\r\n وقد عمدت إدارة الرئيس بوش منذ أمد بعيد إلى حمل الجميع على الإعتقاد بأن هذا الخطر المحدق لن يحدث وإذا ما حدث فإن العلاجات المقترحة ستلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي. والحقيقة أن هذا الموقف السلبي من الإدارة الاميركية إزاء قضية الاحتباس الحراري يتجاهل صراحة ما توصل إليه العلماء في شتى أنحاء العالم كما أنه قد يعرض الولاياتالمتحدة والعالم أجمع لخطر كبير. \r\n وقد أهدر مجلس الشيوخ الأميركي الفرصة التي سنحت له لاتخاذ خطوات عملية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بيد أنه اعترف في النهاية وللمرة الأولى بأن الأنشطة التي يقوم بها الإنسان تتحمل تبعة حدوث التغيرات المناخية وعلى الولاياتالمتحدة أن تفعل شيئا لإصلاح ذلك الوضع. وفي الاسبوع الماضي عقدت لجنة الطاقة والموارد الطبيعية جلسة استماع حول التغيرات المناخية وآثارها الاقتصادية، ويبقى الأمل معقودا على أن تحرز هذه الجهود تقدما ملموسا. \r\n والحقيقة فإن الاستثمار في تقنيات جديدة صديقة للبيئة من شأنه أن يوفر فرصا جيدة تخدم اتجاهين: إيجاد فرص للعمل وتحقيق النمو الاقتصادي. وإذا ما وجهت الحكومة اهتمامها للاستثمار بشكل موسع بموارد الطاقة البديلة بالقدر الذي تولي اهتمامها لصناعات الوقود العضوي فعندها يمكن تحقيق نتائج مبهرة سواء بالحد من الغازات المنبعثة أو التكلفة الاقتصادية وكذا مواجهة الاحتباس الحراري. \r\n وكم هو سيئ أن ترفض الولاياتالمتحدة التي تعد أكبر المساهمين في إحداث التغيرات المناخية الاعتراف بهذه المشكلة الآخذة في التزايد. وفي الاجتماع الأخير لقادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني حثت الولاياتالمتحدة باقي دول المجموعة على خفض التزاماتهم لتقليل انبعاثات الغاز. \r\n ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيد من بين الدول الصناعية الكبرى التي لم توقع على اتفاق كيوتو الذي يعد واحدا من أفضل الأمثلة التي تجسد التعاون الدولي الساعي إلى دعم البيئة العالمية. يذكر أن 140 دولة بما فيها روسيا والصين وجميع دول الاتحاد الأوروبي ال25 قد وقعوا على الاتفاق الذي يضع اهدافا واضحة لتقليل انبعاثات الغازات الناجمة عن الأنشطة البشرية. \r\n والحقيقة فإن كثيرا من الولايات الأميركية لم تنتظر من الحكومة الفيدرالية القيام بالمبادرة بل قامت بنفسها بالتحرك وبذل الجهود لمعالجة التغيرات المناخية، وظهر ذلك جليا في المؤتمر الذي عقد في (ليك سيتي) في الشهر الجاري وحضره عمد من 46 مدينة واتفقوا خلاله على الحد من الانبعاثات المؤدية إلى الاحتباس الحراري. وفي الشهر الماضي وافق مؤتمر للعمد في الولاياتالمتحدة بالإجماع على حمل مدنهم على الإلتزام بالأهداف التي وضعها اتفاق كيوتو. وحتى الآن وقعت 167 مدينة على التزامها بتطبيق ما ورد بالاتفاق. \r\n وفي ظل البطء الملحوظ الذي يميز تحرك الكونغرس في هذا الاتجاه شرعت 40 ولاية أميركية في وضع خطط مناخية خاصة بها، وهناك 18 ولاية إلى جانب مقاطعة كولومبيا تلزم نفسها في الوقت الحالي بتوفير جزء من الطاقة الكهربية التي تحتاجها من خلال موارد الطاقة المتجددة. \r\n وإنني لأشعر بالفخر أن تقود كاليفورنيا باقي الولايات في كفاحها ضد الاحتباس الحراري وأن تقوم بوضع أهداف طموحة من شأنها تقليص تلك الظاهرة بنسبة 80% مع منتصف القرن إلى جانب خفض الغازات المنبعثة من المركبات. \r\n والحقيقة أن ولاية كاليفورنيا لديها سبب جيد لاتخاذ مثل هذه الخطوات القوية فالاحتباس الحراري يهدد الزراعة بها وكذا موارد المياه وشواطئها الشهيرة، وارتفاع درجة حرارة الارض يلحق الضرر بكثير من الصناعات التي تشتهر بها الولاية ومن ذلك الأثر السيئ الذي يخلفه على منتجات الألبان وخفضها بنسبة قد تصل إلى 20%. \r\n وبالإضافة إلى ذلك فولاية كاليفورنيا تعتمد إلى حد كبير على ثلوج سيرا نيفادا في الحصول على احتياجاتها من المياه، وبأقوال الخبراء فإنه مع نهاية القرن سوف يتضاءل هذا المصدر الذي يحصل منه 16 مليون نسمة على احتياجاتهم من الماء. \r\n وعلى الأفراد القيام بخطوات فاعلة من جانبهم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومن ذلك الحرص على استخدام وقود اكثر كفاءة في مركباتهم والإتجاه إلى استخدام وسائل النقل العامة وأنواع الوقود النظيف وترشيد استهلاك أجهزة التكييف والتدفئة \r\n والحقيقة أنه من العار على أكبر دولة صناعية أن تلقي العبء على أبناء شعبها ومدنها وولاياتها للقيام باتخاذ خطوات المواجهة مع مشكلة الاحتباس الحراري، وليس ثمة شك أن الجهود التي يبذلونها محمودة بيد أنه وفي مثل تلك الحالة فالولاياتالمتحدة بحاجة إلى القيام بعمل فيدرالي منظم لإنجاز تقدم ملموس للحد من الغازات المنبعثة والمحافظة على كوكبنا للأجيال القادمة. \r\n \r\n ديان فينشتاين \r\n سيناتور أميركي من ولاية كاليفورنيا \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز خاص بالوطن \r\n