بقلم: دكتور محمود جامع منذ 41 دقيقة 44 ثانية بعد قيام حركة يوليو 1952 قام عبدالناصر بالتخلص من جميع الأحزاب بالضربة القاضية وهي جميعها كانت قد أيدت الثورة وعلي رأسها حزب الوفد والإخوان المسلمون والحزب الشيوعي ومصر الفتاة. وشكل «عبدالناصر» الحزب الواحد الآخر وهو هيئة التحرير ثم غيرها إلي الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي وتنظيمه السري الطليعي. وفي عهد «السادات» كان حزب مصر وحزب العمل بقيادة إبراهيم شكري، ثم كان الحزب الوطني الديمقراطي بدلاً من حزب مصر. وفي جلسة صفاء مع السادات بميت أبوالكوم، سألته سؤالاً مباشراً، هل سيادتك جاد في نظام حزبي حقيقي ومعارضة حقيقية، فضحك ضحكة عالية ساخرة، قائلاً: والله يا محمود أنا تركتهم يقولوا اللي يقولوه.. ويختاروا اللي يختاروه.. ويعكوا اللي يعكوه!! وفي عهد «مبارك» كانت هناك أحزاب متعددة وهشة سميت بأحزاب اليافطة، وليس لها لون ولا طعم ولا رائحة ولا فاعلية ولا يحس بها أحد، ولا يعرف أسماءها أحد.. وكانت تتبع مجلس الشوري. ويتقاضي رؤساء هذه الأحزاب معونات مالية بألوف الجنيهات من ميزانية الدولة!! و«الحزب الناصري» هو أحد هذه الأحزاب.. هم ورثة نظام عبدالناصر.. وللأسف الشديد هم أعداد هزيلة مختلفون دائماً علي مناصب الحزب ولا تواجد لهم.. ولا فاعلية لهم علي المسرح السياسي!! و«حزب الأمة» وهو حزب الشيخ الصباحي، رحمه الله، صاحب الدم الخفيف كان عبارة عن أربعة أفراد الشيخ وزوجته وأولاده والمهم هو قبض الإعانة!! وحزب آخر يقوده رجل مثقف ثقافة عالية ولكنه للأسف ثبت عليه قانونياً أنه قواد!! وحكم عليه بالسجن.. وضبط وهو يهرب بملابس امرأة!! وكان في آخر أيامه عضواً بمجلس الشعب المزور. وهناك عدة أحزاب أخري تسمي (أحزاب اليافطة) ومازالت تتقاضي إعانات مالية من الدولة!!. أما «الحزب الوطني» وهو حزب السلطة ورئيسه مبارك ورئيس لجنة سياساته (جمال مبارك) ونشاطه النسائي بقيادة (سوزان مبارك)، وأمينه العام (أحمد عز).. الذي بدأ حياته طبالاً في فرقة غنائية في كازينو بشارع الهرم.. وعاد لمزاولة مهنة الطبل والرقص والزمر علي منصات احتفالات الحزب الوطني.. موجهاً كلامه للوريث جمال مبارك ويذاع كل ذلك علي شاشات التليفزيون وأخذ يصفق له علي واحدة ونص، ويرقص علي المسرح ناظراً إليه علي المنصة وقائلاً له: أنت مفجر ثورة التنمية الشاملة في مصر!! وثورة الرقي والرخاء!! أما في مجلس الشعب فكان أحمد عز يحرك جميع أعضاء المجلس بإصبع واحد للموافقة علي القوانين ووأد الاستجوابات التي تتقدم بها المعارضة!! وقام أحمد عز بتزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة مثل الثورة بالكامل بكل فجور وصل ويخطب حسني مبارك ويقول علي شاشة التليفزيون إن الانتخابات نزيهة!! وأنه علي الأعضاء الساقطين الذين قاموا بتشكيل مجلس مواز حر أن يستمروا (وخليهم يتسلوا!!!). وبعد ثورة 25 يناير فوجئنا بكم هائل من الأحزاب الجديدة تزداد أعدادها يوماً بعد يوم حتي قاربت (مائة حزب!!؟؟) حتي إن كل ثلاثة شبان صغار من المدعين بقيامهم بثورة يناير يشكلون حزباً؟! ومن هنا كانت الانتهازية وحب الظهور علي حساب مقدرات الوطن.. وعلي حساب ثورته المجيدة.. وبادعاء التواجد المستمر في ميدان التحرير.. وتنظيم المليونيات.. بتهريج ممقوت.. حتي إن آخر مليونية نظمها سبعون حزباًَ!! وكان الحضور لا يتجاوز 5 آلاف شخص فهم أطفال رضع وسيدات وباعة جائلون!! وانشغلت هذه التجمعات الشبابية بخلافات حادة جانبية وصلت إلي مرتبة الاتهام بالعمالة الأجنبية والداخلية والتخوين وتناول الرشاوي ونشر كل ذلك علي صفحات الصحف والتليفزيون!! يا قوم.. دلوني علي دولة في العالم بها مائة حزب!! يا قوم لقد انكشفت كل الأقنعة.. وتعرف الناس كل الناس علي المندسين وعملاء الخارج من أمريكا والعرب.. والمأجورين والهدامين الذين يجب تنحيتهم عن أي نشاط سياسي أو ثوري!! نحن لا نريد في مصر أكثر من (عشرة أحزاب) ببرامج واضحة ومحددة تتنافس كلها وتتحاور مع بعضها في سبيل حل مشاكل مصر الملحة والظاهرة بكل أبعادها. ، وأنصح كل شاب ثوري حقيقي أن يدرس هذه البرامج وينضم إلي الحزب الذي يختاره ويزاول نشاطاته. وأناشد الشخصيات المعارضة وبعض الأقلام التي تستمر في مهاجمة أشراف هذه الأمة وخيرة مجاهديها وقادتها.. كفي إفكاً وبهتانا.. فقد تدنت لغة حواركم، وأصبحتم هدامين حاقدين.. ولابد أن تتعلموا آداب الحوار ومبادئه. ولا تسبوا التنظيمات ذات التاريخ المشرف والمجاهدين الذين ضحوا بشبابهم في سبيل هذا الوطن.. وقضوا معظم شبابهم في السجون والمعتقلات. نحن نريد أن نبني وطننا متحدين بكل نقاء وإخلاص وصفاء وبوحدة كاملة.. فالوطن وطننا جميعاً. ولا ننسي في هذا المجال تحية إعزاز وإكبار واحترام لكل مصري من المناضلين الأحرار الذين وقفوا ضد الطغيان علانية قبل الثورة بكل ما يستطيعوا من إمكانيات وتعرضوا للإهانات والضرب والسجون. وهم سجل كريم من الأشراف النبلاء شيبة وشباباً رجالاً وسيدات.. من (حركات كفاية) وغيرهم.. في تواضع جم وإنكار للذات، وبعيد عن الظهور، حتي قامت ثورة يناير وهم مفجروها ومدعموها. وتحية إعزاز وإجلال لكل الأحزاب والجماعات التي جاهدت وتحملت الكثير في سبيل رفعة هذا الوطن ومازالت تحمل الراية بكل إخلاص وقوة وثبات وهي (حزب الوفد) الأصيل العريق وجماعة (الإخوان المسلمين) وحزب (الحرية والعدالة) وهم المجاهدون الأبرار، ومرحباً بقيادات وتنظيمات الجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيين وأنصار السنة، وفقنا الله جميعاً لخدمة الوطن.