تسبب الفراغ الأمني الذي تعاينه البلاد في إيجاد حالة من الهوس لدي المصريين في شراء أي وسيلة ممكنة للدفاع بها عن الأنفس والممتلكات من البلطجية وعتاة الإجرام ونتيجة لذلك شهدت سوق الأسلحة الصوت أو الفشنك رواجا غير مسبوق مما أدي إلي ارتفاع أسعارها. وأمام أحد محلات بيع ذلك النوع من الأسلحة بوسط القاهرة تجمعت مجموعة كبيرة من المواطنين في منظر مثير لفضول المارة الذين تساءلوا عن سبب ذلك الزحام علي المكان ويجيبهم الواقفون في الطابور بسخرية بأنه فرن بلدي لبيع الخبز. وقال محمد علي طبيب أسنان إنه جاء خصيصا من بلدته أسيوط بصعيد مصر لشراء طبنجة صوت أو فشنك كما يسمونها وذلك بعدما حدث من انفلات أمني بالبلاد وانتشار أعمال النهب والسرقات والبلطجة في أنحاء الجمهورية مضيفا أنه فكر في شراء طبنجة ظنا منه أن تكون أرخص منها في أسيوط ولكنني وجدتها أغلي سعرا للأسف وعندما سألناه أن الصعيد به رواج لتجارة الأسلحة الحقيقية قال إن أسعارها ارتفعت بشدة بعد أحداث ثورة25 يناير وانه يمكن لبعض المحترفين في تصنيع وإصلاح الأسلحة بالصعيد تطوير بعض أنواع الطبنجات الصوت إلي سلاح حقيقي.ورفض محمد أحد البائعين في محل الأسلحة الحديث معنا بحجة الزحام وانشغاله في عملية البيع والاستبدال التي كانت وكأنها معركة طاحنة ورفض التعليق علي تساؤلنا عن أسعار بعض الأنواع بينما تطوع أحمد حسان أحد الزبائن الذين جاءوا لشراء السلاح بالإجابة بدلا منه قائلا: لابد للأسعار أن ترتفع في ظل الإقبال علي الشراء نتيجة الأوضاع الحالية من ظهور علني للبلطجية والمسجلين والهاربين من السجون للسطو والاستيلاء علي ممتلكات الناس وهناك غياب أمني شبه كامل في كثير من مناطق الجمهورية خاصة في القاهرة الكبري والإسكندرية. وأضاف الرجل الذي يقطن منطقة التجمع الخامس أن أغلب المناطق الواقعة علي أطراف القاهرة كالمدن الجديدة يعاني سكانها القلق والرعب الشديدين ليلا حيث استغل المجرمون عدم وجود دوريات المباحث في الشوارع وبدأوا في إرهاب المواطنين وأنا شخصيا قد تعرضت لإحدي الوقائع حيث كنت عائدا إلي منزلي ليلا وإذا باثنين من البلطجية يستوقفانني ويطلبان مني التخلي عن متعلقاتي الشخصية ولولا مرور سيارة بها بعض الشباب الشجعان لكانا أصاباني بالأسلحة البيضاء التي كانت معهما. وقال سلامة حسني أحد الشباب الذي يقطن بمدينة السادس من أكتوبر إنه جاء لشراء سلاح لزوج أخته الذي يعيش بالقرب منه حيث إنه يرجع من عمله ليلا بسيارته من مدينة نصر ويخشي علي نفسه من تعرضه للأذي لأن أحد زملائه استوقفه بلطجية وحاولوا الاستيلاء علي سيارته إلا أنه أخرج مسدس صوت وما ان رأوه إلا وفروا هاربين وبذلك أصبح المسدس الصوت من وسائل الدفاع عن النفس والتهديد باستخدامه ربما يمنع الاعتداء علي الشخص وأضاف أن الصوت الذي يحدثه مسدس الصوت يشبه تماما السلاح الحقيقي وكثيرا ما يهرب المجرمون عند سماعهم لإطلاق رصاص منه.من جانب آخر قال عبدالرءوف محمد مزارع إنه جاء من منطقة أطفيح لشراء قطعة سلاح للتهويش والدفاع بها عن أسرته في وجه المجرمين خاصة مع ظهور حالات سرقة المواشي والزراعات في منطقتنا ولكن المجرمين أحيانا يكتشفون الأمر وإذا ما عرفوا ذلك تكون الكارثة لأنهم يحملون أسلحة حقيقية تكاد تصل إلي البنادق الآلية مما دفع الكثيرين إلي البحث عن شراء السلاح الحقيقي الذي يتم تهريبه إليهم عن طريق المنافذ الصحراوية من عرب سيناء.وأوضح أحد تجار الأسلحة الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الأسعار يحكمها العرض والطلب مثلها مثل أي سلعة ونتيجة لزيادة الإقبال علي شراء الأسلحة الصوت ارتفعت أسعارها حيث وصل سعر المسدس الألماني من1600 إلي1800 جنيه والإيطالي من2050 إلي2200 جنيه أما التركي فأقلها سعرا لأنه أقل جودة فكان سعره ما بين600 و700 جنيه إلي أن وصل إلي1000 جنيه وهناك نوع نادر الوجود حاليا نتيجة لعدم الإقبال عليه ولخطورته لأنه يمكن بتطويره بصورة معينة يصلح لإطلاق الرصاص الحي وهو البلجيكي الذي يرتفع ثمنه إلي أكثر من2000 جنيه.