\r\n \r\n إن زيارة كولومبيا جعلتني أواجه الخيار المطروح أمام الكونغرس لقد خرجت كولومبيا من صراع داخلي دام عقودا, حيث كان بارونات المخدرات يحكمون الشوارع, ويوصلون المخدرات عبر شبكات متطورة معقدة مباشرةً إلى أيدي شبابنا في أميركا. \r\n وفي الولاياتالمتحدة ارتفع استخدام المخدرات وازداد العنف وفي كولومبيا, عانى الناس عبر البلد بشدة وعلى نحو مريع - فقد مات عشرات الآلاف وشرد الملايين وبددت الإمكانات الاقتصادية لدولة غنية بالموارد. \r\n لقد أظهر الكولومبيون شجاعةً وتماسكا في التصدي للمخدرات والعنف الذي ابتليت به بلادهم وقد انتخبوا قيادة جيدة, ووقفوا في وجه المجموعات الإجرامية. \r\n إن تمشيةً عبر مدينة \" ميديلين \" الكولومبية تظهر كم تغيرت المدينة فالمدينة- التي كانت معروفة في وقت من الأوقات بأنها المدينة الأخطر في العالم- ممتلئة حيوية ونشاطا اليوم ففي ساحة عامة بالمدينة مصطف فيها منحوتات كبيرة مستديرة للفنان الكولومبي الشهير فيرناندو بوتيرو, يجلس الشبان في مقاهٍ يتجاذبون أطراف الحديث ويقرأون الصحف ويدخلون على شبكة الإنترنت على حواسيب محمولة . \r\n وحي بابلو إيسكوبار السابق - الذي كان في وقت من الأوقات أرضا بلا هوية - يعج الآن بالشركات والمشاريع التجارية المحلية ويشمل نظام نقل عام جديدا حديثا والتحول الذي حدث في هذه المدينة محسوس وملموس بين الناس الذين قابلتهم ولقد أخبرني رجل أعمال بارز من هناك أنه اعتاد أن يخفي جنسيته عند السفر للخارج؛ والآن هو فخور مرة أخرى أنه كولومبي, وتواق إلى التباهي ببلاده أمام الزائرين . \r\n وفي ضواحي البلدة زرت منتج بناطيل (سراويل) جينز حيث قابلت موظفين تعلموا في الولاياتالمتحدة, ولكن قرروا المجيء إلى كولومبيا لإعادة بناء بلدهم والعمل في قطاع المنسوجات وتُنتج سراويل الجينز في منشأة نظيفة تدار جيدا وصديقة للبيئة, باستخدام نسيج ومعدات أميركية, ومن ثم الإسهام في الاقتصاد في كولومبيا وكذلك في الولاياتالمتحدة. \r\n وينعكس تعافي ورفاه مدينة ميدلين على البلد فقد انخفضت عمليات الاختطاف والهجمات الإرهابية والقتل - على الرغم من أنها ماتزال مرتفعة - انخفضت بدرجة كبيرة كما انخفضت نسبة الفقر على المستوى القومي بمقدار 15% منذ عام 2000, وازداد الاستثمار المباشر الأجنبي بمعدل أربعة أمثال تقريبا إلى 8.9 مليار دولار منذ عام 2002- وكثير من ذلك يأتي من مستثمرين أميركيين. \r\n إن التحسن في الأمن يجعل ممكنا التوسع في الوظائف المشروعة في كل من المناطق الحضرية والريفية كما يمكن أيضا من إجراء تحقيقات وتحريات في انتهاكات حقوق الإنسان الماضية في المناطق النائية . \r\n ومع ذلك, فإن السلام والرخاء النسبي في كولومبيا ليس بدون تحذيرات, كما أنه ليس غير ذي نكسة وتحول فأجزاء من البلد ماتزال غير مستقرة, ومازال كثير جدا من العائلات يكافح في سبل العيش . \r\n والبعض في المنطقة يدفعون نحو أوتوقراطية شعبوية الطراز, ذات سياسات قومجية عاصفة تبدو أنها رجعية وتدميرية اقتصاديا لقد رفض الكولومبيون رفضا ساحقا ذلك الاتجاه , واختاروا مسارا مختلفا بحسم وفي الوقت الذي يعملون فيه ضد المخالفات الكبرى للتحول بعيدا عن جريمة وعنف الماضي, يستحقون فيه دعمنا كشركاء استراتيجيين ملتزمين بالديمقراطية والأسواق المفتوحة. \r\n وبينما سيدعم الدخول المتزايد للسوق الأميركية قطاعات الاقتصاد الكولوميي المشروعة, ستكسب الشركات والمشاريع التجارية الأميركية أيضا هناك بالفعل أكثر من 8000 شركة أميركية تصدر لكولومبيا وهذه الشركات وقطاع الزراعة الأميركي, والتي تصدر بالفعل إلى كولومبيا أكثر من أي دولة أخرى في أميركا الجنوبية- تقف مستعدة وجاهزة للاستفادة من اتفاقية تجارة حرة وحتى الآن, تدخل منتجات كولومبية كثيرة الولاياتالمتحدة معفاة من الجمارك بموجب برامج تفضيلات تجارية, وهي فائدة من طريق واحد لكولومبيا وستزيد اتفاقية التجارة الحرة من دخول الصادرات الأميركية إلى السوق الكولومبية. \r\n ولكن اتفاقية التجارة الحرة هي بشأن ما هو أكثر بكثير من التجارة وحدها. فاتفاقية التجارة الحرة فيها حماية للعمال وللبيئة, وهو ما سيساعد في ضمان أن فوائد الأسواق المفتوحة يُشعر بها على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة وفي كولومبيا فاتفاقية التجارة الحرة ستجلب فرصا اقتصادية جديدة , موفرةً للمزارعين بدائل لزراعة الكوكا ولأعضاء الميليشيات شبه العسكرية المنحلة سبلا للاندماج والتكامل في المجتمع بدلا من العودة إلى حياة الجريمة . \r\n وستمكن حماية الملكية الفكرية الأفضل العلماء والفنانين والموسيقيين من كسب العيش من عملهم فالبلد الذي قدم للعالم واقعية الأديب غابريال غارسيا ماركيز السحرية الرائعة وموسيقى شاكيرا له مصلحة وحرص في تدعيم حقوق الملكية الفكرية, تماما كما يقف الفنانون والكتاب الأميركيون ليستفيدوا من الحماية الأفضل في نصف الكرة الأرضية ( الأميركتين ). \r\n إن الفوائد المأخوذة من اتفاقية التجارة الحرة - إذا ما أُخذت معا - ستضمن أن تصل كولومبيا إلى إمكاناتها كدولة وقائدة إقليمية وكل أميركي عليه رهان في أمن ورخاء البلدان المجاورة لنا في الأميركتين واتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا - ليست أقل من تلك الاتفاقيات مع بيرو وبنما - وهي عماد مهم وحاسم في ضمان هذا الاستقرار . \r\n \r\n روبين جيفري \r\n وكيل وزارة لشؤون الاقتصاد والطاقة والزراعة بوزارة الخارجية الأميركية \r\n خدمة \" إم سي تي\" - خاص ب\" الوطن \" \r\n