وقد جاء قرار طرابلس هذا عقب إعلان موسكو عن قرارها بإسقاط ديون ليبيا خلال زيارة بوتين إلى طرابلس، ومما لا شك فيه أن الحوار الليبي الروسي في طرابلس وفي موسكو، تطرق إلى أهمية وضرورة توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري. \r\n \r\n \r\n وكشفت مصادر من الحكومة الروسية عن أن مفاوضات تجرى لعقد اتفاقية تحصل طرابلس بموجبها على أسلحة ومعدات عسكرية تزيد قيمتها الإجمالية على ملياري دولار في روسيا، وذلك بعد أن أكدت وزارة الخارجية الروسية عدم فرض أية قيود على «التعاون العسكري الفني مع ليبيا». \r\n \r\n \r\n وتتضمن هذه الاتفاقية حصول ليبيا على منظومات صاروخية دفاعية وراجمات صواريخ ومقاتلات من نوع «ميغ» و«سوخوي» وطائرات تدريب ومروحيات عسكرية ودبابات من نوع «ت 90 س» وغواصة حديثة. وكشفت هذه المصادر أن ليبيا تنوى بدء التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتعاقد على إنشاء محطة كهروذرية لاستخدامها في مجالي توليد الكهرباء وتحلية المياه. \r\n \r\n \r\n وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة النفط الوطنية الليبية وشركة «غازبروم» الروسية تجريان في الفترة الأخيرة مشاورات حول تطوير التعاون بينهما في مجال النفط والغاز. وقد وقعت في وقت سابق حوالي10 عقود بين الشركات الروسية وليبيا، حصلت منها شركة «غاز بروم» على حقوق استكشاف واستثمار 6 حقول للغاز والنفط. \r\n \r\n \r\n ويصعب القول إن العلاقات الروسية الليبية بدأت تستعيد إيقاعها السابق، إلا أن الوضع الراهن يشير إلى إمكانية التواجد الروسي في السوق الليبي. ولكن يجب أن لا ننسى أن تحقيق ذلك سيكون مرتبطا بدرجة أو أخرى بمصالح ليبيا مع أوروبا والولايات المتحدة، والحصار الذي تفرضه واشنطن على نشاط روسيا في أسواق الطاقة النووية العالمية. \r\n \r\n \r\n ولا يمكن أن نستبعد أن ليبيا اليوم تبحث عن حليف يمكنها من مساومة الغرب بعد أن بدأت تشعر بثقل الضغوط الغربية، بالرغم من تجاوبها مع مطالب واشنطن عقب حادثة لوكيربي. وقد حاول القذافي بمختلف السبل فتح بوابة الغرب باتجاه ليبيا، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب، ونجح جزئيا في التوصل مع فرنسا إلى جسور متواضعة. \r\n \r\n \r\n حيث استقبلت ليبيا خلال هذين العامين الرئيس الفرنسي ساركوزي وعددا من المسؤولين الأوروبيين، منهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ما عكس حرص الغرب وليبيا على استئناف علاقات التعاون، إلا أن هذه الجهود لم تمكن القيادة الليبية من تحقيق ما تريده من نهوض بالبلاد. \r\n \r\n \r\n ولعل هذا الوضع كان الدافع لتوجه طرابلس مرة أخرى نحو الشرق على أمل تحقيق أهدافها التنموية، ويبقى التعاون في قطاع النفط والغاز هو المجال الأكثر حيوية بالنسبة للبلدين، إلا أن التوقعات تشير إلى وجود عقبات قد تعيق هذا التعاون. \r\n \r\n \r\n من المعروف أن شركات النفط الروسية «غازبروم» و«تاتنفط» و«لوك أويل اوفيرسيز»، تعمل في مجال استثمار حقول النفط في ليبيا، ولكنها تواجه منافسة قوية من جانب الشركات الأميركية والفرنسية والإيطالية التي عادت إلى ليبيا بعد رفع الحصار عنها. ويستبعد العديد من المحللين في موسكو إمكانية التوصل لاتفاقات جادة للتعاون في هذا المجال، باعتبار أن الشركات الغربية أصبحت ذات نفوذ قوي في السوق الليبية. \r\n \r\n \r\n ومازال الغرب يحاول الضغط على ليبيا لاستغلال ثرواتها وفق مصالحه، دون مراعاة المطالب الليبية، ما يجعل المعادلة غير مثمرة، إلا أن تصحيح الوضع يعتمد بشكل كامل على الموقف الليبي، لأن موسكو ترحب بالتعاون مع طرابلس، ولها مصالح حيوية في هذا التعاون، ولا يستطيع الغرب أن يملي إرادته على روسيا في هذا المجال. \r\n \r\n \r\n بقى أن تتخذ ليبيا قرارها بصرف النظر عن الضغوط الغربية، وأن تمارس مبدأ تعددية الشركاء الذي تعتمده الدبلوماسية الليبية، للاستفادة من التناقضات الغربية في تحقيق مصالح ليبيا. \r\n \r\n \r\n مركز دراسات الطاقة روسيا \r\n \r\n