\r\n وأن الأنشطة البشرية هي المسؤول الأول عنه. ثم يلي ذلك الإعلان عن الحقيقة التي يمقت سماعها المستثمرون في مجال الصناعات الباعثة لغازات الكربون: \"إن السبيل الوحيد لدرء خطر ارتفاع درجات حرارة الأرض وإنقاذ الحياة في كوكبنا، هي أن تبادر كافة دول العالم إلى خفض نسب انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة والاحتباس الحراري، بدرجة كبيرة جداً\"، على حد ما ورد نصاً في عبارات \"ريتشارد سمرفيل\"، وهو أحد أبرز العلماء المشاركين في الدراسة المذكورة، وفي مقدمة المساهمين في إعداد تقريرها النهائي. \r\n \r\n ومن وجهة نظر مئات العلماء الدوليين المشاركين في هذه الدراسة، فإن خطر الاحتباس الحراري وتهديده الجدي لمستقبل الحياة في كوكب الأرض، لم يعد مشكوكاً فيه. لكن على عكس وجهة النظر العلمية المتخصصة تلك، تواصل الشركات والاستثمارات العاملة في مجال الصناعات الباعثة للغازات السامة، المسببة للظاهرة في الغلاف الجوي، إثارة غيوم كثيفة من الشك حول علاقة ذلك الخطر بالنشاط البشري. ولذلك فقد نقلت بعض الجماعات البيئية الناشطة، عن معهد \"أميركان إنتربرايز\" -الذي يتلقى دعماً مالياً من شركة \"إيكسون موبيل\" العاملة في مجال الطاقة، أنه منح مبلغ 10 آلاف دولار لعدد من العلماء، كلفهم بكتابة ونشر مقالات ناقدة لتلك الدراسة العلمية العالمية، التي أثبتت مسؤولية النشاط البشري عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي. غير أن \"كنيث جرين\"، وهو باحث زائر بمعهد \"أميركان إنتربرايز\"، أوضح أن منظمته تعكف الآن على مراجعة الحوار العام الدائر حول سياسات الاحتباس الحراري، وأنها ليست معنية بمراجعة العلم المتصل بهذه الظاهرة. \r\n \r\n لكن في المقابل، فقد التقط زمام المبادرة باتجاه فرض معايير مشددة فيما يتصل بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات السامة الأخرى، عدد من القادة والساسة الأميركيين، من بينهم \"أرنولد شوارزينجر\"، حاكم ولاية كاليفورنيا. ومن جراء تلك المبادرة، فقد لحقت بخطواته، عدة ولايات أميركية. وفيما نرى الآن، فربما تمضى الولايات إلى الطريق الذي طالما خشي السير فيه الرئيس بوش وبقية طاقم إدارته في البيت الأبيض. ولكن يبقى سؤال كبير حول مدى نجاح إسهام الضغوط التي يمارسها الكونجرس الجديد بقيادة \"الديمقراطيين\"، في تغيير مسار السياسات الثابتة لبوش في هذا المضمار؟ وإلى أي مدى يمكن للكونجرس أن يرغم الرئيس على ترجمة ما قاله في خطابه الأخير عن \"حالة الاتحاد\"، إلى ممارسة وسلوك، من شأنهما أن يضعا الولاياتالمتحدة الأميركية في طليعة الجهود العالمية الرامية لدرء خطر الاحتباس الحراري والتغير المناخي، بما يؤمن إنقاذ البشرية كلها من خطر جدي أكيد؟ \r\n \r\n وإلى أن يتحقق ذلك، فليس للمجموعة العلمية الدولية من شيء تفعله، عدا تحذيرها من مغبة الاحتباس الشامل والتغير المناخي، وقولها إن على البشرية أن تتحمل كافة العواقب والنتائج الكارثية المترتبة عنه. \r\n \r\n \r\n دانيل شور \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أميركي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n