.. وتوسيعا للصورة قليلا .. ثمة مساحة ممكنة للاختلاف، ويحدث كثيرا أن نفاجأ بمواقف فكرية أو سياسية يتخذها البعض، خصوصا في زمن الفيسبوك الذي أرانا كم هناك أفكار شاذة وغريبة يمكن أن يتخذها الناس. نعم ثمة مساحة اوسع مما نتصور للاختلاف الممكن في هذا العالم. نعم يمكن أن نختلف حول جواب الدين عن معضلة الشر، وعن الحرية وحدودها، وعن وجود تدخل خارجي في الثورات العربية، وعن رأسمالية الإخوان، وعن مغزى التدخلات الإيرانية في المنطقة. لكننا نكون مخطئين حين نظن أن علينا أن نناقش أن "عبد الناصر هو الذي علمنا الكرامة" أو أن "صدام رمز الكرامة العربية" أو أن "كل الثورات مخطط خارجي" أو أن "النظام الإيراني لا يتصرف بطائفية". وحين نجد أنفسنا إزاء خلاف من هذا النوع فالأولى أن يذهي كل منا إلى زراعة النعنع في حوض مجاور أو تعليم أخيه الصغير قصيدة سهلة. حين نصل إلى نقاش من هذا النوع، علينا أن نتذكر المقولة الخالدة للأستاذ خالد عودة الله: الخلافات بين الأفكار لا تُحل في جلسات المثقفين، بل في ساحات المعارك. وأضيف إليها: أو في قلوب الناس العاديين ذوي الفطرة السليمة.