، حتى تصبح المدينة كلها داخل حدود قطاع غزة، كي تبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت أن إسرائيل طالبت مصر والولايات المتحدة بتخصيص موقع دائم للقوى الدولية في سيناء، على جزيرة تيران، لمراقبة جزيرتي تيران وصنافير اللتين تحكمان مضيق العقبة. كما أكدت الصحيفة الأمريكية أنه تم نقل الجزيرتين من المملكة العربية السعودية إلى السيطرة المصرية في عام 1950 خشية من محاولة إسرائيلية للاستيلاء عليهما، ومن أجل تعزيز الموقف العسكرى العربى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، نظرًا لموقع هاتين الجزيرتين الاستراتيجى، فقد وافقت المملكة العربية السعودية على وضعها تحت تصرف الإدارة المصرية، من أجل دعم الدفاعات العسكرية المصرية فى سيناء، ومدخل خليج العقبة. وقالت الصحيفة إن الجزيرتين سقطتا تحت الاحتلال خلال حرب 1967، وإن ولي العهد السعودي حينذاك فهد بن عبدالعزيز أعلن أنه سيطالب بإعادة الجزيرتين للسيادة السعودية، بعد استرداد مصر لسيناء كاملة في أبريل من عام 1982. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أعربت وقتها عن مخاوفها من محاولة مصر إصلاح العلاقات مع السعودية، بإعادة الجزيرتين. وقال التقرير «أبلغت إسرائيل، الحكومة المصرية بوضوح أن نقل ملكية الجزر للسعودية مرة أخرى سيكون خرقًا لمعاهدة كامب ديفيد». وأوضح مسئولون إسرائيليون للصحيفة «الخريطة الملحقة باتفاق السلام توضح أن الجزيرتين تقعان في نطاق المنطقة «ج» التي تستلزم وجود قوات دولية وشرطة مدنية مصرية فقط، وبما أن السعودية لم تكن أحد الموقعين على المعاهدة، وتعارضها في الحقيقة ولن نسمح للسعودية بالسيادة على الجزيرتين. لقد حاربنا مرتين من أجل حقوق الملاحة في المضيق، ولا نريد أن ندخل حربًا ثالثة».