ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    موعد مباراة الأهلي ضد الهلال اليوم الإثنين 6-5-2024 في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رواتب المستشارين باب سري للمال السايب

في وقت تمثل فيه قضية البطالة التحدي الاكبر للدولة وتشير الاحصائيات الرسمية إلي وجود ما يقرب من‏3‏ ملايين عاطل في مصر‏.
وفي وقت تعلو فيه الأصوات المطالبة بضرورة رفع الحد الأدني لأجور الموظفين إلي‏1200‏ جنيه شهريا باعتبار أن هذا المبلغ يمثل الحد الأدني لضمان حياة كريمة للمواطن في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب كل شيء‏.‏
وسط هذا الجدل تأتي قضية رواتب المستشارين بمختلف الوزارات وقطاعات الدولة لتثير الكثير من العجب وعلامات الاستفهام‏,‏ لاسيما أن رواتب البعض منهم تصل إلي‏250‏ ألف جنيه أي أن المستشار الواحد يتقاضي شهريا ما يعادل راتب ألف خريج أو يزيد إذا افترضنا جدلا أن هذا الخريج يحصل علي‏250‏ جنيها شهريا عند بداية تعيينه‏.‏
إهدار المال العام
النائب مصطفي بكري عضو مجلس الشعب يقول انه علي الرغم من تدني الأجور للموظفين العموميين بالدولة وكثرة المطالب التي تقدمت بها النخبة وذلك بهدف رفع الحد الأدني للأجور ليصل إلي‏1200‏ جنيه إلا أن ذلك أصبح صعب المنال في الوقت الذي يتقاضي فيه بعض المستشارين في الوزارات المختلفة مئات الآلاف من الجنيهات شهريا موضحا انه كشف عن وجود بعض المستشارين بوزارة المالية أثناء انعقاد جلسة مجلس الشعب تصل رواتب البعض منهم إلي‏250‏ ألف جنيه شهريا في حين انهم لم يقضوا من المدة الوظيفية إلا شهورا الأمر الذي يمثل إهدارا للمال العام موضحا أن الغريب في الأمر أنهم يتقاضون هذه الرواتب المبالغ فيها من قيمة المنح التي تقدم إلي وزارات محددة مثل المالية والاستثمار والبيئة وغيرها من الوزارات المختلفة‏.‏
وقال بكري ان هذا الأمر يثير حالة من الاحتقان بين الرأي العام في وقت تعد فيه الرواتب المدنية متدنية ولاتكفي سد الرمق موضحا أن هناك من أمضوا سنوات عمرهم كموظفين عموميين ووصلوا إلي دون أن يحصلوا علي‏10%‏ من هذا الراتب متسائلا هل يعقل أن راتب وكيل الوزارة لايتعدي‏850‏ جنيها شهريا في حين تحصل مستشارة إعلامية بإحدي الوزارات المهمة علي راتب‏250‏ ألف جنيه شهريا بالاضافة إلي أن المحافظ يحصل علي راتب شهري لايزيد علي ألفي جنيه ولايصل بالحوافز إلي أكثر من‏15‏ ألف جنيه بينما يحصل مستشار علي المعاش لوزير حالي علي ما يقرب من‏150‏ ألف جنيه شهريا وتساءل بكري عن الأسباب التي تجعل هؤلاء يتاقضون هذه الرواتب في حين أنهم لم يقدموا جديدا يذكر أو ابداعا فريدا وهو الذي ينطبق علي بعض الشخصيات المهمة في البورصة والتي تحصل علي رواتب شهرية بمبالغ كبيرة تجعل صغار وكبار الموظفين يتساءلون عن العدل الاجتماعي والحد الأدني أو الأقصي للأجور؟
خبرات معينة
ويطالب الدكتور عاطف العوام نائب رئيس جامعة عين شمس بضرورة ايجاد تنوع في الموارد البشرية التي تقوم بتقديم الخدمات المختلفة داخل دولاب العمل بحيث لا يتم الاعتماد علي فئة واحدة من العاملين
فمن الطبيعي أن يكون لدينا صغار الموظفين بجانب الادارتين الوسطي والعليا وفي الوقت نفسه هناك أعمال تتطلب توافر خبرات معينة تحتاج شخصا له طبيعة خاصة وهنا يبرز دور المستشارين فالمستشار بطبيعته شخص ذو خبرة عالية ومؤهل علميا لتقديم الرأي والمشورة للإدارة العليا موضحا أنه يجب مراعاة بعض الضوابط مثل عدم الاستعانة بالمستشارين في اعمال لا تتطلب وجودهم وإلا يعد ذلك إهدارا للمال العام فمثلا إذا ابلغ أحد العاملين السن القانونية ولديه خبرات عادية وطبيعة العمل لا تستدعي خبرات إضافية فيجب عدم الاحتفاظ به تحت مسمي مستشار
