بعد الثورة.. شباب يهربون من المدن الجديدة! شيرين فرغلي منذ 1 ساعة 31 دقيقة انفلات أمني أو غياب أمني لا يُهم.. فالنتيجة واحدة.. وهي "خايف أسيب مراتي لوحدها بعيد كده ومفيش أمان.. هبيع الشقة وأرجع تاني لزحام القاهرة". هذا هو لسان حال الكثير من الشباب من ساكني المدن الجديدة بعد الثورة، بعد انتشار عمليات السرقة، مما أدى إلى تخوف الشباب من الاستمرار في السكن فيها، وكانت النتيجة أن قرر كثيرون منهم الهروب إلى القاهرة ليشعورا بمزيد من الأمان. فبعد أن جذبت مدن مثل الشيخ زايد و6 أكتوبر والعبور..، الكثير من الشباب خلال السنوات الماضية كونها تتناسب مع إمكانياتهم المادية، وجد هؤلاء أنفسهم "عايشين في رعب" خلال الشهور الماضية، خاصة أن غالبية المدن الجديدة ما زالت في مرحلة البناء ولم يكتمل منها إلا جزء بسيط. .. فكيف كان تصرف هؤلاء الشباب؟! إيجار قديم أحمد ممدوح، 27 سنة، والذي يستعد للزواج بعد شهور، يقول: "كنت قد اتفقت بالفعل مع والد خطيبتي على شراء شقة في المشروع القومي لإسكان الشباب في مدينة 6 أكتوبر، وذلك لأن مقدمها يتناسب مع إمكانياتي المادية، كما أن أقساطها بسيطة مقارنة بأي شقة أخرى داخل القاهرة، لكن بعد الثورة وما سمعنا وقرأنا من حوادث سرقة واختطاف في هذه المناطق، أصابتني حالة من الرعب والقلق من السكن في أكتوبر، وكان ذلك أيضا شعور خطيبتي وأهلها، خاصة أن طبيعة عملي تتطلب تواجدي أغلب الوقت خارج المنزل، مما سيضطرني لترك زوجتي وقت طويل بمفردها". يكمل أحمد: "وجدت نفسي في مشكلة حقيقية، لذلك قررت أن أسكن في أي مكان داخل القاهرة لكي أكون مطمئنا على زوجتي، وكان الحل في أخذ شقة إيجار قديم في القاهرة بدلا من شراء شقة بأكتوبر، وبالرغم من أن ذلك كلفني كثيرا ولم أكن مستعدا له، إلا أنني لم أجد حلا غيره، وبالفعل قمت منذ أيام بتأجير شقة في منطقة الهرم". "عايش في رعب" ويقول محمد عادل، 25 سنة: "أنا بالفعل أسكن في مدينة الشيخ زايد مع زوجتي منذ سنتين تقريبا، وبالرغم من وجود عدد معقول من السكان مقارنة بباقي المدن الجديدة؛ إلا إنني منذ قيام الثورة وما تعرضنا له من رعب وليالي صعبة، وأنا أشعر بالقلق والخوف كل يوم عندما أذهب إلى عملي وأترك زوجتي وابني بمفردهما في المنزل". ويضيف: "للأسف عمليات السرقة لا تتوقف، وكل يوم نسمع عن حادث سرقة سيارة أو شقة لأحد السكان المجاورين لنا، وكنت بالفعل سأتعرض للسرقة ولم ينقذني إلا الصدفة، حيث قام حارس العمارة ومعه مجموعة من حراس العمارات المجاورين بإمساك 3 أشخاص وهما بيسرقوا الشقة اللي قدامي، ومن وقتها وأنا قررت بيع الشقة والسكن في أي منطقة داخل القاهرة". الازعاج أفضل ويروي مصطفي حسن، 28 سنة: "فكرت كثيرا في شراء شقة في إحدى المدن الجديدة لأنها ستكون أرخص وأسهل من حيث طريقة الدفع ووجود تيسيرات كثيرة في طريقة السداد والمقدم، ولكن للأسف اكتشفت أن هناك عيبا خطيرا عند السكن في هذه المناطق وهو غياب عنصر الأمان عنها، وذلك لبعدها عن كل شيء مما يجعلها أكثر عرضة لعمليات السرقة، فلذلك لا يمكن أن أطمئن وأنا ساكن في منطقة شبه خالية من البشر، هذا بالإضافة إلى عدم وجود مواصلات إلا في أوقات قليلة مما يعني أنه لابد من وجود سيارة، وبالتالي سأحتاج إلى ضعف ما دفعته في مقدم الشقة لكي أشتريها". ويكمل حديثه: "لتفادي هذه المشكلات، وجدت انه لن أتمكن من السكن في المدن الجديدة، لأن الحياة هناك تحتاج إلى إمكانيات معينة على عكس ما يتخيل البعض، لذا قمت بشراء شقة في منطقة فيصل بالرغم ما فيها من زحمة وازعاج، إلا أنني سأكون أكثر طمأنينة، هذا بالإضافة إلى قربها من منطقة عملي مما يجعلني في غنى عن التفكير في شراء سيارة وتوفير الفلوس لتشطيب الشقة وفرشها". ... وأنت.. هل تتعرض لمثل هذه المشكلة؟