محافظ كفر الشيخ: مجرى نهر النيل آمن ولا يوجد به تعديات    الإعلامية منى سلمان: حجم جرائم الاحتلال في غزة أجبر الإعلام الغربي على التغطية    أهلي طرابلس سيبقى حتى تقام المباراة أو ينسحب الهلال.. الVAR يهدد لقاء الحسم بالدوري الليبي    في مباراته الرسمية الأولى.. كيف كان الظهور الأول للتونسي علي معلول مع الصفاقسي؟ (صور)    الرياضية: النصر يرفع عرضه لضم كومان من بايرن ميونخ    محافظ الجيزة: إيقاف العمل الميداني لعمال النظافة تحت أشعة الشمس بدءًا من الغد    ليلة فنية بمسرح المنوعات بنادي محافظة الفيوم وفقرات تراثية وإثرائية عن صناعة الدواجن    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    محافظ المنيا يتفقد مشروعات تعليمية في بني مزار ويضع حجر أساس مدرسة جديدة    أحمد المسلماني يكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي حول بناء الشخصية المصرية وإصلاح الإعلام    تغريدة محمد صلاح تدفع إسرائيل للتعليق على واقعة استشهاد سليمان العبيد    نيوكاسل يراقب وضع إيزاك تمهيداً للتحرك نحو ضم جاكسون من تشيلسي    فرقة روك أيرلندية تهاجم حكومة نتنياهو وتدين حماس وتدعو لوقف فوري للحرب في غزة    مقتل 3 مسلحين وشرطي في هجوم جنوب شرقي إيران    محمود سعد يكشف تطورات مفاجئة عن الحالة الصحية ل أنغام: «العملية كبيرة والمشوار مش بسيط»    "الرعاية الصحية بالأقصر" تعلن بدء التقديم بمعهدي المجمع والكرنك للتمريض للعام الدراسي 2025-2026    بنك مصر يوقع بروتوكولا ب124 مليون جنيه لتطوير مركز رعاية الحالات الحرجة بالقصر العيني    وكيل صحة المنيا يشدد على الانضباط وتطوير الخدمات الصحية    عبدالغفار: «100 يوم صحة» تقدم خدمات علاجية ووقائية متكاملة بالمجان بجميع المحافظات    التضامن الاجتماعي تنفذ 6 قوافل طبية توعوية لخدمة سكان مشروعات السكن البديل    «من سنة إلى 15 عاما»..السجن ل4 بتهمة سرقة «هاتف» بالإكراه في بنها بالقليوبية    68 غرزة فى وجه الأشقاء.. مشاجرة عنيفة وتمزيق جسد ثلاثة بالبساتين    كل ما تريد معرفته عن ChatGPT-5.. كيف تستفيد منه في عملك؟    موعد صرف معاشات سبتمبر 2025.. اعرف الجدول والأماكن    بين المزايا والتحديات.. كل ما تريد معرفته عن السيارات الكهربائية    محمد الغبارى: ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى    رنا رئيس تنضم ل أبطال فيلم سفاح التجمع بطولة أحمد الفيشاوي    ليست كل المشاعر تُروى بالكلمات.. 5 أبراج يفضلون لغة التواصل الجسدي    «فاطمة المعدول» الحائزة على تقديرية الأدب: أحلم بإنشاء مركز لإبداع الأطفال    "ملف اليوم" يكشف روايات الاحتلال المضللة لتبرئة نفسه من جرائم غزة    صاحبه الفرح الأسطوري ومهرها ب60 مليون.. 20 صور ومعلومات عن يمنى خوري    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    موعد المولد النبوي الشريف في مصر 2025.. إجازة 3 أيام وأجواء روحانية مميزة    رئيس «الأعلى للإعلام» يوجه بعقد ورشة لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي على أكثر من يوم    "الجلاد ستيل" يضخ 3 مليارات للتوسع في الإنتاج وزيادة حصته التصديرية    هزة أرضية على بعد 877 كيلو مترا شمال مطروح بقوة 6.2 ريختر    سعر مواد البناء مساء اليوم 10 أغسطس 2025    حجز متهم بإتلاف سيارة لتشاجره مع مالكها بالبساتين    أهمية الاعتراف الغربي ب "الدولة الفلسطينية"    أين هم الآن «معتصمو رابعة والنهضة» ؟    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    اندلاع حريق في "كافيه" بقليوب.. تفاصيل    تأجيل استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة ل16 سبتمبر    تسجيل منتجي ومالكي العلامات التجارية حسب «الرقابة على الصادرات والواردات»    بروتوكول تعاون بين البنك الأهلي المصري وشركة "بيرنس كوميونتي"    محافظ بورسعيد يستقبل الطفلة فرح ويعد بفتح حساب التضامن فى اسرع وقت    دخان حرائق الغابات الكندية يلوث أجواء أمريكا ويهدد صحة الملايين    النصر السعودي يتعاقد مع مارتينيز مدافع برشلونة    بيلد: النصر يتوصل لاتفاق مع كينجسلي كومان.. وعرض جديد لبايرن    الصحة تدرب أكثر من 3 آلاف ممرض ضمن 146 برنامجًا    الأزهر يعلن جدول امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية 2025 للقسمين العلمي والأدبي    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 4 فلسطينيين في محافظة نابلس    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية    الهلال السعودي يعلن رسميًا التعاقد مع الأوروجوياني داروين نونيز حتى 2028    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالناصر حلف قسم الولاء للإخوان. لكنه لم يكن جاداً في الانضمام للجماعة
نشر في صوت الأمة يوم 26 - 07 - 2009

عبدالناصر حلف قسم الولاء للإخوان. لكنه لم يكن جاداً في الانضمام للجماعة
أكدخالد محيي الدين في كتابه «الآن أتكلم» أداء عبد الناصر يمين الولاء والطاعة لجماعة الاخوان المسلمين عام 1948
فيما نفي ذلك سامي شرف أحد قيادات الثورة الذي أكد ميل أيديولوجية عبدالناصر قبل الثورة إلي اليسارية أو الاشتراكية المعتدلة .
لكن مجموعة من القيادات الإخوانية قالت إن عبدالناصر حلف اليمين أمام حسن البنا بالفعل ليس لاقتناعه بالجماعة وإنما لتحقيق طموحه السياسي فهل انضم جمال عبدالناصر إلي جماعة الإخوان المسلمين فعلاً؟ سؤال مطروح وبشدة في الساحة السياسية والفكرية والشعبية المصرية، ويعاد طرحه مع كل مناسبة مرتبطة بالزعيم الراحل، وتعاد اجابته تارة بالنفي من قبل عشاق جمال والحكوميين وتارة بالإيجاب والتأكيد من قبل رموز الجماعة وأعضائها.
مأمون الهضيبي مرشد الإخوان في الفترة من 2002 وحتي 2004 أكد أن جمال وكمال الدين حسين وخالد محيي الدين أدوا يمين الولاء والطاعة أمام الشهيد حسن البنا في 1948 الذي أمر محمود لبيب الضابط المكلف بمتابعة ملف العسكريين بالجماعة آنذاك بمتابعتهم داخل الجيش للتأكد من ولائهم للجماعة.
هذا الأمر أكده خالد محيي الدين في كتابة «الآن أتكلم» فيما نفاه سامي شرف أحد قيادات الثورة الذي أكد ميل
أيديولوجية عبدالناصر قبل الثورة إلي اليسارية أو الاشتراكية المعتدلة، مجموعة من القيادات الإخوانية قالت إن
عبدالناصر حلف القسم أمام حسن البنا بالفعل ليس لاقتناعه بالجماعة وإنما لتحقيق طموحه السياسي في الوصول للحكم وكما انضم للإخوان ليستفيد من قوتهم انضم لتنظيمات أخري مثل حزب مصر الفتاة وحركة حدتو الشيوعية، ووفقا لعصام العريان فإن عبدالناصر لم يكن جاداً في الانضمام للجماعة والدليل أنه بعد نجاح الثورة تقابل مع حسن الهضيبي المرشد الثاني وقال له: «نحن لسنا إخواناً» فرد عليه الهضيبي: «انتم حركة إصلاحية ولستم حركة إسلامية» وهذه الجملة أغضبت عبدالناصر بشدة وسعي بسببها إلي شق صفوف الجماعة، واستقطاب الشيخ الغزالي والسيد الصادق ونجح في ذلك قبل أن يكتشفا أنه يستغلهما كأداة لضرب شوكة الإخوان، كما حكم علي 7 منهم بالإعدام، وذلك في قضية حادث المنشية الذي تراه الجماعة «ملفقاً» للانتقام منهم.