ولفت العوام إلي ضرورة أن يتم اختيار المستشارين في ضوء مواصفات محددة بحيث لا تكون هذه العملية عبارة عن تعويض للبعض أو مكافأة نهاية خدمة لشخص لا يصلح للمهمة لان ذلك يمثل مالا سايب كما يجب عدم المبالغة في أعداد المستشارين بحيث لا تتحول هي الأخري إلي ما يشبه البطالة المقنعة كما يجب تحديد المقابل الذي يحصل عليه المستشارون بصورة متوافقة مع هيكل الأجور أي يجب عدم المبالغة بأي صورة من الصور في أتعاب هؤلاء المستشارين حتي لو كانت ممولة من اعتمادات خارجية لأنها تؤدي إلي نشر حالة من السخط بين العاملين المعينين
خلل كبير
ويؤكد الدكتور سلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق وجود خلل كبير بالنسبة لرواتب المستشارين حيث يتقاضون رواتب ومكافآت مبالغ فيها علي عكس الموظفين العاديين في ظل غياب التنظيم القانوني لهذه العملية وعدم وضع ضوابط محددة لهم مخذرا من تزايد هذه الظاهرة التي تعتبر بابا للفساد وإهدارا للمال العام دون داع كما أنهما تمثل عائقا أمام رفع رواتب الموظفين الآخرين وانخفاض الأجور حيث أن راتب المستشار الواحد يعادل راتب ألف موظف وأن انخفاض الأجور للموظفين يعني انخفاضا للأداء وإهدارا للإدارة الرشيدة مطالبا بإعادة النظر في سياسة الجهاز الحكومي وتأهيل الكوادر وتدريبهم للحد من الاستعانة بالمستشارين إلا في أضيق الحدود وبما لايخل ذلك بالهياكل التنظيمية‏.‏
نوع من المجاملات
ويقول الدكتور صلاح الدين فهمي رئيس قسم الاقتصاد كلية التجارة جامعة عين شمس إن كل وزير أو رئيس مصلحة له مطلق الحرية في إختيار مستشارين للاستفادة من خبراتهم في جميع المسائل الاستشارية المتخصصة بالاضافة إلي أن الكثير من الادارات الحكومية علي وجه الخصوص تلجأ إلي تعيين المستشار كنوع من المجاملات ليس إلا دون أن يملكوا الكفاءة والخبرة التي تؤهلهم لذلك وتكون مهمة هؤلاء المستشارين هي تلقي الاموال وبالتالي يمثلون عائقا أمام طريق إتاحة الفرصة أمام الموظفين الاكفاء للاستفادة من خبراتهم وعلي الدولة أن تقوم بإعداد وتدريب كوادر قادرة علي تحمل المسئولية لالغاء الاستعانة بالمستشارين وللحد من الفساد داخل الكثير من الوزارات نتيجة لذلك‏.‏
ويضيف أن المستشارين تورطوا أيضا في قضايا فساد تحولت إلي عناوين رئيسة في الصحف بعضهم كانوا هم مرتكبوها والبعض الآخر قبلوا أن تنسب إليهم فداء لرؤسائهم موضحا أن منصب الاستشاري المرموق الذي لاغني عنه في جميع دول العالم الديمقراطي يواجه الكثير من العثرات لأسباب تتعلق بالخصوصية التي نتمتع بها في مصر والتي مازالت رهن حسابات أغلبها غير موضوعية إذا لا يمكن تجاهل التجاوزات التي تورط بها مستشارون لكن لا يمكن في الوقت نفسه تجاهل أهمية المنصب أو المطالبة بإلغائه إنها نحتاج إلي إعادة النظر وتعديل المسار لأنه لاخاب من استشار‏.‏
قواعد غير مشروعة
ويقول الدكتور جلال إبراهيم أستاذ ورئيس قسم القانون المدني كلية الحقوق جامعة حلوان إن الراتب الوظيفي في القطاع الحكومي يتم تحديده وفقا لاعتبارات معينة منها مدة الخبرة والشهادات العلمية والكفاءة الشخصية لكن في حالة انتداب مستشار من خارج الحكومة للعمل بداخلها لايخضع لمثل هذه الاعتبارات وغالبا لاتوجد قواعد لتحديد راتب المستشار فتخضع للعرض والطلب أو المساومة طالما تتوافر فيه الخبرات والمهارات اللازمة خاصة أنه في بعض الأحيان يتطلب الأمر وجود خبرة فنية لاتتوافر في موظفي الجهاز الحكومي وفي هذه الحالة ونتيجة لاعتبارات شخصية يتم إختيار المستشار علي سبيل المجاملة ووصف جلال ذلك بأنه أمر غير مشروع وشكل من اشكال إهدارالمال العام وإساءة استخدام السلطة‏.‏
ويوضح أن الموظف يتم تعيينه في الحكومة الجهة الادارية أو شركات قطاع الأعمال وفقا لقانون الموظفين في الدولة رقم‏(48)‏ لسنة‏1978‏ وله كادر خاص ومحدد في إجراءات الترقي لكن المستشار أو الخبير الذي تتم الأستعانة به من الخارج ليس له تعاقد إلا مع الجهة المنوط بها أو المتعاقد معها ولايخضع للكادر الحكومي أو لاجراءات الترقي ويكون راتبه‏10‏ أمثال مايحصل عليه الموظف الحكومي بالاضافة إلي أن هناك جهات خارجية ممثلة في بعض الحكومات أوصناديق الانماء الخارجية أوالجهات المانحة سواء دولية أو عالمية تقوم بإعطاء منح للدول الفقيرة أو النامية علي هيئة قروض ميسرة يكون الغرض منها تنمية الدولة ومساعدتها علي الخروج من أزماتها الاقتصادية مثل تطوير التعليم الفني في مصر عن طريق الاستعانة بمستشارين من الخارج وغيرها من المشروعات التي تستلزم أو تستدعي ضرورة الاستعانة بالمستشارين علما بأن مصر لاتستفيد من هذه المنح بقدر استفادة هؤلاء المستشارين منها مطالب بتكوين كوادر جديدة قادرة علي الابتكار والابداع‏.‏
تحايل علي القانون
ويثير الدكتور صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية إلي أن نظام المستشارين ظهر في مصر بعد ثورة‏1952‏ في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات وكانت أعدادهم في ذلك الوقت قليلة ونظرا لما يتمتعون به من كفاءة وانضباط يتم تعيينهم مستشارين في الجهاز الاداري للحكومة خاصة وأن كل القرارات التي تم اتخاذها كانت ثورية ولكن بعد ازدياد الأمر أصبح كل من هو يجوز رضاء رؤسائه يتم التجديد له بعد بلوغه سن المعاش وتم اختراع عدد من الوظائف وهي مستشارا مندوبا أو خبيرا أو متدربا من الخارج أو غيرها من المسميات المستحدثة بمعرفة الجهاز الاداري الحكومة‏,‏ ويضيف أن الأغرب من ذلك هو ماحدث في بعض شركات قطاع الأعمال القطاع العام سابقا وهي قيام شخص بالحصول علي إجازة بدون راتب لمدة معينة وتكون عاما ثم يقوم بالتعاقد مع المؤسسة أو الشركة أو الادارة بعقد خارجي بصفة خبيرا أومستشارا وذلك نظير أو مقابل مرتب يعادل علي الأقل‏50‏ ضعف وماكان يحصل عليه مع أنه يقوم بذات العمل الذي كان يقوم به مؤكدا أن الجهاز الحكومي بأكمله به حوالي‏7,5‏ مليون عامل وموظف يتقاضون حوالي‏85‏ مليار جنيه سنويا موضحا أنه يوجد حوالي ألف مستشار يعمل بالجهاز الحكومي والشركات ويتقاضي كل واحد منهم راتبا شهريا يبلغ مليون جنيه وبالتالي يصبح مايتقاضاه نسبة ال‏1000‏ مستشار سنويا عبارة عن‏12‏ مليار جنيه ناهيك عن النفقات الأخري غير المباشرة بالاضافة الي وصول أعدادهم الآن الي‏450‏ ألف مستشار في الجهاز الاداري للدولة‏(‏ ويقول جودة إن مصر بها أكبر عدد من المستشارين يعملون في كل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة وعادة مايكونون رؤساء أوكبار موظفي هذه الوزارات والهيئات ويتم اختيارهم بعد بلوغهم سن التقاعد القانوني ويكون ذلك بمثابة تحايل علي القانون‏.‏
برنامج الإصلاح الإداري
ويضيف الدكتور عبد المطلب عبد الحميد عميد مركز البحوث الاقتصادية ورئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات انه لاتوجد قواعد محددة لمكافآت المستشارين في جهات كثيرة موضحا أنه نظام بدأ مع التحول لآليات السوق خاصة مع تبني وزارة التنمية الادارية برنامج الاصلاح الاداري وهو ماساهم في انتشار ظاهرة المستشارين وتزايدهم نظرا لعدم توافر الكفاءات والقيادات اللازمة للتطوير في جهات كثيرة وقال أن بعض هؤلاء المستشارين مفيدون بالفعل لكن في الوقت نفسه هناك مجاملات شخصية خاصة إن وظيفة المستشار ليست ضرورية وأن الهدف منها هو التستر علي الفساد وتعتبر بابا خلفيا للتربح فمثلا إذا أرادات قيادة ما ممارسة الفساد داخل الوزارة التي تعمل بها تقوم بالاستعانة بمستشار لصد أي هجوم عليها أو لتمرير أي موضوع تريد القيادة تمريره‏.‏
حالة فوضي
