عدد من الزيارات الهامة، قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم في يونيو 2014، يسعى من خلالها إلى استعادة الريادة المصرية من جديد، وتوطيد علاقته بدول العالم، لاسيما منطقة شرق آسيا، التي يخصها بجولة جديدة. غدًا يتوجه الرئيس إلى كوريا الجنوبية، يختتم بها جولته الآسيوية التي بدأت ب«كازاخستان»، ثم اليابان، والتي تأتي بالتزامن مع إتمام مصر وكوريا 20 عامًا من التعاون المشترك، وهو عمر العلاقات الدبلوماسية بينهما. وأكد دبلوماسيون وخبراء سياسيون أهمية زيارة السيسي إلى كوريا، وأنها ستكون اقتصادية بحتة، لتسويق طرق الاستثمار في محور قناة السويس، وتبادل الخبرات الكورية في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتعليم. السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن الرئيس السيسي يسعى خلال جولاته الخارجية إلى التوجه بشكل كبير في منطقة شرق آسيا، من أجل التواصل مع الدول الكبرى، وفتح آفاق اقتصادية جديدة، وضخ استثمارات جديدة بها، لاسيما أن كوريا الجنوبية تعد من أقوى الدول الآسيوية. ووصف زيارة الرئيس إلى كوريا، بأنها اقتصادية في المقام الأول، لبحث سبل ضخ الخبرات والاستثمارات الفنية اليابانية، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم كافة، مؤكدًا أن الزيارة لن تشمل أي محور سياسي. ووصف جمال أسعد، الخبير السياسي، زيارة السيسي إلى كويا الجنوبية بالمهمة، وأنها جاءت في توقيت مناسب، تماشيًا مع السياسة الخارجية التي اتبعها الرئيس السيسي في شرق آسيا للتخلص من التبعية للولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف، أن زيارت الرئيس إلى دول شرق آسيا بما فيهم كوريا الجنوبية، تعمل على إعادة دور مصر الريادي، لاسيما أن كوريا الجنوبية أحد الدول الآسيوية المهمة، التي ستككل حلقات مسلسل الانفتاح المصري على الخارج. وأشار إلى أن الزيارة تفيد مصر في مجال التعليم والتكنولوجيا، وأيضًا التسويق للاستثمارات الكورية في محور قناة السويس، والاتفاقيات الاقتصادية في مجالي الطاقة والتكنولوجيا، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه الجولة ليست مجرد زيارات فقط، ولكن لا بد من تفعيل كل الاتفاقيات التي يتم إبرامها حتى تسطتيع مصر تحقيق الاستفادة القصوى منها. وصرح «جونج كوانج كيون» سفير جمهورية كوريا في القاهرة، بأن زيارة الرئيس السيسي ل«سول» ستعمل على جذب انتباه المستثمرين الكوريين المهتمين بفرص الاستثمار المحتملة في مصر، بحيث سيكون بمثابة نقطة تحول تفتح فصلاً جديدًا من التعاون بين كوريا ومصر في السنوات المقبلة. ولفت إلى أن مصر لديها ثروة بشرية هائلة، ويبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، يشكل الشباب من هم أقل من 30 عامًا ما يقرب 60٪ من إجمالى عدد السكان، و هو ما يمثل المحرك الرئيسي للنمو والازدهار في السنوات القادمة. وأوضح السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية, أن السيسي هو أول رئيس مصري يسعى نحو تنويع علاقات مصر الخارجية, مشيرًا إلى زيارات الرئيس إلى دول شرق آسيا لاسيما كوريا الجنوبية، تهدف في المقام الأول إلى خلق شراكات مع القوى الفاعلة في العالم. ولفت إلى أن الزيارة، تسعى إلى الاستفادة من تدريب الكوادر المصرية، ونقل الخبرات الكوريةإلى القاهرة, وإعادة هيكلة التعليم, والتعاون في مشروعات الطاقة المتجددة, وهو ما تحتاج إليه مصر الأن. وقال سعيد اللاوندي، الخبير بالشئون الدولية, أن زيارة الرئيس غدًا إلى كوريا الجنوبية تؤكد على سياسة الانفتاح على العالم التي ينتهجها منذ توليه منصب الرئاسة, والمتمثلة في الوقوف على مسافة واحدة من الدول كافة. وأشار إلى أن زيارة السيسي إلى كوريا الجنوبية لا تهدف فقط لتوقيع مذكرات تفاهم وعلاقات ثنائية مشتركة, بل إقامة شراكة اقتصادية, والتعاون في المجال التكنولوجي والالكترونيات, وتنمية إقليم قناة السويس، مضيفًا أن جولة الرئيس هذا الإسبوع في شرق آسيا, جاءت للاستفادة من تجربة النهضة في تلك الدول.