أما الدكتور عمار علي حسن خبير شئون جماعة الإخوان فأكد أن عبدالناصر لم يكن إخوانيا وإن حلف القسم بالفعل أمام البنا وهناك الكثير من الدلائل تؤكد ذلك مثل ما كتبه الإخوان بمذكراتهم وما قاله حسين الشافعي في شهادته علي عصر عبدالناصر وما قاله جمال حماد.
وقال حسن إن عبدالناصر وضع ضمن اهدافه بعد قيام الثورة القبض علي قتلة حسن البنا، وهو ما حدث فعلا وتلقي شكر كل من الشيخ عبدالرحمن البنا والد حسن البنا وجمال البنا شقيقه الأصغر، وكان ذلك عام 1953 أي قبل اندلاع الصدام بين عبدالناصر والجماعة بعام واحد حيث حادث المنشية الذي اعتقل علي أثره عبدالناصر الآلاف من أعضاء الجماعة وأعدم 6 منهم.
**********
الثورة في نظر الأقباط.. تهميش سياسي ونهب ممتلكات الكنيسة لصالح المسلمين
· البابا كيرلس تجنب الصدام مع قادتها وتجاهل تغرير جمعية «الهداية» بالمسيحيات
· الفتنة.. بذرها عبدالناصر.. ورعاها السادات.. ووصلت لذروتها في عصر مبارك
· القمص عبدالمسيح بسيط: لم نشارك في الثورة وفقا لطبيعة الأقليات الخائفة من المغامرات السياسية والعسكرية
· د. سليم نجيب وآخرون يرون أن ثورة يوليو لم تكن إلا مجرد تنظيم سري بحت لمجموعة الضباط الأحرار بدون الأقباط الذين رحبوا بالثورة
· توجس الأقباط من الثورة تحول الي قلق بسبب سيطرة الضباط المسلمين عليها
تختلف نظرة الأقباط لثورة يوليو 1952 عن غيرهم من التيارات والقوي السياسية والوطنية، فهم يرونها سلبية نحو مقدراتهم ويتهمونها بتهميشهم سياسيا وأنها استولت علي ممتلكات الكاتدرائية وحولتها لخدمة المسلمين مشيدين بالعهد الملكي الذي كان يسمح للأقباط بالمشاركة في الحياة السياسية
وكان العديد من أعضاء مجلس النواب بالانتخاب من ضمنهم وعندما جاءت ثورة يوليو تجنب البابا كيرلس السادس الصدام مع عبدالناصر واكتفي بلعب دور رجل الدين.
كما أنه «عبدالناصر» زايد علي دور الإخوان وأنشأ آلاف المعاهد الإسلامية وسمح لجمعية الهداية الإسلامية برئاسة حسين الشافعي بالتغرير بالقبطيات حسب مؤرخين أقباط أشادوا بعهد ما قبل الثورة، فوفقا للدكتور سليم نجيب رئيس الهيئة القبطية الكندية اتبع محمد علي منذ وصوله للحكم سياسة التسامح وقضي علي التفرقة بين القبطي والمسلم وعين أقباطاً في منصب مأموري مراكز برديس والفشن ودير مواس وبهجورة والشرقية وهو منصب يساوي منصب المحافظ حاليا ولم يرفض محمد علي أي طلب تقدم به الأقباط لبناء الكنائس وعمل سعيد باشا علي استمرار روح التسامح الديني وألغي الجزية وأدمج الأقباط في الجيش والقضاء وعين حاكماً قبطياً علي مصوع بالسودان وفي عهد الخديو إسماعيل منح أحد الأقباط رتبة الباشاوية وشغل واصف باشا وظيفة كبير التشريفات ورشح الأقباط أنفسهم للانتخابات البرلمانية.
ويري د. سليم نجيب وآخرون من مفكري الأقباط أن ثورة يوليو لم تكن إلا مجرد تنظيم سري بحت لمجموعة الضباط الاحرار بدون الاقباط الذين رحبوا بالثورة لكن التوجس من سيطرة ضباط مسلمين عليها حسب سليم نجيب تحول إلي قلق، خاصة بعد أن استبعد قادة الرأي الاقباط من الحياة السياسية في ظل تغلغل الإخوان المسلمين وازدياد نفوذهم وسيطرتهم علي رجال الثورة والذين يميل أغلبهم إلي فكر الإخوان المسلمين حيث كان عبدالناصر نفسه يدرب التنظيم السري العسكري للإخوان ويمدهم بالسلاح بالاشتراك مع أنور السادات بل إن عبدالناصر كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين تحت الاسم الحركي «عبدالقادر زغلول» وفق رواية حسن العشماوي أحد قيادات الجماعة.
ومن وجهة نظر هؤلاء المفكرين فإن عبدالناصر ألغي الأحزاب السياسية في يناير 1953 وأتاح للإخوان فقط نسبية الحركة السياسية ولم يعد من الممكن لأي قبطي أن يرشح نفسه للانتخابات، فهذا القبطي لن ينجح دون حزب سياسي يستند إليه، ويلاحظ المراقبون أن عبدالناصر اخترع مبدأ تعيين الاقباط حيث كان يحدد دوائر بعينها يقتصر الترشح فيها علي الأقباط إلي أن تم تعديل الدستور وأصبح من حق رئيس الجمهورية تعيين أعضاء بمجلسي الشعب والشوري وأصبح بذلك أغلبهم من الأقباط ارضاءً لهم.
ويذهب المفكرون الأقباط إلي أن معظم الوزارات التي تولاها الأقباط في عهد عبدالناصر كانت هامشية وقالوا إن عبدالناصر أعاد الدولة الدينية في محاولة للمزايدة علي موقف الإخوان فبعد الصدام الشهير بين ناصر والإخوان، وحادث المنشية أصدر عدة قرارات يراها البعض أولي بذور الفتنة الطائفية وعودة للدولة الدينية، حيث جعل مادة الدين الإسلامي أساسية في مختلف مراحل التعليم وأنشأ جامعة الأزهر علي غرار الجامعات العصرية وقصر القبول فيها علي المسلمين وأنشأ إذاعة للقرآن الكريم ودار القرآن لنشر التراث الإسلامي إضافة إلي 280 معهداً عالياً للعلوم الدينية و6 آلاف معهد ابتدائي وإعدادي وثانوي استوعبت مليونا و250 ألف طالب آنذاك ووصل عدد الشيوخ إلي نصف مليون، كما تم تأسيس جمعية الهداية الإسلامية وترأسها حسين الشافعي أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة والتي يري الاقباط أنها غررت بالفتيات القبطيات ليتحولن إلي الإسلام.
وكما يقول ملاك لوقا في كتابه «الأقباط.. النشأة والصراع» فإن عبدالناصر عندما قرر تأميم الشركات أكد في خطبة للشعب أنه لم يستلهم قراراته من الماركسية أو اللينينية وأعلن أن النبي محمد «صلي الله عليه وسلم» هو أول من نادي بأسلوب التأميم وأنه «أبو الاشتراكية» ويري الاقباط أنهم تعرضوا لظلم التأميم الذي قام به جمال عبدالناصر في يوليو 1961 حيث قضت هذه الإجراءات علي عدد من الوظائف والصناعات التي يتقنها الأقباط في قطاع النقل والصناعة والبنوك وتم انتزاع أملاك الاقباط من الأراضي الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي ويلاحظ حسب سليم نجيب أنه عند توزيع هذه الاراضي وزعت علي فقراء الفلاحين المسلمين فقط وفي هذه الاثناء وكما تقول الدكتورة سميرة بحر في كتابها «الأقباط في الحياة السياسية المصرية» فإنه انعدم تواجد الاقباط في الاجهزة السيادية ومباحث أمن الدولة ولم يوجد محافظ ولا سفير ولا مدير شركة أو بنك من الاقباط.
