\r\n \r\n ففي هذه الأيام تستعد كاليفورنيا وكونيكتكت و10 ولايات أخرى لإصدار معايير انبعاثات العوادم بصورة أكثر تشددا عن تلك المعايير الفيدرالية المطبقة في الوقت الحالي. وتهدف المحاولة إلى تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من السيارات والشاحنات الخفيفة والسيارات الرياضية بما يوازي 392 مليون طن متري بحلول عام 2020 أي ما يعادل خفض 74 مليون طن متري من الانبعاثات في كل عام. \r\n وحيث أن وسائل النقل تقف مسؤولة عن ثلث انبعاثات غازات البيوت المحمية فإن إصدار مثل تلك التشريعات من شأنه أن يمثل دفعة قوية للجهود الرامية إلى تنظيف البيئة كما أنها ستعكس للعالم الخارجي أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع مشكلة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بجدية. \r\n بيد أنه وعلى مدار الأشهر الستة عشر الماضية استمرت وكالة حماية البيئة الأميركية في رفضها السماح لنا بأن نقوم بتلك الخطوة حتى بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الشهر الماضي مؤيداً لموقفنا واستمرت الحكومة الفيدرالية في تعنتها ووقوفها في طريقنا. وكانت آخر الخطوات المثبطة قد جاءت قبل أيام عندما أصدر الرئيس بوش أمراً تنفيذياً يمنح الوكالات الفيدرالية فترة حتى نهاية 2008 لمواصلة دراسة انبعاثات غاز المحميات الطبيعية وتحديد ما يمكن عمله بشأنها. وبالنسبة لنا فإن هذا يبدو أقرب إلى حالة اللافعل ورفض اتخاذ خطوة حقيقية كما أنه غير معقول. \r\n فبموجب قانون الهواء النظيف فإن لكاليفورنيا الحق في اصدار التشريعات الخاصة بمعاييرها التي تطبقها في تلوث الهواء والتي قد تتبعها الولايات الأخرى طالما أن وكالة حماية البيئة قد منحت كاليفورنيا تفويضا يعطيها وولايات أخرى إذن رسمي بعدم الالتزام بالمعايير الفيدرالية. وقد طلبت كاليفورنيا خلال الأعوام الثلاثين الماضية بما يربو على 40 إذنا مماثلا ومنحت هذا الإذن بالفعل كليا أو جزئيا. \r\n وبالاستمرار في عرقلة طلب كاليفورنيا فإن الحكومة الفيدرالية بذلك تحول دون تحقيق إرادة عشرات الملايين من الأشخاص في كاليفورنيا وكونكتكت وولايات أخرى تريد من حكوماتها أن تتخذ إجراءات فعلية على أرض الواقع لتقليص مخاطر الاحتباس الحراري. \r\n وقد قررت وكالة حماية البيئة اخيرا عقد واحدة من جلستي الاستماع حول طلب منح الإذن ونحن نرحب بتلك الفرصة ونغتنمها كي نلفت انتباه الجميع الى الآثار الضارة التي يمكن أن يجلبها الاحتباس الحراري سواء على الأشخاص أو البيئة. \r\n بيد أننا ما نزال بعيدا عن الاقتناع أن الوكالة تنوي بالفعل إتباع القانون ومنحنا الإذن الخاص بنا. وإذا ما أخفقنا في القيام بذلك سنجد أنفسنا مضطرين الى اتخاذ إجراء قانوني كي نقوم بتسوية ذلك الامر بقرار نهائي. \r\n فالتهديد حقيقي والعلماء يخبروننا أنه إذا لم نتخذ الخطوات المناسبة لوقف ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي يمكننا أن نتوقع المزيد من الجفاف ومن حرائق الغابات وتقلص الغطاء الثلجي في منطقتنا وزيادة مستويات البحار والمزيد من الفيضانات في الشتاء والحرارة المرتفعة في الصيف. \r\n وقد خبت جذوة النقاش الدائر حول الآثار المتوقعة للتغيرات المناخية التي تمثل خطرا محدقا على الصحة العامة والرخاء. كما ارتفعت أصوات الجمهوريين والديموقراطيين في المجالس التشريعية الموجودة في كل ولاية للاحتجاج على عدم قيام الحكومة الفيدرالية بإتخاذ خطوات فعلية حول التغيرات المناخية كما أنهم أطلقوا مبادراتهم الخاصة. \r\n وسواء ما إذا كانت الولايات الواقعة في الشمال الشرقي للولايات المتحدة قد وحدت جهودها لخفض غازات المحميات الطبيعية الناجمة عن المولدات الكهربائية أو أن الولاياتالغربية تتطلع الى تقليص الانبعاثات التي يتسبب فيها النشاط التجاري فهناك زخم ونشاط متزايدان في كل مكان ماعدا العاصمة واشنطن. وعلى الحكومة الفيدرالية ألا تقف حجر عثرة في طريق محاولات التعامل مع التغيرات المناخية الخطيرة التي تواجه العالم. \r\n ففيما تمثل الولاياتالمتحدة 5% فقط من سكان العالم إلا أنها مسؤولة عن انتاج 25% من غازات البيوت المحمية. والمؤكد ان كاليفورنيا وكونيكتكت وعدد من الولايات الأخرى التي تنهج طريقتها تثبت انه بالإمكان إيجاد طرق لحماية البيئة والإقتصاد في آن واحد. ونعتقد ان الوقت قد حان للحكومة الفيدرالية أن تكون جزءا من الحل أو أن تنأى بنفسها بعيدا عن طريقنا. \r\n \r\n أرنولد شوارزينغر \r\n جودي ريل \r\n جمهوري حاكم ولاية كاليفورنيا \r\n جمهوري حاكم ولاية كونيكتكت \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن