من الظواهر المؤلمة أن كل وزير بيقوم بعد تعيينه فورا باختيار عدد من المستشارين الجدد ليعاونوه في تسيير أمور الوزارة بالشكل اللي هو عايزه على الرغم من وجود مستشارين قدامي في وزارته بيستبقيهم ولو لفترة ليعلم منهم أخبار وسلبيات الوزير السابق وحاشيته .!. وكما هي العادة لاتوجد معايير واضحة في بلدنا لإختيار المستشارين...لذلك فأن معظم المستشارين بيتم اختيارهم إما من الأصدقاء أو الأقرباء أو المعارف أوعلى الأقل بلديات ..! وعلى رأى الفيلم إصحاب ولا بيزنس..! وباستثناء السادة أعضاء مجلس الدولة فأنه على حد علمي لا يوجد نص يحدد مهام المستشارين ولا رواتبهم. والمقابل المالي الذي يتقاضاه بعض المستشارين يصل الى عدة آلاف من الجنيهات شهريا بالإضافة الى عدة ميزات عينية مثل السيارات والسفريات للداخل والخارج وما قد يصاحبها من بدلات... ومن أغرب ما علمته عن مكافآت المستشارين هو مانشرته جريدة الفجر في الصفحة الخامسة عشر لعدد رقم 323 والذى جاء فيه أن وزير التعليم العالي في حكومة الحزب الوطني قام بتعيين عدد كبير من أصدقائه رؤساء الجامعات السابقين (يتقاضوا معاش وزير) وكان بيصرف لهم مكافآت تتراوح بين 17 و 27 الف جنيها شهريا...! بالاضافة لعدد من نواب رؤساء الجامعة السابقين (بيصرف لهم معاش نائب وزير) بيصرف لهم مكافآت شهرية تتراوح بين 12 و 17 الف جنيها...ومعظم هؤلاء غير متفرغين للعمل بالوزارة فقط بل بيقوموا بأعمالهم في جامعاتهم وبيتقاضوا مكافآت أخرى وحافز الجودة واللي عانده كتب بيبيعها...! واستكمالا للسخاء الوزارى من جيب الشعب تم صرف مكافآت تقدر بثلاثون الف جنيها لسكرتيرة تنفيذية في اكتوبر 2010 تلاها مكافآة أخرى قيمتها اربعون الف جنيها صرفت لها في يناير 2011 والسبب أنها بنت أخت البيه ...الوزير.. المصيبة الكبيرة أن معظم هؤلاء المستشارين لازالوا في مواقعهم ...ويبقي السؤال وهو أين الجهاز المركزى للمحاسبات..؟ وأين الرقابة الإدارية..؟ وأين باقي الأجهزة الرقابية في بلدنا..؟ وبعد هذا كله هل من الممكن أن تتطور الجامعات؟ واذا كانت تلك هي قيمة مكافآت المستشارين فكم يتقاضى وزير التعليم العالي وأمين المجلس الأعلي للجامعات وأعضاء المجلس الأعلي للجامعات؟....سؤال نطرحه علي السيد نائب رئيس الوزراء ووزير المالية؟ وكم أتمني أن تقوم الحكومة الحالية بالإعلان عن عدد المستشارين بكل وزارة تحت مختلف التسميات ويتم الإعلان عن المكافأه التي يتقاضاه كل مستشار لمراجعة مدى موائمة العائد مع المدفوع... وكي يتم توفير فلوس المستشارين ونعين بيها إولادنا وبناتنا العطلانين..... وكفانا مستشارين لأن في ظل كثرة تواجدهم تفشى الفساد وازدادت معدلات البطالة وتدهور الاقتصاد والتعليم وحدثت أزمة الخبز والماء ولو كان المستشارين فالحين ما كانش كل ده جرى...! لكن والحمد لله قامت الثورة وستصلح ثورة الشباب ما أفسدته حكومات وأنظمة حضرات السادة المسشارين.! ------------------ أد/ محمد نبيه الغريب أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا