سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسئولون في ال «سي آى إيه»: الإسرائيليون سرقوا أسرار القنبلة الذرية من العلماء الأمريكيين دون علمنا في أول رد فعل أمريكي بخصوص واقعة تجسس «أوباما» على «نتنياهو»
فجر مسئولون سابقون فى أجهزة المخابرات الأمريكية مفاجأة مدوية امس، حيث أكدوا أن دولة إسرائيل نقوم بأعمال جاسوسية واسعة جدا تخطت فيها كل «الخطوط الحمراء» ووصل إلى مرحلة «مرعبة» و«مقلقة» على الولاياتالمتحدةالامريكية ، على حد تعبير مسئول سابق فى جهاز السى أى إيه، وذلك مقارنة بأى دولة أخرى حاولت من جانبها القيام بمثل اعمال الجاسوسية على مدار تاريخ الولاياتالمتحدة، جاءت تلك التصريحات كرد فعل على ما أذاعته الصحف العالمية التى ذكرت تجسس إدارة الرئيس الأمريكى باراك اوباما على التليفون الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الأسبوع الماضى. وكشف تقرير لصحيفة «النيوزويك» الأمريكية بعنوان «121 مليار دولار ليست كافية لتوقف إسرائيل عن التجسس على الولاياتالمتحدة». أكدت فيه الصحيفة أن الجواسيس الإسرائيليين يأتون إلى الولاياتالمتحدة فى صورة رجال أعمال جاءوا للتعاقد على عمليات تجارية، ولكنهم فى الحقيقة يستهدفون سرقة الأسرار الخاصة بالصناعة والتكنولوجيا الأمريكية، وأوضح التقرير حجم المساعدات التى تحصل عليها إسرائيل من الولاياتالمتحدة سنويا والذى يبلغ 121 مليار دولار، والذى يعتبره المتخصصون الأمريكيون ليس كافيا لإسرائيل لتكف عن سرقة أسرارهم والتجسس على اجهزتهم. وقال بول بيلار أحد مسئولى جهاز المخابرات الأمريكى السى أى إيه السابقين، «للنيوزويك» ان هذا الأسلوب العنيف الذي تتبعه إسرائيل فى تجسسها والذى يعتمد على التخريب والأذية ليس جديدا فى تاريخها، بل اعتاد عليه «الصهاينة» على حد تعبيره، عندما كانوا يأتون إلى الولاياتالمتحدة سرا لسرقة أسرار وعلماء الذرة لإقامة المفاعل النووى الخاص بهم وعمل القنبلة الذرية بعيدا عن اعيننا، وجاء تصريح بيلار المسئول المخابراتى واقعه كالصاعقة فى الأوساط العربية، حيث كان من المؤكد تعاون الولاياتالمتحدة فى الماضى مع إسرائيل لإنشاء مفاعلها النووى فى صحراء النقب. كما أكد مسئولون آخرون أن إسرائيل اعتادت منذ الثمانينيات أن تجند العسكريين المتقاعدين فى الجيش، بل أثبتت الأيام أن الجواسيس الأمريكيين لصالح إسرائيل كانوا ينقلون الأسرار التى كانت تنقلها إسرائيل بدورها إلى الاتحاد السوفيتى فى فترة الحرب الباردة بينها وبين الولاياتالمتحدة فى مقابل تسهيل وإعانة المهاجرين من اليهود الروس إلى إسرائيل. وكانت الأجهزة المخابراتية بالتعاون مع ال «سى اى إيه» وال «إف بى أى» أذاعت أسراراً وخلفيات عمليات التجسس الإسرائيليلة للإدارة الأمريكية ولجنة العلاقات الخارجية فى البيت الأبيض منذ 2013، إلا انه لم يؤخذ أى إجراء مضاد حيال هذه المسألة، وعلى الجانب الفنى أعرب المسئولون المخابراتيون عن استيائهم من هذا التجاوز الإسرائيلى وفى مقابله الرد الفاتر من قبل الإدارة الأمريكية، على حسب أن إسرائيل من أكثر الأصدقاء والحلفاء قربا إلى الولاياتالمتحدة. ولم تكتف إسرائيل بالتجسس الفاضح والمكشوف على الولاياتالمتحدة فى مختلف المجالات ، بل إنها طالبت بالحصول على مميزات نظام «الفيزا الفورية» التى يتم منحها للمواطنين فى مطارات الولاياتالمتحدة فور وصولهم، إلا أن هذا الطلب لاقى رفضاً صريحاً من المخابراتيين وشعورهم بالإزعاج من تدفق الجواسيس الإسرائيليين إلى بلادهم بلا ضابط، جاء ذلك نقلاً عن أحد حوارات الصحفى جوناثان برودر مراسل موقع «كابيتول هيل نيوز» مع مسئول سابق فى إدارة الأمن القومى الأمريكى، ويضيف تقرير «النيوزويك» أن إسرائيل تعتمد على اللوبى الداعم لها فى الإدارة والكونجرس الأمريكى، واللذين سيطالبان ويدعمان طلبها بالحصول على مميزات الفيزا الفورية، رغم عدم موافاة إسرائيل شروط هذا النظام من الناحية التجهيزية والمعلوماتية المتبادلة مع الأجهزة المعنية فى الولاياتالمتحدة.