ويري الدكتور شريف قاسم أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الادارية أن مايحدث هو حالة فوضي تشهدها الوزارات والهيئات الحكومية خلال السنوات الأخيرة وأهم ملامحها هؤلاء المستشارين الذين لايسأل أحد لماذا أتوا ولاماذا يفعلون وكم يتقاضون؟ ويضيف أن المنح والقروض التي تحصل عليها الدولة بهدف التطوير أصبحت وكأنها مال سايب بلاصاحب حيث بات الانفاق بيد الوزراء الذين أصبحوا يتعاملون مع تلك الأموال علي أنها ليست جزءا من أموال الدولة ووصف قاسم الأمر بالغرابة خاصة وأن كل هذه الأموال لها ثمن سواء كانت قروضا أو منحا تدفعها الدولة من ميزانياتها وتؤثر علي سياساتها وتوازناتها الدولية ويضيف أن حالة البذخ غير المتقن تتزايد كل يوم بلا ضابط علما بأن بعض المستشارين يتقاضون مئات الآلاف شهريا فلا يوجد سقف محدد لمكافأتهم ولاكوادر مالية يمكن محاسبتهم بناء عليها والاستنزاف مستمر والموظفون القدامي من أصحاب الخبرات في كل موقع لا أحد يلجأ إليهم والخبير أوالمستشار صار وكأنه الوحيد الذي يفهم مما تسبب في حالة إحباط شديد لدي المتخصصين وعموما فالادارة الرشيدة لاتلجأ إلي المستشارين إلا في التخصصات النادرة أوالمستحدثة ولكنها تعتبر مجرد منظرة ورغبة في مكافأة البعض بهدف الصداقة أو لكونه كان يعمل في جهة مهمة قبل إحالته للمعاش فهو أمر لاتعرفه سوي الادارة المصرية التي تنفق ببذخ لايتناسب علي الاطلاق مع وضعنا الاقتصادي‏.‏
الوزارات الخدمية
ويوضح الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد الدولي والرئيس الأسبق لجامعة السادات للعلوم الادارية إن وظيفة المستشار تتلخص في المساعدة في إبداء الرأي مشددا علي ضرورة توافر مجموعة من المقومات في من يشغل هذا المنصب مثل امتلاك مهارات وقدرات لاتتوافر في مكان العمل ولا العاملين فالفتاوي القانونية للوزارة علي سبيل المثال تحتاج الي مستشار من مجلس الدولة والمهام الهندسية تحتاج الي أستاذ من كلية الهندسية وهذا لايحدث لدينا موضحا أن هذه الظاهرة تحولت إلي مجاملات لعدد كبير من المستشارين للحصول علي مكافآت دون عمل حقيقي خاصة أن الكثيرين منهم تقتصر مهمتهم علي الدردشة وشرب القهوة مع الوزير وهذا موجود بشكل مكثف في الوزارات الخدمية معتبرا أن العبء المالي لدردشة الوزير يكلف الدولة الملايين ولابد أن يحاسب الوزير علي ذلك ويضيف عبد العظيم أن بعض الوزراء يستفيدون من المستشارين لأغراض شخصية حيث يقوم الوزير باختيار اثنين من المستشارين في نفس التخصص أحدهما متشدد في آرائه والآخر متساهل بحيث يتم الاعتماد علي المستشار المتشدد في رفض قرار ليس علي هواه أو معترض عليه ويخشي أن يواجه الرأي العام برفضه به وإذا اراد تمرير مشروع أو قرار فالاعتماد هنا يكون علي المتساهل ووقتهايقول أنه أخذ رأي المستشار وبهذا يبعد الوزير المسئولية عن نفسه في أي قرار يتخذه‏.‏
ظاهرة الفساد الإداري
ويؤكد الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق إن ظاهرة تعيين المستشارين للوزراء تدخل في إطار الفساد الاداري في مصر موضحا أن الدولة عندما حددت سن ال‏60‏ عاما للمعاش كان يجب الالتزام بهذه القواعد لاعطاء فرصة للأجيال المتعاقبة خاصة وأنه ليست هناك خبرة يستحيل الاستغناء عنها لذلك فإن تحديد الخدمة تحايلا علي القانون في صورة المستشار بالاضافة إلي أن وزارة التنمية الادارية قامت بنشر قوائم لآلاف المستشارين وخصصت لهم ميزانيات ضخمة في الوقت الذي تعد فيه الدولة التشريعات للإستغناء عن الموظفين عن طريق المعاش المبكر مؤكدا وجود تناقض بين الاستغناء عن الموظفين ومنح فرص إضافية للاستمرار في الخدمة لبعض الشخصيات من أصحاب الحظوة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.