في المقابل لم يتعد الموقف الرسمي للكنيسة التأييد للثورة وإن كان علي استحياء في باديء الأمر يقول محمد حسنين هيكل في «خريف الغضب» كانت العلاقات بين جمال عبدالناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبدالناصر في أي وقت يشاء، وكان كيرلس حريصا علي تجنب المشاكل، واستفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبدالناصر في حل مشاكل عديدة وأهمها بناء الكنائس الجديدة، ويؤكد هيكل أن البابا كيرلس السادس كان يريد بناء كاتدرائية جديدة وأنه تحرج من مفاتحة عبدالناصر مباشرة في الموضوع وأنه وسط هيكل في الأمر، أما عن الحياة السياسية للاقباط أثناء الثورة فتفصيلا وكما يري بعض الأقباط فقد اندمج الاقباط في الحياة السياسية قبل الثورة، حيث كان يسود مناخ الحرية وكان الاقباط أعضاء فاعلين في حزب الوفد ووصلوا إلي قيادته وشاركوا في ثورة 1919 وكان حزب الوفد يرشح أقباطاً في كثير من الدوائر واستطاع هؤلاء الاقباط النجاح بأصوات المسلمين لأن نسبة المسيحيين بها أقل حيث إن المناخ قبل الثورة كان يتميز بالتآلف الوطني وحب مصر، ففي عام 1924 كان عدد نواب الاقباط في البرلمان 16 عضواً وفي عام 1925 كان 15 عضو و12 عضواً عام 1926 ووصل عدد الاعضاء الاقباط إلي 27 في 1942 مقابل صفر في عام 1957 أي بعد الثورة وفي عام 1964 تم انتخاب قبطي واحد وتعيين ثمانية.
يقول القمص عبدالمسيح بسيط إن ويصا واصف باشا وصل لمنصب وكيل مجلس النواب في 1926 ثم رئيسا لمجلس النواب في 1928 كما وصل زكي ميخائيل بشارة لمنصب وكيل مجلس الشيوخ في 1945 وعزيز مشرقي لمنصب وكيل مجلس النواب في 1949.
ويري القمص عبدالمسيح ان ثورة يوليو لها سلبياتها وإيجابياتها بالنسبة للأقباط وأرجع عدم وجود أقباط في مجلس قيادة الثورة إلي حرص الأقليات في معظم دول العالم علي عدم الدخول في مغامرات سياسية أو عسكرية وفي ظل الثورة تراجع دور الأقباط السياسي نظراً لسيطرة أهل الثقة علي الاتحاد الاشتراكي واستبعاد أهل الخبرة ومن ضمن إيجابيات الثورة أن مصطلح مسيحي ومسلم لم يكن موجودا، ولم يكن يعرف المسلم من المسيحي إلا من ثالث أو رابع اسم له ولم نسمع عن حوادث الفتن الطائفية مثلما يحدث الآن.
وأرجع عبدالمسيح ما يقع من فتن طائفية إلي قيام السادات عام 1974 بإخراج أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من السجون لمواجهة الناصريين واليساريين والشيوعيين وكان الإخوان من الطبيعي ألا يبقوا في السجون إلي الأبد وألا يسجنوا مدي الحياة وأيضا كون السادات ما عرف بالجماعات الإسلامية في الجامعات، خاصة جامعة أسيوط ولكن السادات لم يكن يتوقع أن ينقلب السحر علي الساحر وتلعب هذه الجماعات دورا سياسيا وتغتاله هو شخصيا في نهاية المطاف ونفي القمص عبدالمسيح ما أثير حول محاولة مجموعة من القساوسة الاستقلال بمحافظة أسيوط وقيام الرئيس الراحل أنور السادات بتصفيتهم جسديا وأرجع ذلك إلي الشائعات التي ملأت مصر بين الجانبين المسلم والقبطي إبان حكم السادات.
ويري بعض الكتاب الأقباط أن ثورة 1919 أفرزت مجموعة من الشعارات التقدمية مثل «الدين لله والوطن للجميع» و«عاش الهلال مع الصليب»، حيث تجلت في هذه الثورة الوحدة الوطنية في الحركة المشتركة للأقباط والمسلمين.
يقول الدكتور سليم نجيب: كانت القيادة الوطنية بزعامة سعد زغلول واعية منذ البداية عن أهمية موضوع الوحدة الوطنية التي باركها ودعمها الشعب كله.. وإذا تابعنا حديثنا عن ثورة يوليو فلا شك أن العلاقة بين البابا شنودة والرئيس السادات أتت علي خلفية احداث هذه الثورة، حيث إن السادات كان أحد رجالاتها ويعد امتداداً ولو لفترة من حكمه لها، وهناك عبارة شهيرة تقول: إن بذور الفتنة الطائفية وضعت في عهد جمال عبدالناصر وازدادت في عهد السادات ووصلت لقمتها في عهد مبارك، خاصة أن السادات وعندما كان السكرتير العام للمجلس الإسلامي قال في جدة عام 1965: سوف أحول أقباط مصر إلي الإسلام خلال عشر سنوات أو سوف أحولهم إلي ماسحي أحذية وشحاذين وهذا ما ذكره أسامة سلامة في كتابه «مصير الأقباط».
ويري بعض الاقباط أن السادات هو ربيب حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين!!، ولا ينسي الاقباط أنه من أضاف في المادة الثانية من الدستور أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع وأنه من شجع الجماعات الإسلامية بالتعاون مع عثمان أحمد عثمان ومحمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط وقتها وأنه من حدد اقامة البابا شنودة في دير وادي النطرون وشكل اللجنة الخماسية الشهيرة لإدارة الكنيسة ويتهم الأقباط السادات بالاستيلاء علي وقف دير البراموس واقامة مدينة ميت أبوالكوم الجديدة علي أرضه دون أي تعويض وكان عبدالناصر قام ينزع ملكية أراضي أوقاف البطريركية والأديرة القبطية وتوزيعها علي الفلاحين المسلمين بنسبة 99% رغم أن ممتلكات البطريركية لا تشكل أملاكاً لشخص معين وأموالها وضعت في خدمة الأقباط وحيث صودرت من أوقاف دير الانبا أنطونيوس بمركز ناصر بمحافظة بني سويف 850 فدانا، واعترض الاقباط علي مصادرة الأوقاف المسيحية وترك الإسلامية وهو ما يعد أفقارا للمسحيين الاغنياء لصالح المسلمين الفقراء، وفيما أصبحت الكنيسة الأرثوذكسية تعيش علي التبرعات انفقت حكومة الثورة علي الأزهر من أموال دافعي الضرائب، والغريب أن بعض الاقباط يري أن ترك الرئيس مبارك للبابا شنودة رهن الاقامة الجبرية لمدة 40 شهراً بعد أن تولي الحكم يعد استكمالا لموقف ثورة 23 يوليو من الأقباط ما دعا ممدوح رمزي المحامي إلي تبني دعوة الاقباط في ذكري الثورة إلي الصوم وإلغاء الصلوات حزنا علي ما أسماه بضياع حقوق الأقباط وممتلكاتهم علي أيدي قادة ثورة يوليو.
ممدوح رمزي ومعه بعض الناشطين الأقباط طالبوا الاقباط بعدم الخروج إلي الشوارع وإغلاق محلاتهم وشركاتهم، مشيراً إلي أن عدد النواب في مجلس النواب كان 264 عضواً قبل الثورة كان من بينهم 27 نائبا قبطيا بالانتخاب، أما الآن فإن عدد أعضاء مجلس الشعب 454 عضواً من بينهم 4 نواب أقباط: واحد بالانتخاب وثلاثة بالتعيين مما يؤكد أن ثورة يوليو سرقت ممتلكات الأقباط وأضاعت حقوقهم المادية والسياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.